مريم عدو ل”مغربيات” : أتمنى أن يساهم فيلم “المعلقات” في مراجعة مسطرة الطلاق ببلادنا

من صحافية مراسلة لإذاعة صوت ألمانيا DW” و ال“BBC” بالمغرب إلى مخرجة للأفلام الوثائقية. طموحها كبير و مشاريعها لا حدود لها، لكن البحث عن مصادر التمويل لإنجاز أفلام تستجيب لتطلعاتها مضن وشاق.. إنها المخرجة الشابة مريم عدو التي حصل فيلمهاالمعلقات على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا.

مغربيات التقت بالمخرجة المغربية مريم عدو، على هامش المهرجان، للحديث عن فيلمها :المعلقات و مشاريعها المستقبلية و الإكراهات التي تواجهها في هذا المجال..

مغربيات : متى بدأ اهتمامك بالفيلم الوثائقي؟

في البداية كنت أشتغل كمساعدة لمراسل ال“BBC” بالمغرب. بعد ذلك اشتغلت كصحافية مراسلة لإذاعة صوت ألمانيا “DW”. عندما كنت أعمل الى جانب صحافي “‬BBC كنا نستقبل أجانب من هذه القناة يرغبون في إنجاز أفلام وثائقية، وكنت أساعدهم في البحث عن قصص و أشخاص و أتواجد أثناء التصوير، و من تمة قلت في نفسي : هذا ما أرغب فيه. تعلمين أن العمل الصحفي ليس ممتدا في الزمن، كما أنه لا يعكس الصورة الحقيقية للأشخاص و الحكاية، عكس العمل الوثائقي الذي يستدعي أن تقضي مع الأشخاص وقتا طويلا من الزمن مما يقربك منهم أكثر و يجعلك تستوعب القصة جيدا وتفهمها بشكل صحيح .

أعتقد أن فيلم المعلقات الذي يشارك ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة هو ثاني فيلم تنجزينه، حدثينا عن تجربتك الأولى

تجربتي الأولى كانت إلى جانب المخرجة الإنجليزية “‬ روزا روجيرالتي اشتغلت معها في الفيلم الوثائقي نداء الدار البيضاء و الذي شاركتها في إنتاجه، كما اشتغلنا سويا في فيلم قراصنة سلا، ثم بعد ذلك بدأت فكرة إنجاز فيلم وثائقي عن الطلاق للشقاق بالمغرب، خاصة بعد المشاكل التي طرحها دخول مدونة الأسرة حيز التطبيق، كما سبق و أوضحت خلال الندوة الصحفية، لأجد نفسي و قد توجهت نحو وضعية أخرى لنساء لم يتمكن من الحصول على الطلاق و بقين معلقات..

ما هي الرسالة التي تودين تمريرها من خلال فيلمك المعلقات؟

أتمنى أن تتم مراجعة مدونة الأسرة، و يتم تبسيط المسطرة، حتى لا نرى نساء معلقات لأنها وضعية شاذة تستدعي التدخل السريع لإنهاء معاناة هؤلاء النساء و يحصلن على طلاقهن.

هل تنتجين لنفسك أم هناك جهات تدعمك ؟

في الواقع، لا أنتج بنفسي الأفلام التي أنجزها. أعتمد على إمكاناتي الخاصة في البداية، لكن بعد المرور للمراحل الإنجاز و التصوير أبحث عن تمويلات أخرى غالبا تكون من جهات خارجية تدعم مثل هذه المشاريع.

ألا تراودك فكرة الانتقال لإخراج الفيلم الروائي الطويل؟

في الواقع لا أعرف لماذا على مخرج الفيلم الوثائقي أن ينتقل إلى الفيلم الروائي. لا أرى أي ضرورة لذلك، و أعتبر أن هذه الفكرة تحمل في طياتها نظرة دونية للفيلم الوثائقي، و كأن هذا الأخير هو مرحلة فقط و المفروض حتما أن توصلنا إلى المرحلة الموالية. السؤال في نظري أشبه بذلك الذي يقول لماذا تكتب الشعر و لا تكتب النثر؟ أو لماذا تمارس رياضة الجمباز و لا تمارس كرة القدم؟. لدي مشاريع و أفكار أفلام وثائقية كثيرة أرغب في إنجازها و تدخل في صميم الفيلم الوثائقي، و الوقت لازال مبكرا لكي أغير توجهي.

