زهراء مفيد.. مخرجة و منتجة مغربية اختارت أيرلندا للعيش و صناعة الأفلام

مغربيات

عشقها للفن السابع منذ صغرها، قادها لخوض تجربة الإخراج و الإنتاج السينمائي. بفضل القصص و المحكيات التي كانت تسمعها من الأم و الجدة، أصبحت تنسج حكاياتها الخاصة و تكتب سيناريوهات أفلام، بداية بالفيلم الوثائقي ثم الأفلام الروائية الطويلة بعد ذلك، لتصبح واحدة من الأسماء اللامعة في عالم السينما. إنها المخرجة و المنتجة السينمائية المغربية زهراء مفيد التي اختارت أيرلندا للعيش و الاستقرار. 

مغربيات تواصلت مع المخرجة و المنتجة السينمائية زهراء مفيد للحديث عن عشقها للسينما و ظروف استقرارها بالعاصمة الأيرلندية دبلن و تنظيمها لمهرجان دبلن للسينما العربية..

مغربيات: بداية هل يمكننا أن نعرف من هي زهراء مفيد؟

‎‫زهراء مفيد هي مخرجة أفلام ومنتجة وكاتبة. بدات رحلتي في الغربة في آيرلندا و أمريكا(تحديدا بلوس أنجلس و نيويورك) و انتهى بي المطاف في أيرلندا بالضبط بالعاصمة الأيرلندية. كانت البداية بصناعة الأفلام الوثائقية، ثم الروائية السينمائية فيما بعد‫، كما كتبت قصصا و سيناريوهات بعض الأفلام. بعدها ثم جاءت فكرة تنظيم مهرجان الفيلم العربي للتعريف بالسينما العربية عموما و المغربية بالخصوص، وذالك عن طريق عرض بعض الأفلام المغربية للتعريف بالسينما العربية وإعطاء الفرص لصانعي الأفلام العرب لإظهار ثقافتنا الجميلة.

رفقة عمر الشريف ضيف الدورة الأولى لمهرجان دبلن للسينما العربية

برفقة والدتها و ورشيد الوالي وزوجته ضيفا المهرجان لسنة 2017

لماذا اخترت الإخراج السينمائي؟

إنه حلم الطفولة الذي تحقق. عندما كنت طفلة، كان لدي خيال مذهل ، كنت أصنع قصصي الخاصة وألعب بالدمى المصنوعة بيدي و أحولها لشخصيات أضخ فيها الحياة بفضل خيال واسع. من هناك كبر شغفي في أن أصبح مخرجة سينمائية. كنت أقوم بتأليف قصصي الخاصة منذالصغر. و لن أنسى دعم أمي وجدتي لي خصوصا وهما ترويان لي القصص التي ما زالت عالقة بذاكرتي، هذه القصص و المحليات ساهمتفي تعزيز قدرتي على تركيب الشخصيات و الأحداث.

ماهي المواضيع التي تثير اهتمامك في السينما؟

أحب القصص المستوحاة من الحياة مثل الأفلام الوثائقية أو الأفلام من الواقع. هذه القصص تحمل الكثير من المعاني و يمكن ان تساعدالمشاهد إيجابيا.

سبق للناقد المغربي حسن النرايس أن أشار في كتابهالمرأة في السينما المغربية : خلف و أمام الكاميراأنه على الرغم من أن نسبة النساءلا تتعدى 8٪ فقط من المخرجين المغاربة إلا أنهن استطعن أن يحصلن على 40٪ من مجموع الجوائز المحصلة من خارج المغرب. كيفترين هذا الأمر؟

إنه لأمر رائع ما وصلت اليه المرأة العربية و المغربية بالخصوص، حيث أنها أثبتت جدارتها و أنها تستحق كل ما وصلت إليه. أظن أن المرأة لديها القدرة على القيام بمهام متعددة و بإتقان و تفان ، إحساسنا بالقصة و المعاني عال جدا لأننا نساء ، نتعامل مع المشاعر التي تعتبرمهمة للغاية في صناعة الأفلام بشكل مختلف يخدم الأعمال‫، و لدينا حس مرهف في التعامل مع القصص و الأحداث وذالك يزيد من قيمةالمشروع. آمل جدا أن يتم منح المزيد من الفرص للنساء العربيات لرواية القصص وصناعة الأفلام لأن جداتنا كن جميعا راويات قصص.

