هنو أوماروش.. المدافعة الشرسة عن التنمية ب”تنغير”

مغربيات

عُرِفت هنو أوماروش بشجاعتها في الجهر بالحقيقة دون الخوف من لومة لائم. امرأة تشبعت بقيم الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة المرأة القروية، دون أن تلج المدرسة، ما دفعها لكي تصدح بصوتها عاليا في كل المحافل، و تعبر عما يختلج في نفسها وتعري واقع المنطقة. حقيقة الواقع الذي تعيشه الجماعة القروية “تلمي” بإقليم تنغير و تعيشها النساء على وجه الخصوص.

مغربيات اتصلت بهنو أوماروش واحدة من الأصوات الشرسة و المدافعة عن الحق في التعليم و الصحة و العيش الكريم بإقليم تنغير..

امرأة جمعت بين العمل السياسي و الاجتماعي، فهي مستشارة بجماعة تلمي القروية التابعة لإقليم تنغير و عضو مجلسه الإقليمي، بالإضافة إلى كونها عضو بجهة درعة تافيلالت.

مدافعة شرسة

عرفها الناس منذ 2007، في مداخلاتها عبر وسائل الإعلام عندما علا صوتها، متحدثة بالأمازيغية كمدافعة شرسة عن جماعة تلمي ضد التهميش و الفقر، وبعد أن ذاع صيتها في المنطقة، أصبحت تتلقى دعوات بأن تترشح للانتخابات الجماعية، و هو ما تم بالفعل سنة 2015.ثماني سنوات وهي تصيح في الظل، ليصعد نجمها كواحدة من الأصوات المدافعة عن تنمية المنطقة، ولأن قضية المرأة كانت ولازالت ضمن اهتماماتها فقد انتخبت على رأس لجنة شؤون المرأة، وهي المهمة التي لازالت تتقلدها إلى حدود اليوم في فريق حزب الحمامة. حزب لم تختره أوماروش بقدر ما اختارها. هي تؤمن بأن القناعات التي تحملها لا تحتاج للون سياسي، حيث هذا الأخير لا يعدو أن يكون آلية فقط للتعبير و النضال، حيث تم انتخابها لولايتين متتاليتين، لتنضاف إلى مهمتها كمستشارة جماعية عضوة المجلس الإقليمي و عضوة بمجلس جهة درعة تافيلالت.

الصحة و التعليم من ضمن الأولويات التي ترى أوماروش أنها تحتاج لمجهودات كبيرة. بلغة متفائلة تقول لمغربيات : صحيح أن هناك الكثير من الأشياء التي تحققت لحد الآن، لكن لازال الطريق أمامنا طويلا لكي نرى سكان تنغير و جماعة تملي ينعمون بتعليم جيد و يلجون الخدمات الصحية..

ما يؤرقها اليوم هم الشباب من أبناء المنطقة الذين يضطرون للتوجه إلى مدن مثل الرشيدية و اكادير و مراكش لمتابعة دراستهم الجامعية و لا يجدون موطئ قدم في الجامعات و الأحياء السكنية. حلم واحد تعيش عليه هنو اليوم هو إنشاء الجامعة بإقليم تنغير و تقريبها من شباب المنطقة لتوفر عليهم تكاليف التنقل إلى مدن أخرى. هي هكذا لا تهنأ و لا تهدأ، سقف أحلامها عال لا يجاريه إلا إيمانها العميق بأن ينعم أبناء و بنات منطقتها بالعيش الكريم.

هنو أوماروش أثناء أحد تدخلاتها

رحلة الصين

تعتز هنو أوماروش كثيرا بالتجربة التي قادتها ضمن وفد رسمي من جهة درعة تافيلالت إلى الصين في أكتوبر من سنة 2018. باعتزاز كبير تتحدث عما رأته هناك من تقدم وتطور و احترام للإنسان و هويته. بملابسها الأمازيغية الأصيلة شكلت استثناءا تحدثت عنه وسائل الإعلام الصينية لأيام. صحيح أنها لا تتحدث العربية إلا الأمازيغية، بل حتى العربية تتحدثها بصعوبة، لكن من يسمعها يدرك أن المرأة مفعمة بطاقة خلاقة و إرادة قوية في التغيير، و الأكيد أنها انطباعات لمسها الصينيون أثناء الزيارة، ما دعهم للحديث عنها في الصحف.

تشبثها بالزي الأمازيغي و مغربيتها الأصيلة تنم عن حب جارف لهويتها المغربية الأمازيغية. تقول هنو : لا يمكنني الاستغناء عن اللباسالأمازيغي، حتى و إن خضت غمار الانتخابات البرلمانية و دخلت قبة البرلمان، فلا يمكنني نزع لباسي الأمازيغي.

عندما نزلت بمطار محمد الخامس بداية فكرت أننا في مدينة، أما بمطار بالصين فاعتقدت أننا في دولة و ليس مطارا هذه الجملة التي رددتها لخصت كل شيء. قالت إنها أمضت خمسة أيام في بكين، و زارت شنغهاي و مدن أخرى، لكن أكثر ما ظل عالقا هو التقدم و التطور الذي أدركته من خلال العمران و الجسور الكبيرة و المشيدة بإتقان و كذلك من خلال التعامل الراقي الذي يحترم الإنسان وهويته.

تأمل أوماروش أن يعمل الشباب مستقبلا على تنمية المغرب حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة، لكنها تؤمن أن ذلك لن يتأتى إلا بحب الوطن أولا و بالعمل الجاد و الهادف.

هنو أوماروش تتفقد صورها بالصحف الصينية

دار الولادة

ما يحز في نفسها هو أن ترى نساء منطقتها الحوامل يعانين من غياب دور للولادة، ما يدفعهن للجوء إلى المستشفى الإقليمي بتنغير التي تبعد ب80 كليومترا عن جماعة تملي أو مدينة الرشيدية، كما تأمل أن تجد نساء المنطقة فضاءات تمكنهن من تعلم بعض المهارات الخياطة و الطرز. تقول هنو : أنا متفائلة جدا و أعرف أن الطريق مازال طويلا و شاقا. صحيح تحققت بعض الأشياء، لكن لازال ينقصنا الكثير. دخلت المجال السياسي و بذلت مجهودا في تعلم القراءة، حتى أتمكن من المساهمة في تنمية جماعة تملي التي أتطلع لأن أرى أبناءها يعيشون بكرامة، وهو أمر لن يتحقق إلا بتحسين التعليم و الصحة و الخدمات، وعلى رأسها الخدمات الطبية. أريد أن أرى النساء الحوامل يلدن في قسم للولادة قريب منهن، دون أن يطن مضطرات لقطع مسافات طويلة قد تشكل خطرا على حياتهن.

وتختتم أوماروش حديثها بالقول : أتمنى أن تكون الحكومة الحالية في مستوى تطلعات الساكنة.

خلال رحلتها إلى لصين

About Post Author