يستمد السؤال شرعيته من مسألة، في أغلب الأحيان، أن ينتقل مخرج الفيلم الوثائقي إلى الفيلم الروائي . ألا ترين ذلك؟

يمكنني أن أقول لك بأن مخرج الأفلام الوثائقية عندما ينتقل للأفلام الروائية ينجز أفلاما قوية، لكن العكس غير صحيح، أي من يبدأ بالأفلام الروائية غالبا ما ينتهي بأفلام وثائقية ضعيفة.

سبق و صرحت أن الصدفة من قادتك لموضوع فيلمك المعلقات. هل ستعتمدين مستقبلا على الصدفة أم أن هناك مشاريع مخطط لها؟

حتى و إن ادعيت أنني أملك أفكارا و مشاريع فالصدفة دائمآ تقودنا نحو عوالم لا يمكننا توقعها أو التنبؤ بها. أحيانا تكون مارا في الطريق و تصادف مشهدا يوحي لك بفكرة و تصبح الفكرة هي من يقودك نحو إنجاز شيء لم تكن تفكر في إنجازه، وهكذا..لا يمكن أن نطلب من شاعر مثلا أن يكتب لنا قصيدة عن الورورد..

من هم المخرجين الذين يثيرون إعجابك ويعدون مصدر إلهام بالنسبة لك؟

هناك كثيرون. في الحقيقة لا أنظر كثيرا للمخرج بقدر ما يستهويني الفيلم نفسه. عندما يكون شريطا جيدا فهو يأسرني حتما. هناك المخرج السوري الراحل عمر أمير لاي. ثم هناك فيلم خمس مرايا مكسرة الذي صوره و أخرجه المصور الفلسطيني عماد برناط. في الحقيقة هناك العديد من الأفلام التي ظلت عالقة في وجداني.

ماهي مشاريعك المستقبلية؟

هناك الكثير من الأفكار و المشاريع التي أحلم بأن أخرجها للوجود.

ماهي الإكراهات التي واجهتك أثناء التصوير؟

في الحقيقة واجهتني العديد من المشاكل، أكثرها صعوبة الحصول على الترخيص من أجل التصوير و الذي يمتد لسنوات عبر مراحل، و أثناء ذلك قد تقع أحداث مهمة يعيشها هؤلاء الأشخاص الذين هم أبطال القصة، إلا أنه في ذلك الوقت يكون المخرج بصدد انتظار الحصول على الترخيص فتضيع منه تفاصيل مهمة في العمل بسبب تفويت فرصة تصويرها. دون الحديث عن مشاكل التمويل الذي يعتمد غالبا على جهات خارجية، مع كل ما يصاحبه من منافسة لمخرجين عرب آخرين، ناهيك عن النظرة الدونية للفيلم الوثائقي و السؤال المتكرر ألا تفكرين في إنجاز فيلم روائي؟، علما أن تأثير الفيلم الوثائقي أقوى بكثير و يمكنه أن يعدل القوانين و السياسات..

بِمَ تنصحين الشباب الذين يرغبون في إنجاز أفلام وثائقية؟

أول شيء هو التشبث بفكرة الفيلم و الاستعداد النفسي و المادي لخوض العديد من المعارك من أجل إخراج الفكرة وتحقيقها على أرض الواقع. كثيرون دفعوني للتخلي عن فكرة فيلم المعلقاتلكني لم أرضخ، و استغرق ذلك أزيد من خمس أو ست سنوات من العمل، حتى أتمكن في النهاية من إنجازه.

About Post Author