نشطاء يسلطون الضوء على قضايا الهجرة و الشباب بمراكش
مغربيات
نظمت منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، أمس السبت 6 يوليوز بمراكش ندوة علمية حول موضوع “الشباب و الهجرة”، تناقش خلالها فاعلون و باحثون ظاهرة الهجرة في صفوف الشباب و أسبابها و التحديات المطروحة على الدول الأصلية و دول العبور و الدول المستقبلة، كما تطرقوا إلى هجرة الأدمغة و الطاقات انطلاقا من مقاربة النوع.
و تخلل اللقاء أربع جلسات تمحورت حول العديد من القضايا التي تهم الهجرة و الشباب في محاور تضمنت السياق المفاهيمي و القانوني للهجرة و الهجرة و التنمية و الشباب و الهجرة غير الشرعية و هجرة الكفاءات.
و بشأن هجرة الكفاءات الطبية ذكر العربي البلا أستاذ باحث بكلية الحقوق مراكش أن 71 من طلبة كلية الطب سبق و صرحوا أنهم يرغبون في الهجرة، و أن 63. في المائة منهم طالبات إناث.
و أضاف أن 7000 طبيب و طبيبة غادروا المغرب خلال السنوات الأخيرة، و أن 1200 طبيب و طبيبة تم تسجيلهم في هيئة الأطباء بفرنسا، وفق تقرير صادر عن الهيئة الفرنسية.
ولفت إلى أن المغرب يعاني من خصاص في الأطر الطبية يصل إلى 47 ألف طبيب، كما أن هذا العدد مرشح للارتفاع خلال السنوات الأخيرة، وهو ما اعتبره المتدخلون معضلة حقيقية سيدفع المغرب ثمنها في السنوات المقبلة.
و أشار إلى أن 6 ملايين مغربي هاجروا نحو أوروبا، 60 في المائة منهم شباب، بينما تمثل النساء 44 في المائة، و 33 في المائة منهم من ذوي الكفاءات العالية.
و بشأن هجرة الأدمغة و الطاقات انطلاقا من مقاربة النوع قالت أشواق شلخة الأستاذة الباحثة بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية و الأورومتوسطية و الايبيري أمريكية بجامعة محمد الخامس بالرباط إن نسبة النساء المغربيات اللواتي طبعن مسارات ناجحة بدول الإقامة و أسهمن في رسم صورة للمرأة المغربية المثابرة تمثل رقما شبه غائب عن ساحات البحث الأكاديمي و التقارير و الدراسات.
و سلطت الضوء على هجرة الأدمغة النسائية من المغرب، حيث ركزت على تجاربهن و على نقص منظور النوع الاجتماعي في الأبحاث الحالية لفهم ظاهرة هجرة الأدمغة.
و لفتت إلى أن الهجرة لا تتأثر فقط بالعوامل الاقتصادية بل أيضا بالديناميكيات الجندرية التي تؤثر على الفرص و التحديات التي تواجه النساء بشكل مختلف عن الرجال.
و اختتم المشاركون في الندوة اللقاء بمجموعة من التوصيات الهامة من بينها تحديد و معرفة الأدمغة المهاجرة في الحقل الرقمي من أجل تعزيز ارتباطهم بوطنهم الأم و استثمار نشاطهم الرقمي بما يخدم قضايا الشأن العام المغربي، فضلا عن سن استراتيجيات لمحاولة استرجاع الكفاءات المغربية و العودة للوطن أو التعاون مع القطاعات المعنية بنفس الهدف للاستفادة من الكفاءات و الاختراعات و الابتكارات لصالح الزراعة و الصناعة و التكنولوجيا.
و دعوا إلى محاربة التمييز و الصور النمطية ضد النساء المهاجرات، بالإضافة إلى النهوض بمختلف أشكال الاندماج السوسيو اقتصادي، وكذلك تعزيز التعاون الدولي لإرساء إجراءات آنية، و إرساء سياسات استباقية تأخذ بعين الاعتبار إمكانية وجود ترابط بين التغيرات المناخية و الهجرة.
و طالبوا بتوفير دليل أكاديمي لتحديد مصطلحات تتعلق بالهجرة و ضم مضامينها بشكل موضوعي يخدم المصالح الوطنية للدول المعنية بالهجرة و صون حقوق المهاجرين و المهاجرات بجميع أصنافهم، و كذا تبني النهج الوقائي لترميم تدفقات المهاجرين و االلاجئين عبر الحدود و إرساء أسس التنمية المستدامة و حل النزاعات بين الدول.
كما شددوا على ضرورة ملاءمة التشريعات الوطنية مع القواعد الدولية المتعلقة بالهجرة.