إطلاق مشروع لتكوين و تأهيل الصانعات التقليديات بإقليم الحوز

مغربيات

احتضن مركز التكوين و التأهيل المهني بمراكش، مساء أمس الإثنين 23 ماي الجاري لقاءا تواصليا  لإطلاق مشروع إنشاء مركزين لتكوين و تأهيل  الصانعات التقليديات. 

المشروع الذي أطلقته جمعية “تيمنضوت” في مجال تمكين ما يناهز 99 صانعة تقليدية يتحدرن من الجماعات القروية لإقليم الحوز سيمكنها من الحفاظ على صناعة “السفينة” و “العقاد” التي تدخل في صناعة القفطان المغربي الأصيل و بعض الأكسسوارات و الديكور، من خلال توفير فضاءات تمكنهن من ممارسة هذه الحرف.

و يهم إنشاء مركزين لتأهيل و تكوين الصانعات اللواتي يعملن في مجال الحرف التقليدية خاصة صناعة “السفيفة” و “العقاد” و “الطاقية” وغيرها من الحرف التي بدأت تندثر، تم إنشاؤه من قبل طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالعاصمة الرباط و مدرسة “أوروميد” للهندسة بفاس، في إطار شراكة جمعة التعاونيات الحرفية للنساء بالطلبة الذين أشرفوا على إنجاز التصاميم المرتبطة بإنشاء المركزين وفق المعايير و حاجيات الصانعات التي تم تحديدها بعد لقاءات متواصلة بين الطرفين. 

و قال المنظمون إن هذين المركزين اللذين سيتم إنشاؤهما بإقليم تحناوت و جماعة أغمات جاء استجابة لطلب الصانعات اللواتي تلقين تكوينا طويلا في مجال صناعة “السفيفة” وهي موروث ثقافي جاء به اليهود المغاربة، كما سيمكن المشروع من المحافظة عليه من الإندثار. 

عن هذا المشروع تقول الطالبة و المنهدسة و المشاركة في المشروع زينب البدوري : قضينا أسبوعا تقريبا برفقة صانعات “السفيفة”، مما مكننا من التقرب منهن و التعرف على مجال اشتغالهن، كما أن ذلك أتاح لنا أن نعرف قصة المرأة الحرفية القروية، التي ساعدتنا كثيرا في تحديد الحاجيات و المتطلبات التي وضعناها في اعتبارنا أثناء إنجاز المشروع. 

و أضافت أن هذه التجربة تبقى استثنائية لأنها جمعت ثلة من الطلبة و المهندسين المعماريين و كذا الصانعات التقليديات من أجل بلورة تصور لتصميم مركز يستجيب لمتطلبات صانعات “السفيفة” و احتياجاتهن. 

عن شكل التصميم المعماري للمركز أوضحت أنه مستوحى من فكرة النسيج و شكل “المنسج” و صناعة “السفيفة” نفسها، بحيث يتيح للزائر من بعيد أن يتعرف بسهولة على طبيعة المركز. 

و دعت إلى إعادة إحياء التراث المعماري التقليدي كذلك كما هو الشأن بالنسبة لحرف التقليدية، خاصة في منطقة كمراكش حيث المناخ حار و جاف، مما يتطلب اعتماد التراب في البناء لكونه يكون باردا خلال الصيف و دافئا في الشتاء، كما أن هذا البناء لا يتطلب مواد بناء باهظة التكلفة. 

من جهتها أوضحت المهندسة و المصممة الفنية وفاء كيران أن دورها يتمركز حول مواكبة الصانعات التقليديات القرويات، من خلال تلقينهن الوسائل الضرورية التي تخول لهن العمل من داخل بيوتهن. 

و أشارت إلى أن الحرفيات اللواتي يشتغلن في صناعة “السفيفة” يتوفون على مؤهلات كبيرة في مجال الصنعة، لكنهن يفتقرن لآليات تطوير المنتوج وجعله يتماشى و متطلبات العصر و السوق الخارجي.  

و تضيف المهندسة أن الحرفيات استفدن كذلك من تكوينات في مجال إنشاء التعاونيات التي تتيح لهن فرصة التكثل و تكثيف المجهود و الاستفادة بشكل أفضل من تسويق المنتوج. 

من جهتها ذكرت رئيسة تعاونية “الغرزة” و كاتبة اتحاد مبدعات الصناعة التقليدية بمراكش عتيقة المبارك أن “السفيفة” هي صنعة توارثتها النساء على مر العصور، و تستعلمنها في صناعة القفطان، كما أنها توظف في صناعة الحزام و “الشمار” الذي يستخدم في رفع الأكمام الطوية وغيرها من الاستعمالات. 

و أضافت أن الفضل في ابتكار هذه الصنعة يعود لليهود المغاربة الذين أدخلوا هذا التقليد الذي كان يستعمل في صناعة القفطان، قبل أن يلتقطه مصممون أجانب و يطورونه، بحيث أصبح يشمل العديد من الاستعمالات كالاكسسوارات و الديكور و الحلي و الأثاث المنزلي.. 

كما أكدت أن الصانعات التقليديات تعلمن أصول هذه الصنعة بمركز التكوين و التأهيل بمنطقة سيدي عبد العزيز بمراكش، الذي تم إنشاؤه و شرع في استقبال النساء و الفتيات الراغبات في تعلم الحرف و المنسوجات اليدوية في  أكتوبر الماضي، و الذي أنشئ بهدف الحفاظ على بعض أنواع الصناعات التقليدية التي بدأت تندثر، ك”السفيفة” و “الطاقية” و “المجدول” و “المحكة” وغيرها. 

About Post Author