المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. أربعون سنة من غياب المهنية في التدبير
أحمد سيجلماسي
رغم بلوغه سن الأربعين لا يزال المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يتأرجح بين الهواية والإحتراف، في غياب فريق منسجم يسهر على تنظيمه ويشتغل بشكل منتظم طيلة السنة، فريق يتكون من متخصصين في مجالات عدة، لهم دراية بالسينما وثقافتها، يوجد من بينهم مدير فني يسهر على اختيار الأفلام وتحديد فقرات البرنامج العام وغير ذلك من الأمور.
فطيلة هذه العقود الأربعة لم يفلح هذا المهرجان، الذي أشرف موظفو المركز السينمائي المغربي ولا يزالون على تنظيم دوراته من 1 إلى 22، بتعاون وتنسيق مع الوزارة الوصية وممثلي الغرف المهنية وبعض الجمعيات السينمائية وجهات أخرى، في إحداث موقع إلكتروني يشفي الغليل، يتضمن بنكا من المعلومات والمعطيات الدقيقة والمحكمة حول مختلف العاملين في حقول السينما بالمغرب وأعمالهم المتنوعة وحول الأنشطة السينمائية المكثفة التي يشهدها المغرب طيلة السنة وغير ذلك، أو طبع منشورات سينمائية (مجلات وكتب وغيرها) مضبوطة ورصينة توثق لمختلف محطات تاريخ السينما المغربية وروادها وكل الفاعلين في تخصصاتها من الألف إلى الياء. فإلى متى ستظل العشوائية والإرتجالية واتخاذ القرارات في آخر لحظة هي سيدة الموقف؟
الدليل على ما نقول هو عدم الإفراج لحد الآن، ونحن على مشارف انطلاق الدورة 22 للمهرجان مساء يوم 16 شتنبر القادم، على ملصقها، فهل إنجاز هذا الملصق يتطلب وقتا طويلا؟ كان من المفروض أن يرافق ملصق هذه الدورة الجديدة بلاغ الإعلان عن تنظيمها بطنجة من 16 إلى 24 شتنبر 2022. وفي انتظار الإفراج عن ملصق الدورة 22 لا يسعنا إلا التذكير بملصقي الدورة الأولى والدورة 21 لهذا المهرجان الوطني العتيق.