إيمان غانمي : المرحلة القادمة تتطلب انخراطا في ترسيخ نموذج تنموي متكامل بالأقاليم الجنوبية
مغربيات
عبرت رئيسة منظمة فضاء المواطنة والتضامن إيمان غانمي عن اعتزازها الوطني والعميق باعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار الأممي الجديد المتعلق بالصحراء المغربية، والذي لم يكتف بتجديد التأكيد على وجاهة ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بل جاء ليكرّس بصورة نهائية انتصار الشرعية والمشروعية المغربية، مؤكدة أن ملف الصحراء المغربية قد تم حسمه نهائياً على مستوى الشرعية الدولية والسياسية والتنموية.
و ذكرت المنظمة في بلاغ لها، أن الأمم المتحدة أغلقت بهذا القرار صفحة نزاع إقليمي مفتعل عمر لعقود، بعدما تبين للمجتمع الدولي أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الواقعي والوحيد والنهائي، وأن المغرب استطاع، بثبات ووضوح، أن ينتقل بالقضية من منطق الصراع إلى منطق البناء والتكامل والتنمية المشتركة.
و اعتبرت في ذات البلاغ “أن هذا الانتصار التاريخي يعكس صواب الرؤية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائمة على الجمع بين التمسك الثابت بالوحدة الترابية والانفتاح على الحلول السلمية العادلة، وعلى العمل الميداني في ترسيخ التنمية والديمقراطية بالأقاليم الجنوبية، التي أصبحت اليوم نموذجاً مشهوداً في إفريقيا والعالم العربي للتنمية المندمجة والتدبير الجهوي المتقدم”.
وترى منظمة فضاء المواطنة والتضامن أن المرحلة القادمة هي مرحلة البناء والاستشراف، وأن على الجميع، دولة ومجتمعاً ومؤسسات وهيئات مدنية، أن ينخرط في ترسيخ نموذج تنموي متكامل بالأقاليم الجنوبية، قائم على العدالة المجالية، وتمكين الشباب والنساء، وتثمين الرأسمال البشري والثقافي، بما يجعل الصحراء المغربية قاطرة للنمو والاندماج الإفريقي والمغاربي.
كما تعبّر المنظمة عن اعتزازها العميق بالمواقف الدولية الداعمة للمغرب، وبالتحولات الإيجابية التي كرّست اقتناع المجتمع الدولي بمغربية الصحراء، من خلال فتح قنصليات متعددة في مدينتي العيون والداخلة، ومواكبة المؤسسات الدولية للمشاريع الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في مجالات البنية التحتية، والاستثمار، والطاقات المتجددة، والتنمية البشرية.
وفي المقابل، ترى المنظمة أن محاولات بعض الأطراف الاستمرار في خطاب متجاوز أو الدعوة إلى أطروحات منقرضة، أصبحت خارج سياق التاريخ والواقع، وأن مستقبل المنطقة يتجه بثبات نحو شراكات اقتصادية وسياسية جديدة، عنوانها التعاون والاستقرار والتنمية المشتركة.
وتؤكد منظمة فضاء المواطنة والتضامن أن المغرب، بطَيِّه النهائي لهذا الملف، يدخل اليوم مرحلة جديدة من ترسيخ وحدته الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة والتضامن، وفق رؤية ملكية متبصّرة تجعل من الصحراء المغربية جسراً للتواصل الإفريقي ومجالاً مفتوحاً للاستثمار والتنمية.
كما تدعو المنظمة كل القوى الوطنية الحية ومكونات المجتمع المدني إلى مواصلة الانخراط في الرؤية الملكية السامية للمغرب الصاعد، بأوراشه التنموية والحقوقية والبيئية والثقافية، دفاعاً عن وطن موحد في ترابه، متجدد في طموحه، منفتح على محيطه الإقليمي والدولي.
و اعتبرت المنظمة فضاء المواطنة والتضامن، وهي تسجل هذه اللحظة التاريخية الفارقة، أن الانتصار في قضية الصحراء هو انتصار لثقافة السلم والتعاون والشرعية، ودليل على أن الحق المغربي لم يكن يوماً محل شك، وإنما مسار تأكيد، وأن المغرب، بثوابته الراسخة ورؤيته المستقبلية، ماضٍ بثقة نحو بناء الدولة الاجتماعية التي ما فتى يرسي دعائمها، بعزم وثبات، جلالة الملك محمد السادس.
