بشرى بيبانو.. أول مغربية تتسلق القمم العالمية السبع
أجرت الحوار: ليلى جباري
يعتبر تسلق الجبال مغامرة يتفوق فيها الإنسان على نفسه و على محيطه، حيث يرتبط شغفها بتسلق المرتفعات وحب المخاطرة وعشق الطبيعة، كما تحتاج الى لياقة بدنية عالية وقوة تحمل فائقة، بالإضافة إلى معرفة بتسلق الجبال واستخدام الأدوات المساعدة اللازمة، والتحلي بالصبر و روح التعاون والتضحية والجرأة والاتزان،
رغم كل هذه التحديات إلّا ان هناك العديد من النساء اللواتي أحببن هاته الرياضة وكن الأوائل فيها والسباقات إليها، كالمتسلقة المغربية بشرى بيبانو، مهندسة مغربية في الخمسينات من عمرها، اكتشفت شغفها برياضة التسلق في ريعان شبابها، كما أنها أول مغربية عربية و أفريقية تتسلق قمة جبل أنابورنا بسلسلة جبال الهمالايا في النيبال و التي تتعتبر من أعلى القمم في العالم و أكثرها خطورة.
تطل علينا بشرى بيبانو من خلال الحوار التالي للإجابة على بعض التساؤلات وتقريبنا من تجربتها :
مغربيات : بداية من هي بشرى بيبانو؟
بشرى بيبانو متسلقة جبال عالمية، و أول مغربية تتسلق القمم السبع، كذلك أنا أم لشابة ورئيسة اللجنة النسوية داخل الجامعة الملكية المغربية للتزحلق و رياضة الجبل وكذلك رئيسة جمعية تعنى بالرياضات الجبلية.
حدثينا عن تجربتك في تسلق جبل “أنابورنا“ والتحديات التي واجهتك
شكل تسلق جبل “أنابورنا” تحديا كبيرا بالنسبة لي، باعتباره واحدا من أخطر الجبال في العالم، وواحدا من القمم التي تسلقها عدد لا يتجاوز 300 من هواة التسلق لصعوبة مسالكه واحتمال انهيار ثلوجه. لقد استغرقت هاته الرحلة شهرا ونصف، أمضينا مدة مهمة منها في محاولات التأقلم والصعود والهبوط المتكررة لتعويد أجهزتنا التنفسية على العلو المرتفع وانتظار الفرصة الملائمة للانطلاق نحو القمة.
هاته المخاطر تستلزم صبرا كبيرا جدا وإصرارا وقدرة كبيرة على تجاوز الضغوطات النفسية والإحباط الذي قد يتسلل إليك جراء فشلك في الاستمرار بفعل التعب او أي عامل اخر. لقد أخدت مني هاته الرحلة جهدا كبيرا وأنا جد سعيدة لتحقيق ذلك
كيف اكتشفتِ حبك للتسلق الجبال ؟
اكتشفت حبي للجبال عندما كنت في المخيمات في سن الخامسة عشر، بدأت اتسلق قمم مغربية كبيرة، بعد ذلك سنة 2011 قررت تطوير موهبتي و الخروج بها خارج المغرب بتسلق جبل “كليمنجارو” وهو أعلى قمة في أفريقيا، بعدها اكتشفت مشروع القمم السبع، فقررت خوض غمار هذه المغامرة وتحقيق هذا الحلم الكبير، وبعد 8 سنوات تمكنت من تحقيقه وكنت أول شخصية مغربية تتسلق القمم السبع.
كيف استطاعت بشرى بيبانو أن تحقق حلمها في تحدي القمم السبع؟
تحقيق حلمي لم يكن بالأمر السهل، كانت هناك مجموعة من التحديات والمصاعب، وقد استطعت تحقيقه بالصبر و الإرادة والتشجيع، حتى تمكنت من تخطي الصعاب و النجاح في مشروعي.
ماهي العوائق والتحديات التي مررت بها؟
واجهتني عوائق مادية كثيرة، حيث لم يكن من السهل التوفيق بين عملي و واجباتي الأسرية وبين حلمي في تسلق القمم السبع، لكن بفضل الإصرار والصبر، والاتزان استطعت التوفيق بين كل ذلك وإيجاد داعمين ومساندين وضعوا ثقتهم بي وبحلمي، ساعدوني على تحقيقه ورفع علم المغرب فوق أعلى القمم العالمية.
هل من تحديات أخرى تنوين خوضها مستقبلا؟
لدي مجموعة أهداف تهم المرأة لتقويتها ودعمها، كذلك اشتغل على مجموعة محاضرات ورحلات، الهدف منها تنمية رياضة تسلق الجبال في المغرب والعمل غلى إيجاد خلف يرفع راية المغرب فوق القمم الجبلية العالمية.
كيف ترى بشرى بيبانو المرأة المغربية اليوم في مجتمعنا ؟
المرأة في المجتمع المغربي اليوم أصبحت صانعة للتاربخ ورائدة متميزة ، كما أنها تلعب أدوارا قيادية في جميع المجالات.
ماهي رسالة بشرى بيبانو للمرأة المغربية؟
رسالتي للمراة المغربية، أن تكون قوية وأن تتحرر من القيود، وأن تحقق ذاتها وأحلامها، وأن تكون امرأة ملهمة وحالمة بالإصرار و العزيمة.
نصيحتك للمبتدئين في تسلق الجبال
بالنسبة للمبتدئين أنصحهم بالتحلي بالصبر والتدرج واحترام مراحل التسلق قبل الوصول إلى القمة، والتركيز على الرياضة، والاهتمام بجانب المعدات، ومن الأفضل أن يمارسوا تسلق الجبال مع مرشدين متخصصين، ويحافظوا على الصبر والإصرار لإكتشاف رغابتهم وتطويرها.