كريمة أحداد : “الحلم التركي” هو الحلم الجديد للعرب و حتى المغاربة
كريمة أحداد صوت روائي شق طريقه في الآونة الأخيرة بإصرار، ليطل علينا بثلاث إصدارات، أولها مجموعة قصصية “نزيف آخر الحلم“ نالت كريمة بفضلها جائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب، ثم بعد ذلك رواية “بنات الصبار“، و رواية ثالثة ستصدر قريبا عن المركز الثقافي العربي “حلم تركي“.
“مغربيات“ تواصلت مع الكاتبة المغربية الشابة كريمة أحداد للحديث عن “الحلم التركي“، عن حلمها، و عن قلق الكتابة..
بعد مجموعتك القصصية الأولى “نزيف آخر الحلم” و التي نلت فيها جائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب، تلتها بعد ذلك رواية “بنات الصبار“، ستصدر لك قريبا رواية “حلم تركي“، حدثينا عن هذا الحلم
“الحلم التركي“، على غرار الحلم الأمريكي والحلم الأوروبي، هو الحلم الجديد لكثير من العرب وحتى المغاربة. نتاجسنوات طويلة من البروباغندا التركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمسلسلاتها الرومانسية ورئيسها الذي يُقَدّمكمدافع عن الإسلام والمسلمين في العالم، بإعلامها، بسياحتها وجوامعها وقصورها…
كبرت فكرة رواية “حلم تركيّ” في دماغي بينما كنت في إسطنبول أعمل كصحافية مع مؤسسة إعلامية دولية. وعلىعكس ما يروج حول تركيا باعتبارها ذلك البلد الرائع الذي يمكن أن يجد فيه أي شخص فرصة حياة أفضل، رأيتُالهاربين من الأنظمة العربية المستبدة والباحثين عبثا عن الحرية والحالمين بالعيش في بلدٍ إسلامي فيصدمون بالواقع…
بالتوازي مع كلّ ذلك (الذي يشكّل جواً عاماً للقصة)، تحكي الرواية قصة زوجين مغربيين قررا الانتقال إلى إسطنبوللتحسين ظروف حياتهما بعدما وجد الزوج فرصة عمل هناك. تتتبع الرواية مسار الزوجين إيمان وخالد منذ بدايةحبّهما وحتى نهايته. وعلى عكس القصص الرومانسية التي تسدل الستار بنهاية سعيدة، تحاول “حلم تركيّ” الإجابةعلى سؤال: كيف تنتهي قصص الحبّ؟
متى بدأ هاجس الكتابة لديك؟
بدأتُ كتابة القصص منذ كان عمري عشر سنوات. لكنّ البداية الفعلية كانت في عمر الثامنة عشرة، حيث بدأت أكتبقصصاً أكثر نضجاً.
كيف تعيشين القلق الذي يرافق الكتابة؟ هل تنعزلين عن الناس؟ أين تكتبين ومتى ؟
العزلة ليست شرطاً للكتابة بالنسبة لي، فأنا أستطيع الكتابة في مقهى مثلاً، حيث أكون محاطةً بالبشر والضجيج
لكنّني أفضّل الكتابة في البيت وفي الصباح.
بالنسبة لرواية “حلم تركيّ“، وبحكم ظروف العمل، كنت أكتب بعد العودة إلى البيت في السادسة مساءً. وطيلة هذاالوقت، توقفتُ عن الخروج ورؤية الأصدقاء…
منذ البداية انحزت إلى الكتابة عن النساء، هل هذا سببه أنك امرأة؟ ألا يمكن أن يكون بطل إحدى رواياتك رجلا؟
نادراً ما يُسأل كاتبٌ رجل عن اختياره لأبطال رجال في رواياته، وما إن كان سبب ذلك كونه رجلا! لكنني سأجيب عنسؤالك.
عالم النساء، بالنسبة لي، عالمٌ ساحر، مليء بالأسرار، ولم يُكتَب عنه بالشكل الكافي، فالنساء دخلن متأخراتٍ عالمالكتابة، ورأينا العالم لوقتٍ طويل من وجهة نظر رجال، وقُدِّمت لنا كثيراً شخصياتٌ نسائية لا تمثل حقيقة النساء، بلوجهة نظر الرجال في النساء. أظن أننا اليوم في حاجة إلى أن نرى النساء من وجهة نظر النساء أيضاً.
أحبّ مقولة للكاتبة الأمريكية إيريكا يونغ تقول: “قبل أن تبدأ النساء بتأليف الكتب، لم يكن هناك إلا جانب واحدللقصة. وعلى امتداد التاريخ كله، كانت الكتب تكتب بالسائل المنوي وليس بدم الحيض“.
وبالمناسبة، سبقَ وأن كتبتُ قصصاً قصيرة أبطالها رجال، وآخرها قصة قصيرة تُرجِمت إلى اللغة الإنجليزية عنوانُها: “الحالة المحيّرة للمدعو أحمت يلماز“.
الملاحظ أنه في مجموعتك القصصية الأولى كانت النساء هشات و مهزومات و منكسرات، لكن بعد ذلك وفي رواية“بنات الصبار” أصبحن قويات شرسات قادرات على مواجهة الحياة. هل الكتابة لديك تسير في خط متوازي مع النضج الذي تكسبينه مع مرور الوقت؟
طبعاً. النضج وتجارب الحياة تسمح لك برؤية الأمور من زوايا أخرى
أنت أيضا صحافية، لا أدري سمعت أحدهم يقول مرة “الصحافي كاتب لم يستطع أن يكتمل” ما رأيك؟
بالرغم من أن كثيراً من الكتّاب في العالم اشتغلوا في الصحافة بالتوازي مع اشتغالهم في الأدب، لكنّ هذا لا
يعني أن الصحافي أديب لم يكتمل! الصحافة مهنة يكفي أن تعرف قواعدها وأجناسها كي تعمل فيها، أما الأدب فهوفنّ يستدعي امتلاك الموهبة والرغبة والقلق الكافيين لخوض غماره.
من الذي ينتصر على الآخر الكاتبة على الصحافية أم العكس؟
الكاتبة. الصحافة مجرد مهنة لتوفير الخبز اليومي.
بمن تأثرت في مسيرتك الإبداعية؟ من هم الكتاب الذين أثروا في تكوينك؟
شارلوت برونتي، فيرجينيا وولف، جورج صاند، جورج إليوت، نجيب محفوظ، عبد الرحمن منيف، نوال السعداوي،فاطمة المرنيسي، سيمون دو بوفوار، تولستوي وآخرون كثُر…
بعيدا عن تيمة “المرأة“ ما هي القضايا التي تشغلك ككاتبة؟
كثيرة هي القضايا التي تشغلني. على سبيل المثال: حقوق الإنسان بصفة عامة، الفساد السياسي، الوضع الثقافي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا…
ما الذي يصنع أدبا جيدا في نظرك؟ هل هي التجربة أم الموهبة أم القراءة المكثفة؟
أن تجتمع هذه العناصر الثلاثة في شخص. هذا يمكنه أن يعطينا أدباً جيداً.
لو لم تكوني كاتبة، ماذا كنت ستكونين؟
كاتبة!
ماذا تفعلين عندما تفقدين الرغبة في الكتابة؟
أمنح لنفسي الحقّ في أن أعيش كأي إنسانةٍ عادية، أن أطبخ مثلاً أو أركز على عملي، أو لا أفعل أيّ شيءٍ علىالإطلاق.
مالذي تقرأه كريمة أحداد الآن؟
انتهيتُ من قراءة رواية إليف شافاق “10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب“.