ما الذي قادك للعيش بأيرلندا؟

القدر والحب! لم أكن أعلم أبدا أنني سأنتهي في أيرلندا. كنت أحلم بالعيش في باريس أو لندن أو أمريكا، و بالفعل عشت فترة في إمريكا و لمأكن أحلم أبدا بالعيش في أيرلندا. لقد وقعت في حب هذا البلد عندما وصلت إليه.‬ بدت أيرلندا خضراء وأحببت شعبها! معظمهم من رواةالقصص! لديهم تاريخ كبير من الفنون ورواية القصص. و انا بدوري حبكت قصتي وشريكي مخرج من هذا البلد و ابنتي أيرلاندية و لكنمغربية الروح و النفس و كذالك شريكي الذي احب المغرب و أهله كثيرا.

كيف ترين حضور المرأة المغربية في السينما المغربية، سواء مشتغلة في حقل السينما أو كموضوع للأفلام؟

كانت المرأة المغربية دائما حاضرة في السينما المغربية ، لدينا ممثلات قويات وصانعات أفلام. وأنا متأكدة أنه مع المزيد من الدعم ، فإنالنساء المغربيات يخرجن الآن بمزيد من الإبداع. و هناك فنانات استحققن ما وصلن اليه من نجاح و تميز ولا أريد أن اذكر الأسماء لكي لاأنسى اي واحدة و لكن كلهن متميزات.

المخرج جيم شريدان ووزيرة الثقافة هيذر همفريز

ماهي تكلفة النجاح خارج الوطن الأم بالنسبة لامرأة مثلك؟

أن أكون بعيدة عن العائلة ! إنه شيء صعب للغاية! بغض النظر عن النجاح الذي قه يحققه المرء ، فهذا لا يعني شيئًا إذا لم تتمكن من مشاركته مع عائلتك خصوصا الأب و الأم.

مع السفير المغربي السابق بأيرلندا و زوجته

بصيغة أخرى كيف تعيشين الاغتراب عن وطنك الأم، وهل يمكن للنجاحات الكبيرة و الطموح أن يعوض المغترب عن حضن الوطن؟

كلما تقدمت في السن كلما اشتقت لبلدي الأم ، أفتقد أمي وأبي. نعم لقد نجحت ولكني أفتقد الوطن! لهذا السبب أفكر في العودة ولو لسنة واحدة على الأقل. افتقد كل شيء في المغرب. حتى ابنتي التي تعد نصف أيرلندية ، تعتبر نفسها مغربية وتحب المغرب في المرتبة الأولى وتريد الانتقال إلى المغرب لتتعلم ثقافة ودين وحب هذا البلد.

زهراء مفيد برفقة ابنتها

متى تحنين لوطنك؟

كل يوم عندما أستيقظ، وكل مساء عندما أعود إلى المنزل! أشعر بالحنين للوطن . هذا الحنين يزداد مع الوقت، الآن بعد أن كبر والداي وأنا أعلم أن الحياة قصيرة جدا.

بِمَ تنصحين النساء الراغبات في ولوج عالم السينما؟

يجب أن يكون لديهن التصميم والصبر و الشغف وحب السينما. يجب ألا يستسلمون أبدا و يواصلن على المزيد من التدريب ، فهناك دائمًا شيء جديد، و ينظرن دائما لأنفسهن على قدم المساواة مع الرجل.

كيف ترين اليوم وضعية المرأة المغربية المهاجرة بأوروبا؟

صراحة لن نستطيع تقييم ذالك لأن كل بلد و قوانينه و ثقافته. لكن شخصيا و كمهاجرة لدي حياة جيدة في أيرلندا، وأنا سافرت عبر العالم واكتشفت ألا شيء أفضل من بلدنا.

About Post Author