كريمة فلوس .. فنانة تشكيلية مسكونة بعشق الفلكلور المغربي

مغربيات

هي ابنة البوغاز التي أحبت الفلكلور المغربي وأخلصت له، فاتخذت منه مادة حية للوحاتها. تعتبر الفنانة التشكيلية كريمة فلوس الشيخ واحدة من الأصوات المدافعة عن التقاليد المغربية الأصيلة التي تنافح عنها بواسطة الريشة و المجسمات الحديدية. 

منذ مرحلة مبكرة من حياتها ظهرت موهبتها في الرسم، ما جعلها تتجه لدراسة الفنون التشكيلية، حيث حصلت على شهادة البكالوريا و التحقت بالمركز التربوي الجهوي لتتخرج منه كأستاذة لمادة التربية التشكيلية بمدينة القصر الكبير، وهي المهنة التي مارستها بشغف لما يزيد عن ثلاثة عقود بنفس المدينة. 

عن مرحلة البداية تقول ل”مغربيات” : عندما كنت أدرس بالمستوى الإعدادي لم أكن أدرك أن لي مؤهلات فنية، قبل أن ألتقي بأحد أساتذة الفن التشكيلي الذي تنبه سريعا لموهبتي في الرسم، و نصحني بالتوجه نحو دراسة الفنون التشكيلية.

و تضيف : كل ما كنت أعرفه هو أنني أقضي وقتا ممتعا في مواد التفتح عموما التي يفضلها التلاميذ، و كانت مادة الفنون التشكيلة أحدها. 

 انصب اهتمامها، منذ البداية، على التراث المغربي الأصيل، جسدته من خلال اللوحات عن طريق وجوه اختارت لها أسلوبا متفردا للتعريف بما تزخر به بلادنا. 

عن هذا الشغف تؤكد : أفضل الاشتغال على التراث المغربي، لأنه زاخر بكوناته المتنوعة (الجبلي، الصحراوي ..) و الثقافة المغربية غنية بمكوناتها التي ألهمت فناني العالم، و ليس المغاربة وحدهم. لذلك اخترت هذه التيمة لأعبر عن ثقافتي المغربية من خلال الرسم و كذا التعريف بها.

اعتزازها بثقافتها لم يكن وليد الصدفة، فقد نشأت في أسرة تقدر الثقافة المغربية و تقدر الفن كذلك، و لها يرجع الفضل في تشجيع كريمة على تنمية موهبتها الفنية.  

الحلي و الأكسسوارات النسائية و الجلابيب و القفطان المغربي و الزرابي و غيرها من الموروثات التي تميز الثقافة المغربية و التي أحبت كريمة أن تعبر من خلالها عن هويتها الضاربة في عمق التاريخ بأسلوب أجمع الكثيرون على أنه جديد و متفرد. 

تنهج هذه الفنانة شكلا فنيا بعيدا عن التجريد، بحيث تعتمد على أشكال تقليدية متداولة وبورتريهات  تجسد بمهارة التراث المغربي الأصيل، فما يكاد المتأمل في اللوحة أن ينظر لها، حتى يشعر أنه في صلب “تمغرابيت”، لتستحق بذلك أن تكون سفيرة للثقافة المغربية من خلال الفن التشكيلي. 

بالإضافة إلى الرسم، تعتمد كريمة أسلوبا إبداعيا آخر، حيث تختزل بورتريهات نسوية من خلال تجسيدها بمجسمات حديدية، تبرزها عن طريق الاشتغال على الفراغات التي تبرز الملامح الأنثوية بشكل فني لا يخلو من جمالية، تظهر فيه بصمتها و لمستها الفنية المتفردة. 

 شاركت في العديد من المعارض داخل المغرب (العرائش، تطوان، طنجة..)، لكنها لازالت تحلم بأن يصل فنها لأكبر عدد من المتذوقين للفن التشكيلي عبر العالم.

عن مشاركتها في المعارض تقول : أتلقى عدة عروض للمشاركة في بعض المعارض داخل المغرب، لكن ظروف المشاركة تحول دون تلبية هذه الدعوات، بحكم أن الفنان يكون مطالبا بتحمل أعباء نقل اللوحات إلى غاية المعرض، حيث يصبح عبئا ثقيلا على أي فنان. 

لازال في جعبة كريمة الكثير من الأفكار التي تبحث لها عن منفذ لتُثبت قدمها في مجال الفن التشكيلي و تُعرف بما تزخر به بلادنا من تراث غني تأمل أن توصله للعالم. 

About Post Author