نادية معزوزي : أنصح الشباب بالسفر لاكتشاف وإغناء تجاربهم بثقافات أخرى

مغربيات

منذ أربعة عقود و نادية معزوز تعيش في فرنسا. خلال هذه الفترة التي قضتها هناك استطاعت أن تفرض نفسها في سوق العمل، حيث تدير واحدة من أهم المدارس الفندقية بباريس بفضل كفاءتها و إصرارها على النجاح و التميز، لتكون بذلك نموذجا للمرأة المغربية المهاجرة التي تمثل بلدها بشكل مشرف.

“مغربيات” تواصلت مع نادية معزوزي  للحديث عن الهجرة و عن حلم العودة إلى الوطن الأم و الانفتاح على الشباب المغربي من خلال تقاسم التجربة و الخبرة اللتين راكمتهما على مدى عشرين سنة في مجال الفندقة.

بصفتك امرأة تدير مدرسة فندقية كبيرة في فرنسا ، لماذا اخترت هذا المجال و لماذا مدرسة فندقية تحديدا؟

بعد تجربة في مجال التجارة والاتصالات ، بحثت عن مجال يثير اهتمامي ويمكنني العمل فيه لأسباب مفيدة تتماشى مع القيم التي اومن بها وبالتالي ، فإن العمل في إدارة مدرسة فندقية يستجيب تماما لما أرغب فيه بحثا عن معنى لحياتي كما أنه جعلني راضية عما قدمته لما يقرب من 20 عاما.

في الحقيقة فتقلدي لهذا المنصب الإداري جاء من خلال فرض كفاءتي في العمل، ولكن قبل كل شيء من خلال توفر الفرص أمامي وثقةالمديرين المتعاقبين على المدرسة.

نادية معزوزي

عشت سنوات طويلة في فرنسا ، ألا تفكرين في العودة إلى بلدك الأصلي؟ إذا كان الأمر كذلك ، فما أسباب هذا القرار؟

بعد 40 عاما من العيش في فرنسا ، أشعر بالحاجة إلى الاقتراب من جذوري. من المهم بالنسبة لي أن أتمكن من استثمار تجربتي و خبرتيو تقاسمها مع الشباب المغربي ، من خلال استخدام كل ما تعلمته في فرنسا. لاشك أن مشروعي القادم سيكون هو فتح مدرسة فندقية فيالمغرب.

لماذا اخترت العيش في فرنسا؟ هل وجدت صعوبة في التكيف؟ كيف كانت بداياتك في البلد المضيف؟

وصلت إلى فرنسا في سن السادسة مع والدي وإخوتي. لا أنكر أن البدايات كانت صعبة ، فقد جئت من ثقافة مختلفة وكان علي أن أتعلم كيف أعيش بشكل مختلف. لقد تكيفت ونشأت ووجدت مكاني في فرنسا ، وأنا فخورة بكوني امرأة مغربية. أشعر أنني غنية بثقافتين قويتين تكمل كل منهما الأخرى بقدر ما تواجهان بعضهما البعض. من خلال هذا التنوع وجدت مكاني كي أُقبل كما استطعت أن أجد وطريقتي في التعبير.

ماذا كلفك العيش بعيدا عن الوطن الأم؟

إنه لأمر مؤلم أن نكون بعيدين عن جزء من عائلتنا ، وألا نراهم إلا لماما، وأن نفتقد لحظات سعيدة من الحياة المشتركة مع الأقرباء. من الصعب أيضًا ألا نكون قادرين على عيش و ممارسة تقاليدنا و طقوسنا الثقافية بشكل كامل وبحرية. أشعر أحيانا بعدم وجود بعض من معالمي.

هل تشجعين ابناءك على الهجرة؟ لماذا ا ؟

ليس لدي أطفال ولكني في المقابل أشجع الشباب بشدة على السفر لاكتشاف وإغناء تجاربهم بالثقافات الأخرى.

كيف ترين وضع المهاجرات المغربيات خاصة في فرنسا حيث تعيشين؟

مما لا شك فيه أن مسألة الانتشاء من خلال الجمع بين تقاليد ثقافتين مختلفتين على الأقل يعد أمرا معقدا ، والأكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بامرأة . أود أن يصبح تكافؤ الفرص مكسبا ، لكن وضعية النساء المغاربيات لا تزال صعبة ، على الرغم من وجود عدة نقط تطر لا يمكن تجاهلها.

نادية معزوزي برفقة طلبة المدرسة التي تديرها

About Post Author