أزيد من 3400 مغربية يصبن بسرطان عنق الرحم سنويا

مغربيات

أكد الدكتور هشام بن عباس الطعارجي الطبيب المختص في أمراض النساء و الولادة و سرطان الثدي و الجهاز التناسلي بالدار البيضاء،  أن سرطان عنق الرحم يعتبر ثاني سرطان يصيب النساء المغربيات، حيث يشكل نسبة 15٪ من مجموع حالات السرطان المسجلة، أي أزيد من 3400 حالة سنويا، و أزيد من 2000 وفاة في السنة.

و أبدى المختص، في إطار الحملة التي نظمتها جمعية دار زهور ضد سرطان عنق الرحم بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السرطان الذي يوافق 4 فبراير من طل سنة، عن أسفه لكون هذا النوع من السرطان لازال متفشيا لدينا، في حين لم يعد موجودا إلا بنسبة قليلة في الدول المتقدمة، و ذلك بفضل البرامج التي اعتمدتها تلك الدول في التوعية و الكشف المبكر، مشيرا إلى أن استراليا مثلا وضعت مخططا للقضاء على سرطان عنق الرحم بشكل نهائي خلال الثماني سنوات القادمة (2030).

و أكد الدكتور الطعارجي أن الدول المتقدمة تمكنت من ذلك بفضل بحثها عن سبب هذا السرطان، و الذي يرجع في 99،9٪ من الحالات لفيروس يسمى “HPV”، وهو فيروس يمكن أن يصيب كل النساء اللواتي لهن علاقات جنسية.

و أضاف أن هذا الفيروس يعد حميدا لدى كل النساء، اللهم لدى أقل من 10٪ منهن لا تستطيع المناعة لديهن التغلب عليه، حيث يدخل إلى خلايا عنق الرحم و يغير من نظامها الجيني الذي يفترض فيه حماية المرأة من سرطان عنق الرحم، وهو ما يتطلب سنوات، ليحولها إلى خلايا شبه سرطانية، لتصبح فيما بعد سرطانية، وهو ما يتطلب الكشف المبكر قبل أن تصبح هذه الخلايا سرطانية و يصبح معها الوضع خطيرا.

و دعا المختص النساء إلى إجراء ما يسمى بالمسح لعنق الرحم (فم الوالدة) لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلايا سرطانية، وهو غير مكلف و سهل، و ينبغي أن يشمل كل النساء اللواتي لهن علاقات جنسية، أو الفحص “HPV” وهو فحص يمكِن من معرفة ما إذا كان الفيروس حميدا أم لا، و بالتالي لا يتسبب إلا في الثآليل التناسلية أو ما إذا كان الفيروس قد يتسبب في سرطان عنق الرحم.

و أوضح الدكتور الطعارجي أنه إذا لم يشكل الفيروس أي خطورة، فيمكن علاجه عن طرق الجراحة من خلال إزالة جزء من عنق الرحم المصاب، أما إذا كانت المصابة مسنة أو يفوق عمرها خمسين سنة، فيمكن إزالة الرحم كليا إذا دعت الضرورة لذلك، بهدف علاج الخلايا شبه السرطانية قبل أن تصل إلى مرحلة متقدمة، وهو ما مكن الدول المتقدمة، يضيف المختص من القضاء على هذا النوع من السرطان.

و شدد على أهمية التلقيح الذي نهجته كثير من الدول المتقدمة للوقاية من سرطان عنق الرحم، لدى الطفلات ابتداءا من تسع سنوات وذلك من أجل تحفيز المناعة لديهن، حتى تكون قادرة على حمايتها عندما تبدأ حياتها الجنسية في مرحلة لاحقة.

About Post Author