نادية محمد : يوجد من الكفاءات النسائية المغربية بالإمارات ما يجعلني فخورة ب”بنات بلادي”
مغربيات
ظروف العمل قادتها إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2002، حيث انطلقت بداية من مطار دبي في مسيرة مهنية امتدت ل20سنة ببلاد المهجر، قبل أن تنتقل للعمل بواحدة من أكبر شركات التطوير العقاري هناك.
“مغربيات“ تواصلت مع نادية محمد مديرة إدارة العمليات بشركة “نخيل“ للتطوير العقاري بدبي للحديث عن الهجرة و ظروف الإقامة و الوطن الأم..
مغربيات : بداية نود أن نعرف ماهي الظروف التي قادتك للعيش بدولة الإمارات العربية المتحدة؟
العمل هو الظرف الذي قادني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. جئت أول مرة سنة 2002 بعقد عمل في مطار دبي. اشتغلت فيه لمدة خمس سنوات، قبل أن أتوجه للعمل في واحدة من أكبر شركات العقار (إعمار العقارية) ، ثم تنقلت عبر شركات أخرى(ميراس، دبي هولدينغ، نخيل) وهو المجال الذي لازلت أشتغل فيه إلى غاية اليوم.
حدثينا عن الوظيفة التي تشغلينها هناك؟
أشغل حاليا منصب مديرة إدارة العمليات بأحدى الشركات الرائدة في مجال التطوير العقاري بإمارة دبي (شركة نخيل للتطوير العقاري).
كيف هي ظروف الإقامة هناك ؟
بالنسبة لظروف الإقامة و العمل كانت دائما جيدة و سلسة، لا تعقيدات فيها، حيث كنت من المحظوظات هنا خاصة و أنني جئت بعقد عمل منذ البداية.
ماهي الإكراهات التي واجهتك كمهاجرة أولا ثم كامرأة ثانيا؟
لم أواجه أي إكراهات لا على الصعيد الشخصي و لا على الصعيد المهني، عكس ذلك، تخللت رحلة الإغتراب نجاحات متتالية كان أساسهاالإجتهاد و عمادها التشجيع، حيث أن دولة الإمارات هي أرض الفرص بامتياز. عند مجيئي إلى هنا كنت توفر على عقد عمل، و ظروف عملي كانت جيدة، حيث كنت أتوفر على سكن قار و وسيلة تنقل و بالتالي كانت ظروف إقامتي بدبي جد مريحة. أما ما عدا ذلك مثل الابتعاد عن الأهل و الأصدقاء و الوطن، لا أخفيك أن 6 أشهر الأولى كانت جد قاسية، لكني استطعت أن أتأقلم فيما بعد مع المحيط و الظروف. في البداية تعتقد أنك في بلد عربي إسلامي، لكنك تفاجأ بأن أغلب من يوجد هنا يتحدثون الإنجليزية. تعرفت على فتيات مغربيات و تقاسمنا السكن، وهو ما سهل علي ظروف الإقامة، ولحد الآن لازالت تجمعني معهن علاقات طيبة مع العديد من الصديقات، بعد زواجي و انتقالي للعيش في بيت مستقل.
هل تحنين للوطن الأم؟
أجل، أحن إليه و أفتخر بمغربيتي في كل زمان و مكان، لاشيء يضاهي حب الوطن و مكانته في القلب و الوجدان. والحقيقة أنني عندماأتقاسم بعض الصور و الفيديوهات مع الأهل في المغرب، يخبرونني أنهم هم من يعيشون في الغربة، بحكم أننا نجتمع في كل المناسبات ونهيئ الأطباق المغربية التقليدية، ننظم سهرات و نخرج مع بعضنا البعض للتنزه و التسوق، تماما كما لو كنا في أرض الوطن. كلنا تقريبا نعيش نفس الظروف هنا، وهذا ما يجعلنا نحرص على تنظيم لقاءات داخل بيوتنا حتى نبدد الإحساس بالغربة.
كسكس مغربي لتبديد الاشتياق للوطن
ماذا تفعلين عندما تشتاقين لوطنك؟
حين أشتاق للوطن، أتواصل مع الأهل و الأحباب. أحرص إلى جانب مجموعة من الصديقات المغربيات المقيمات هنا على أن نجتمع من وقت لآخر في جلسات الشاي التي تتخللها أحيانا بعض الأطباق الشهية المغربية. أحب جدا تحضير الخبز المغربي، وكم أعشق رائحة الخبز في الفرن لأنه يذكرني ببلدي المغرب. و طبعا زيارة المغرب الحبيب مرة كل سنة شيء ضرورية لشحذ الطاقة و تعزيز المعنويات و صلة الأرحام.
مع الصديقات المغربيات المقيمات بدبي
ماذا كلفتك الغربة وماذا ربحت منها؟
بالنسبة لي، الغربة كانت البعد عن الوطن و الحرمان من الدفء العائلي و العلاقات الاجتماعيه التي نشأنا عليها كمغاربة، لكن في المقابل اكتسبت خبرات متعددة على المستوى الشخصي و المهني و نجحت في بناء مستقبل أفضل.
كيف ترين وضعية النساء المهاجرات؟
تتخلل هجرة النساء بصفة عامة العديد من الأخطار مما يجعلهن عرضة للاستغلال بكافة أنواعه، ما لم يكنّ متسلحات بالعلم و الوعي الكافيلمواجهة مصيرهن. صحيح هناك فئة، لكنها قليلة جدا، ليست مشرفة و تسيء للمغريات هنا، لكن لا أنكر أن هناك فئة أخرى تعتبر مصدر فخر للمغرب وتمثل بلدها أحسن تمثيل.
أما على المستوى الشخصي و حسب المحيط الذي أعرفه، يوجد من الكفاءات النسائية المغربية المقيمة بالإمارات، ما يجعلني فخورة ب“بنات بلادي” من حيث المناصب التي تحتلها الأطر المغربية في المجتمع الإماراتي.