أسماء أمجضوض.. فنانة واعدة مسكونة بعشق التصوير

حبها لفن التصوير جعلها تقتفي أثر المهرجانات و المناسبات أينما كانت لتطلق العنان للكاميرا وهي تسجل ما تلتقطه عينها من جمال من حولها، لا يمكن أن تراه إلا بقلب فنانة مسكونة بعشق التصوير.

أسماء أمجضوض ذات 19 ربيعا اسم لازال يشق طريقه نحو التألق في فن التصوير الفوتوغرافي. بدأ ولعها بالعدسة و التقاط الصور في مرحلة مبكرة من عمرها، ففي سن الثامنة طلبت من والدها أن يشتري لها آلة تصوير، لكن شرطه كان هو أن تستثمر موهبتها وتنميها في التقاط الجمال من حولها، و إلا لن يمنحها فرصة الحصول على كاميرا مرة أخرى. وفعلا، تقول أسماء، حصلت بعد ذلك على آلات تصوير متتالية، إذ في كل مرة كنت أمر لآلة أكثر جودة من سابقتها، وكانت الحاجة إليها ملحة و ضرورية، وكبرت و كبر شغفي بفن التصوير الذي لا أتصور نفسي قادرة على العيش بدونه.

بفضل تشجيعات والدها وشقيقها المولع كذلك بفن التصوير استطاعت أسماء أن تشق طريقها، سلاحها في ذلك موهبتها وحبها للكاميرا. وقوف أخيها بجانبها ودعمها بخبرته و تجربته في التصوير كان سندها في المضي بخطى حثيثة نحو عالم لازالت تتلمس خطواتها الأولى نحوه.

أسماء أمجضوض

فوز مستحق

سبق و أن فازت بلقب أصغر و أفضل مصورة فوتوغرافية في مسابقة للتصوير أقيمت، قبل سنة تقريبا، بالعاصمة لندن ببريطانيا.

مشاركتها في التصوير بالمهرجان الدولي للأزياء “Fashion week” الذي أقيم بمدينة أكادير قادتها نحو الفوز بالجائزة. هذا المهرجان الذي استضاف عارضات ومصممين من عدة دول لعرض أزياء تقليدية كان بوابتها الحقيقية نحو التعريف بموهبتها.

أسماء رفقة “إيريس رودريغيز”

و قالت أسماء التي تتابع دراستها بالسنة الثانية بكالوريا شعبة الحياة و الأرض بمدينة اكادير بعد مشاركتي في التقاط صور للعارضات و المصممات بالمهرجان، لاحظت المسؤولتان عنه وهما بشرى عامري و “اريس رودريغيز” من إسبانيا جمالية الصور التي كنت ألتقطها، فطلبتا مني أن أمكث معهما بالمهرجان، خصوصا و أن العارضات المشاركات في المهرجان كن يضعن صورهن التي التقطتها على صفحاتهن بمواقع التواصل الاجتماعي.

إحدى العارضات خلال المهرجان

بعد ذلك تفاجأت أسماء بمراسلة من المسؤولة عن المهرجان إريس رودريغيز تخبرها إن كانت ترغب في المشاركة في إحدى المسابقات في فن التصوير، وطلبت منها أن ترسل لها بعض الصور التي سبق و التقطتها في مناسبات عدة، معلنة لها بذلك أنها ستكون من بين أصغر المشاركين في المسابقة، وهو ما يضاعف حظوظها بالظفر باللقب، فضلا عن صورها المميزة، سواء من حيث الموضوع أو الشكل .

إحدى العارضات خلال المهرجان

تقول أسماء لم أتصور أن أفوز في المسابقة، لأنني كنت أدرك جيدا أن بعض المصورين المشاركين أكثر تجربة و خبرة مني، وهم يبدعون كثيرا في هذا المجال، خصوصا و أن الصور التي شاركت بها التقطتها بكاميرا بسيطة جدا مقارنة بالإمكانات المتاحة للمنافسين.

تتذكر أسماء أستحضر ماكان يردده أحد أساتذتي الذي كان يقول لي دائما بإمكانك أن تلتقطي صورا غاية في الجمال و الإبداع فقط بواسطة الهاتف، لأن ما يهم هو تحديد الرؤية و الزاوية، و بالفعل أدركت مغزى كلامه و أنه كان على حق“.

عارضة خلال المهرجان

طموح جارف

لم تلتفت أسماء للذين كانوا ينعتونها بكونها صغيرة و تحمل آلة تصوير أكبر منها حجما. شيء واحد كان يقودها نحو تحقيق طموحها و حبها الجارف للكاميرا و الوعد الذي أعطته لوالدها بأن تصبح فنانة فوتوغرافية، هو إصرارها في المضي في فن التصوير الذي تعشقه حد الجنون، و الذي تقول عنه لن يتوقف ما دمت قادرة على حمل كاميرا.

أسماء أمجضوض

والدها بدوره لم يبخل عليها بكل إمكاناته، إذ في كل مرة كان يشتري لها آلة أفضل و أكثر جودة من التي سبقتها، حتى يدعمها بعد أن اقتنع بصورها و آمن بموهبتها.

تطمح أسماء لأن تكون واحدة من ألمع فناني التصوير الفوتوغرافي، ويحز في نفسها أن ينظر لهذا الفن الجميل على أنه شيء عادي و لا يتطلب كل هذا الاهتمام. تقول أسماء يؤلمني أن يكون هذا المجال حكرا على الذكور فقط، لأن النساء كذلك لهن عين تلتقط الجمال“.

بعدسة أسماء أمجضوض

برفقة أستاذها يونس العلوي

About Post Author