هند بوطرابش..امرأة تحدت ظروف الشارع و وقفت تقدم القهوة لزبنائها
مغربيات
تعد هند بوطرابش أول شابة مغربية تتحدى ظروف الشارع و تقف على ناصيته بحي جليز بمراكش لتقدم قهوة لمن يطلبها من زبناء، كسبت احترامهم و ثقتهم لالتزامها وكفاحها من أجل لقمة العيش.
بهمة ونشاط قل نظيرهما تقف هند على ناصية الشارع بحي جليز بمراكش وهي توزع القهوة بابتسامة لا تفارقها على زبنائها، في كل فصول السنة.
تقول ل“مغربيات“ : لم يكن من السهل أن أحول حلمي بهذا المشروع إلى واقع. الفكرة نفسها لم تكن معروفة لدى الكثيرين ممن يمتهنون اليوم تقديم القهوة و بعض المشروبات لزبناء باتوا يطلبونها بكثرة، خاصة بالنسبة للذين لا وقت لديهم لكي يرتادوا المقاهي.
وعن فكرة المشروع تضيف : استلهمت الفكرة من تجارب نساء رأيتهن على الإنترنت و يطلقون عليها “Coffee vik ” أعجبتني الفكرةوقلت لم لا أجربها هنا في مراكش.
لم يكن هذا المشروع الذي انخرطت فيه هند بكل عزيمتها الأول في مسارها المهني، حيث سبق و أن خاضت عدة تجارب قبله، لكنها لم تكلل بالنجاح، وهو ما جعلها تتخوف من الفشل، لكن بفضل دعم أسرتها و مساعدتهم تمكنت من الحصول على مبلغ من المال، ما مكنها من تجهيز العربة و تزويدها بكل المستلزمات الضرورية لصناعة القهوة.
عن هذه التجربة تقول : في البداية واجهتني الكثير من الصعوبات، أولها عدم تقبل المارة لامرأة تقف على ناصية الشارع خلف عربة مجرورة بدراجة هوائية لتقديم القهوة. لا أنكر أنني تعرضت للكثير من المضايقات، فمشهد امرأة في الشارع تبيع القهوة ليس مألوفا و مقبولا بالنسبة للكثيرين، لكن مع مرور الوقت استطعت أن أكسب احترام وثقة الكثيرين ممن أصبحوا يتوافدون علي بشكل يومي طلبا لقهوتي.
تقضي هند يوميا ما يناهز 14 ساعة من العمل الدؤوب متنقلة بين مكانين مختلفين، إذ ما يحل وقت العصر حتى تراها تجر عربتها الثقيلة لمكان آخر يصبح فيه الطلب متزايدا على قهوة المساء. وهو عمل يتطلب منها لقياقة بدينة و قوة ليس من السهل توفرهما.
سواء تعلق الأمر بالصيف أو الشتاء فإن هند لا تخلف موعدها مع زبنائها منذ ثلاث سنوات أو يزيد، وهي وفية للمكان و الطلب.
كما لا يفوتها أن تهتم بمظهرها و أناقتها، إذ تؤكد : سواء تعلق الأمر بالشتاء أو الصيف فإنني أشتغل لساعات طويلة أقضيها في الشارع، دون أن أنسى الاهتمام بمظهري، و أجد في ذلك احتراما لزبنائي و لذاتي كذلك.
هند كذلك أم لطفلة (6 سنوات)، إذ بفضل هذا المشروع استطاعت أن تعيل ابنتها و تضمن لها حياة كريمة، رغم التعب الذي يلازمها و ظروف العمل القاسية التي تتطلب منها الوقوف لساعات طويلة وسط الشارع العام بعيدا عن فلذة كبدها .
تؤمن بأن المرأة المغربية قادرة على إنجاح مشروع رغم الظروف، يكفي أن تثق في قدراتها و تعمل بصدق و شجاعة دون أن تستسلم لنظرة المجتمع الذي يحاول في أحيان كثيرة أن ينتقص منها و يكسرها.
تقول : تمكنت أن أطور أساليب دفاعية كي أحمي نفسي من بعض المتطفلين و أعداء النجاح. هناك أشخاص يجدون المتعة في كسر النساء و إذلالهن، دون سبب واضح. بعض الأشخاص يحاولون مضايقتي حتى أترك مكاني بأساليب تنعدم فيها المروءة و تخلو من الإنسانية، لكني لم أستسلم، سلاحي الصبر و التحدي لكي أكمل مسيرتي و أمضي في طريقي، وقد نجحت و الحمد لله و أصبح لقهوتي صيت وسمعة جيدة يطلبها المارة و حتى الموظفين في بعض الإدارات و الشركات الخاصة.