جمال بلمجدوب : أخرجت فيلم “امرأة في الظل” بدافع التحدي
تابع جمهور المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، أول من أمس الجمعة فيلما روائيا طويلا للمخرج جمال بلمجدوب بعنوان “امرأة في الظل” و الذي يتنافس حول الجائزة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
الفيلم الذي يلعب بطولته كل من الممثلة نادية كوندا و يونس بواب، كما يشاركهما محمد خويي و سعيدة بعدي و آخرون، امتد على 102 دقيقة، حاول أن يعالج إشكاليات متعددة من بينها الخيانة الزوجية و ما يترتب عنها من آثار نفسية قد تفسد على الطرف الضحية حياته، كما تطرق لمشكل الأطفال المتخلى عنهم، في قالب اعتمد عنصر المفاجأة، من خلال تسارع الأحداث التي تنكشف فيها عند كل مرة سلسلة من الألغاز تعمد المخرج اللعب بها حتى يأسر المتفرج و يخلق لديه التشويق..
و أوضح المخرج و السيناريست جمال بلمجدوب في حديثه عن هذا الفيلم، خلال ندوة صحفية نظمت بعد العرض، أن ما يتحكم في اختياراته للأفلام التي يخرجها هو التحدي أكثر من تيمة الفيلم.
و أضاف بلمجدوب أن “القسم 8″، الذي لعب دور البطولة فيه فاطمة خير و رفيق بوبكر و عزيز حطاب، و الذي لاقى نجاحا مبهرا لم يكن يتوقعه و لازال يعرض إلى غاية اليوم، كان قد أخرجه كذلك بدافع التحدي، لأن إشكالية التعليم معقدة و ذات حساسية، على اعتبار أنها تمس المدرسين و الآباء و التلاميذ على حد سواء، و ليس من السهل التطرق إليها دون إعطاء صورة سلبية عن موضوع التعليم.
وعن اختياره لموضوع الفيلم، قال إنه لأول مرة يخوض غمار هذه التجربة، حيث سبق و أن أخرج أفلام ذات طبيعة “سوسيولوجية”، لكنه لأول مرة يتناول موضوع “سيكولوجي” معقد تتداخل فيه عناصر كثيرة، وقد أثاره كيف أن شخصا يمكنه أن يحمل معه ماضيا أسود يفسد عليه حياته الحالية.
وعن سيناريو الفيلم أوضح بلمجدوب أن أغلب الأفلام التي أخرجها هو من كتب سيناريوهاتها، في حين أن “امرأة في الظل” لم يكتب هو السيناريو، مبرزا أن العلاقة بين المخرج و كاتب السيناريو هي علاقة جد معقدة، بحيث أن الرؤية التخييلية للكاتب غالبا لا تتوافق مع رؤية المخرج، لأن مجال التخييل عند الكاتب أكبر بكثير من مجال الواقع المحدود الذي يفرض نفسه على المخرج، بسبب أن هذا الأخير تحكمه عناصر كثيرة منها ما هو تقني و ما هو فني..