اليوم العالمي للمرأة … التحرر من السلطة

رجاء خيرات
في كل 8 مارس تتجدد المطالب بالمساواة و المناصفة، كما يتجدد الشعور ب ” الحكرة”. أكيد أن النساء نصف المجتمع، لكنه النصف الناقص و غير المكتمل بحسب من نصبوا أنفسهم أسياد المجتمع و الولاة على شعائره و قوانينه. قوانين لاتزال مجحفة بحق الأمهات و الزوجات و البنات و الشقيقات ، و كل من ينتمين ل”الجنس الناعم” الذي تم تصنيفه في إطار وظائف معينة لا ينبغي تجاوزها. فاللواتي أدركن هذه الحقيقة يناضلن كل يوم من أجل الحصول على الحقوق و الحفاظ على بعض المكتسبات، مع كل ما يتحملنه من وصم ب” الذكورية ” و محاولة الالتحاق بالجنس الآخر، وفي أفضل الحالات هن فاشلات في مؤسسة الزواج، و ناقمات على المتزوجات اللواتي رضخن و رفعن راية الاستسلام قبل خوض المعركة.
بالأمس سمعت إحداهن تقول إنها لا تحب هؤلاء النسويات اللواتي يشبهن الرجال أو يرغبن في الالتحاق بجنس الذكور، لأنهن يفتقرن لسلاح الأنوثة و يستسهلنه، رغم أنه سلاح فتاك استطاع عبر التاريخ أن يثبت قوته في جعل أشرس الرجال و أعندهم يرضخ. بحسب هؤلاء النساء فهو قاتل و مدمر . لا بأس إذن فالنساء على اختلاف قناعاتهن و أسلحتهن يلتقين في كون الأمر يتعلق بحرب تتطلب التزود بالأسلحة، أما فئة النسويات فالمعركة ليست ضد الرجل، بل هي معركة ضد فكر ذكوري يريد أن يزج بالنساء في خانة الضعف و عدم الاكتمال للاستفراد و الاستحواذ على السلطة، بما فيها سلطة الكلام، و سلطة القرار و سلطة الاختيار و غيرها من السلط، هذه المعركة ضد هذا الفكرر الذي يعشّش في الأذهان هو ما يصطلح عليه بالذهنية الذكورية التي لا تؤمن بحق النساء في اقتسام السلطة مناصفة مع الرجال، وهي موجودة حتى لدى العديد من النساء اللواتي يعتبرن ان النساء الأكثر ذكاءا و قوة هن من يحسن استعمال الأنوثة كسلاح فتاك لا يقدر الرجل أن يغلبه مهما كان منصبه و قوته، وهذه الذهنية او الثقافة هي التي تجعل اليوم من يحملن هذا الفكر يشحذن أنوثتهن لكي يشهرنها في وجوه الرجال، و يغفلن تطوير مهاراتهن وكفاءاتهن المهنية ، لكي يحققن الاستقلالية دون الاعتماد على الرجال.
هؤلاء ” الواهمات” يغفلن حقيقة راسخة تتمثل في كون من يملك السلطة يملك القرار، فيجدن انفسهنّ غير قادرات على الاختيار و القرار لأن مصيرهن مرهون بمن يملك السلطة.