الملتقى الدولي لمبدعات المسرح بمراكش يستضيف عبد الواحد عوزري 

مغربيات

كما دأب ملتقى مراكش الدولي لمبدعات المسرح على الاحتفاء بالمبدعات و المبدعين في مجال المسرح و بمؤلفاتهم، نظم مساء أمس حفل توقيع كتاب “محمد بهجاجي مسارات النقد و الإبداع” للمخرج المغربي عبد الواحد عوزري.

و في شهادات قدمها كتاب مسرحيون، قال السيناريست المغربي عبد الإله بن هدار إن كتاب “محمد بهجاجي مسارات النقد و الإبداع” يتناول قراءات للمخرج عبد الواحد عوزري لمؤلفات صديقه الكاتب و الناقد محمد بهجاجي، بالإضافة إلى نص حوار مطول سبق و أن أجراه المخرج المغربي مع الكاتب و تجربته في تأليف النصوص و النقد، ثم في جزء آخر عن تجربة مسرح اليوم التي خاضها الصديقان معا، حيث يقول عوزر في مقدمة الكتاب “الذين يعرفون محمد بهجاجي سيلتقون معه في هذه الملخصات، أما الذين لا يعرفونه فسيكتشفونه، و لكن الذين يبحثون عن متابعة فنية و نقد موضوعي فلن يخيب ظنهم”. 

و قال مشاركون في اللقاء ممن جايلوا الرجلين معا، إنهما ينتميان لنفس الجيل و المدينة، كما أنهما كانا يحملان نفس المشروع و يتقاسمان الهم المسرحي الذي كان يؤرقهما، وهما جزء من ظاهرة ثنائيات مسرحية عرفها المغرب (مؤلف ناقد و مخرج) في عدد من الجهات، وقد خاض الاثنان تجربة مسرحية امتدت لسنوات و أسفرت عن عروض لازالت محفورة في ذاكرة المغاربة مثل مسرحيات “البتول”، “العيطة عليك”، “امرأة غاضبة” ثم “الجنرال”، نصوص كتبها محمد بهجاجي و أخرجها عوزري. 

و أضاف بعض المشاركين في اللقاء أن عوزري كان صديقا للنص المسرحي الذي يخرجه، كما أنه يعد واحدا من الذين أرسوا دعائم الدعم المسرحي منذ بداياته (1998)، حيث أصبح المسرحيون اليوم يجنون ثمار ما حمله على عاتقه إلى جانب ثلة من المسرحيين الآخرين من هم دمقرطة الدعم الموجه للفرق المسرحية.

و أجمع المشاركون خلال اللقاء أن عوزري ليس فقط الكاتب و المخرج و الناقد المسرحي، بل هو الرجل الذي حمل هموم المسرح و انشغالاته و طرح أسئلته الحارقة منذ عودته من فرنسا، و إلى غاية اليوم لازال يساهم في هذا المجال. 

و أشار المتدخلون إلى أن المشتغلين بمجال المسرح، وعوزي واحد منهم، أصبحوا مدركين أن إعادة سؤال المسرح يجب أن تكون حاسمة في تطور المسرح، باعتبار أن المسرح لا يمكن أن يتطور بدون نقد، لافتين إلى أن المسرح اليوم يفتقر لهذا النقد الذي يغوص في جوهر السؤال المسرحي، نتج عنه أننا أصبحنا اليوم أمام مسرح هش. يفتقر للحس النقدي الموضوعي الذي يضح المسرح في قلب الانشغال اليومي.

و اعتبروا أن تجربة عوزري المسرحية ينبغي أن تدرس لكونها، بالإضافة إلى تجربة الطيب الصديقي، منارة ينبغي استعادتها و تقديمها للجيل الجديد، باعتبارها تجربة رائدة في المسرح المغربي. 

و بدوره قال عبد الواحد عوزري إن الجيل الأول من رواد المسرح المغربي، إبان مرحلة الاستقلال،لم يسبق لهم أن ولجوا المدرسة، في إشارة إلى تجربة الطيب العلج، الذي لم يتعلم القراءة و الكتابة إلا في مرحلة لاحقة من حياته، وقد كانت زوجته تتكلف بعملية كتابة نصوصه المسرحية التي كان يقوم بتأليفها، حتى بات واحدا من أهم المؤلفين المغاربة في تاريخ المسرح المغربي. 

وعن التكوين المسرحي أكد عوزري أنه في مرحلة معينة لم تكن هناك معاهد للتكوين، باستثناء تداريب خاضها مسرحيون، إلى أن ظهر المعهد العالي للمسرح و التنشيط الثقافي، و الذي أصبح يستقبل عشرين طالبا و طالبة سنويا، وهو ما لا يعطي موسما مسرحيا. 

و بشأن الدعم المسرحي لفت عوزري إلى أن الدولة كانت دائما تدعم المسرح، لكن فقط فرق قليلة هي التي كانت تستفيد من هذا الدعم، إلى أن جاء محمد الأشعري كوزير للثقافة، و أصبحنا نتحدث عن دمقرطة الدعم، بمعنى أن كل الفرق الحاملة لمشاريع مسرحية بإمكانها الاستفادة من هذا الدعم، حيث انتقلنا من مسرحيتين أو ثلاث خلال السنة إلى 100 مسرحية اليوم بفضل هذا الدعم، وهو ما يعتبر نقلة نوعية جدا. 

ولفت إلى أن المسرحيين اليوم في المغرب هم من خريجي المعهد، و بالتالي فنحن أمام جيل متمدرس حاصل على شهادة البكالوريا، جيل دارس للتاريخ و الجغرافيا و مطلع لعدد من العلوم، وهو ما يساعد على تطوير المسرح.

About Post Author