الدكتور حمضي يطمئن المغاربة و يدعوهم لعدم التهويل بشأن “فلورونا”
مغربيات
أكد الدكتور الطيب حمضي الطبيب و الباحث في السياسة و النظم الصحية أن حالة “فلورونا“ التي تم اكتشافها في إسرائيل، أخيرا، هي حالة إصابة بكوفيد ـ19 و الأنفلونزا الموسمية معا، مؤكدا أن هناك بعض المعلومات الخاطئة التي تم تداولها على المنصات الاجتماعية بشأن هذه الحالة، و بالتالي وجب معرفة بعض المعلومات حولها حتى لا يكون هناك تهويل و هلع وحتى لا يكون هناك تراخي لدى المواطنين.
و أوضح حمضي، في تصريح له توصلت به “مغربيات“، أن حالة “فلورونا“ ليست هي الحالة الأولى، و إنما هي أول حالة يتم اكتشافها عن طريق إجراء تحاليل مخبرية، مشددا على ضرورة إجراء التلقيح ضد كوفيد ـ19 و كذلك التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تشكل هذه الأخيرة خطرا على صحتهم، مع احترام التدابير الوقائية من وضع للكمامة و الحفاظ على التباعد و تهوية الأماكن المغلقة و تطهير اليدين.
و أبرز الباحث أن “فلورونا“ هي حالة تأتي نتيجة إصابة شخص بفيروس كوفيد ـ19 و في نفس الوقت بفيروس الأنفلونزا الموسمية، ولهذا فإن الأمر لا يتعلق بفيروس جديد و لا بمرض جديد و لا بمتحور جديد. و بالتالي فإن ظاهرة إصابة شخص بالفيروسين معا ليست جديدة، وهي معروفة في علم الأوبئة و الأمراض التعفنية، بل هناك دراسات تشير إلى أن المرضى الذين أُدخِلوا المستشفيات بسبب أمراض فيروسية، فإن 15٪ منهم تقريبا يعانون من فيروسين إثنين و ليس واحدا، كما يجب، يؤكد الدكتور حمضي، أن نفرق بين حالتين : هناك من جهة حين يصاب الإنسان بفيروس الذي قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بفيروس ثان، ثم هناك الإصابة بالفيروسين في نفس الوقت بشكل متزامن، وهو في حالة “فلورونا“.
وعن خطورتها قال حمضي إنها تتمثل في كون الجهاز المناعي للمصاب مطالب بمقاومة كوفيد ـ19 و في نفس الوقت فيروس الإنفلونزا الموسمية، وهو ما يؤدي إلى أعراض أقوى و مضاعفات صحية أخطر، سيما و أننا نعرف أن الأنفلونزا الموسمية لوحدها تقتل ما بين 300و 650 ألف شخص سنويا.
عن الأشخاص المعرضين للإصابة ب“فلورونا“ أوضح المختص أنها تصيب الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفا، حيث أن أول حالة ظهرت في إسرائيل كانت لسيدة حامل، و معروف أن المرأة الحامل تكون مناعتها ضعيفة، لكن يبقى التخوف من أن يكون هناك احتمال وجود مضاعفات خطيرة.
أما عن تخوفات الباحثين بهذا الشأن فيؤكد الدكتور حمضي أن الخوف من أن يكون هناك تبادل بين الفيروسين المتعايشين في نفس خلايا الجسم، ما يمكن أن يترتب عنه ظهور فيروس هجين، أو أن ينتقل الفيروس داخل جسم الإنسان إلى الحيوان ويظهر فيروس جديد هجين، حيث تبقى هذه مجرد احتمالات قد تقع، إنما الخوف من أن يصاب شخص مناعته ضعيفة بالفيروسين معا، مما يشكل خطرا على حياته.
و ينصح الدكتور حمضي بضرورة الخضوع للقاح ضد كوفيد ـ19 و الأنفلونزا الموسمية، خاصة المرأة الحامل التي تكون مناعتها ضعيفة وبالتالي معرضة للإصابة بالفيروس، أما الأشخاص المعرضون للأنفلونزا الموسمية فهم الأشخاص المسنين (60 سنة فما فوق) و كذا الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وكذلك الأطفال من 6 أشهر إلى خمس سنوات ومهنيي الصحة، و بالتالي فهذه الفئات هي المعنية باللقاحين معا، بالإضافة إلى التدابير الاحترازية الأخرى.
أما عن سبب ظهورها في الوقت الحالي، فيؤكد حمضي أن حالات “فلورونا“ من المؤكد أنها ظهرت خلال السنة الماضية، لكن ظهورها هذه السنة سيكون بشكل أكبر، أولا لأننا قضينا 18 شهرا من الاحتياطات بالإضافة للحجر الصحي، و بالتالي لم يصب الأشخاص بالأنفلونزا الموسمية خلال تلك الفترة، ما أدى إلى ضعف مناعة الأشخاص ضد الأنفلونزا، وهو ما جعلها تنتشر هذه السنة بشكل أكبر.