ما ينبغي معرفته حول لقاح كوفيدـ19
لازال لقاح كوفيد-19 يثير العديد من التساؤلات و المخاوف لدى الأسر، خاصة عندما دخل المغرب في مرحلة تلقيح الأطفال، حيث أبدى العديد من الآباء تخوفهم من عملية تلقيح أبنائهم. وقد خرج العديد من المواطنين في مختلف المدن احتجاجا على فرض جواز التلقيح، ورغم أن بلادنا خففت من التدابير الاحترازية بسبب تحسن الحالة الوبائية بشكل ملحوظ، و الذي يرجعه المسؤولون إلى نجاح هذه العملية، إلا أن هذا اللقاح لازال موضوع شك وتساؤل لدى العديد من المواطنين. في التقرير التالي إجابات عن أسئلة يطرحها المواطنون حول نجاعة اللقاح استقيناها من موقع اليونسيف.
تُنقِذ اللقاحات ملايين الأرواح سنوياً. ويُعد تطوير لقاحات آمنة وفعّالة ضد كوفيد-19 خطوة كبيرة إلى الأمام في الجهد العالمي لإنهاء الجائحة والعودة إلى القيام بمزيد من الأنشطة التي نستمتع بها مع أحبائنا. وقد تم جمع أحدث المعلومات من الخبراء للإجابة عن بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً حول لقاحات كوفيد 19.
كيف تعمل لقاحات كوفيد-19؟
تعمل اللقاحات عبر محاكاة عاملٍ معدٍ – فيروسات، أو بكتيريا، أو كائنات دقيقة أخرى يمكنها التسبب بالأمراض. وتؤدي هذه المحاكاة إلى’تعليم‘ نظام المناعة لدينا أن يستجيب بسرعة وفاعلية ضد العامل المُعدي.
وكانت اللقاحات تقوم بذلك تقليدياً من خلال تقديم شكل ضعيف من العامل المعدي يتيح لنظام المناعة لدينا بناء ذاكرة للتعامل معه. وبهذهالطريقة، بوسع نظام المناعة أن يميّز العامل المعدي بسرعة وأن يكافحه قبل أن يصيبنا بالمرض. وهذه هي الطريقة التي صُممت وفقهابعض لقاحات كوفيد-19.
وهناك لقاحات أخرى ضد كوفيد-19 طُوِّرت باستخدام وسائل جديدة، . وبدلاً من تقديم عامل معدٍ ضعيف (أي مادة تدفع نظام المناعة لديكإلى إنتاج أجسام مضادة)، يمنح لقاح الرنا المرسال جسد المرء رموزاً جينية يحتاجها لتمكين نظام المناعة من إنتاج الأجسام المضادةاللازمة. وقد خضع نهج لقاح الرنا المرسال لدراسات على امتداد عقود من الزمن. ولا تحتوي هذه اللقاحات على فيروس حي ولا تتدخلبالحمض الخلوي الصبغي البشري (DNA).
هل لقاحات كوفيد-19 آمنة؟
نعم، إنها آمنة. ورغم أن لقاحات كوفيد-19 طُوِّرت بأسرع وقت ممكن، فقد توجّب أن تخضع لاختبارات صارمة ضمن تجارب سريريةلإثبات أنها تلبّي نقاطاً مرجعية متفقاً عليها دولياً بخصوص السلامة والفاعلية. ولا يحصل اللقاح على موافقة من منظمة الصحة العالميةوالوكالات التنظيمية الوطنية إلا إذا لبّى هذه المعايير.
كيف طُوِّرت لقاحات كوفيد-19 بهذه السرعة الكبيرة
تمكن العلماء من تطوير لقاحات فعالة وآمنة في فترة زمنية قصيرة نسبيا بسبب مجموعة من العوامل التي سمحت لهم بتوسيع نطاق البحث والإنتاج دون المساس بالسلامة:
+ بسبب الجائحة، كان حجم العينة للدراسة أكبر وتقدم عشرات الآلاف من المتطوعين.
+ التطورات في التكنولوجيا (مثل لقاحات mRNA) التي استغرق صنعها سنوات.
+ اجتمعت الحكومات والهيئات الأخرى لإزالة عقبة تمويل البحث والتطوير.
+ تم تصنيع اللقاحات بالتوازي مع التجارب السريرية لتسريع الإنتاج.
على الرغم من تطويرها بسرعة، فإن جميع لقاحات كوفيد-19، المعتمدة للاستخدام من قبل منظمة الصحة العالمية هي آمنة وفعالة..
أي من لقاحات كوفيد-19 هو الأفضل لي؟
لقد ثبت أن جميع اللقاحات التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية هي لقاحات فعالة جداً في حمايتك من التعرض لمرض شديد بسببالإصابة بكوفيد-19. واللقاح الأفضل لك هو اللقاح الذي يتيسّر لك الحصول عليه أكثر من غيره!
هل ستكون لقاحات كوفيد-19 فعّالة ضد النُسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس؟
تقول منظمة الصحة العالمية إنه من المتوقع أن توفّر اللقاحات التي صدرت موافقة عليها لغاية الآن بعض الحماية على الأقل ضد النُسخالمتحوّرة الجديدة.
ويعكف خبراء من جميع أنحاء العالم بصفة مستمرة على دراسة الكيفية التي تؤثر فيها النُسخ المتحوّرة الجديدة على سلوك الفيروس، بما فيذلك التأثير المحتمل على فاعلية لقاحات كوفيد-19.
وإذا ظَهر أن أي لقاح قليل الفاعلية ضد واحد أو أكثر من هذه النُسخ المتحورة، فسيكون من الممكن تعديل تركيب اللقاح لتوفير حماية ضدالنُسخ المتحورة. وفي المستقبل، قد يكون من الضروري إجراء تغييرات على اللقاحات، من قبيل استخدام جُرعات مُعزِّزة أو تحديثات أخرىعلى اللقاحات.
ولكن في هذه الأثناء، فإن الأمر المهم الذي يجب القيام به هو تلقّي اللقاح ومواصلة الالتزام بالإجراءات الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس، مما يساعد في تقليص فرص حدوث تحويرات في الفيروس، بما في ذلك التباعد البدني، وارتداء الكمامات، والتهوية الجيدة، وغسل اليدين بانتظام، والحصول على رعاية طبية في فترة مبكرة إذا ظهرت عليك أعراض المرض.
متى يتعين عليَّ الامتناع عن تلقّي لقاح كوفيد-19؟
إذا كان لديك أي أسئلة حول ما إذا كان يتعين عليك تلقّي لقاح كوفيد-19، فينبغي أن تتحدث مع طبيبك. وفي الوقت الحالي، يتعين علىالأفراد المصابين بالمشاكل الصحية التالية الامتناع عن تلقّي لقاح كوفيد-19 ليتجنبوا أي تأثيرات سلبية محتملة:
+ إذ كان لديك تاريخ من الحساسية الشديدة لأي من مكونات لقاح كوفيد-19.
+ إذا كنت مريضاً في الوقت الراهن أو تعاني من أعراض كوفيد-19 (مع ذلك بوسعك تلقي اللقاح حالما تتعافى ويوافق الطبيب على ذلك).
هل يجب عليَّ أن أتلقّى لقاحاً إذا كنت قد أُصبت سابقاً بكوفيد-19؟
نعم، يجب عليك تلقّي اللقاح حتى لو أُصبتَ سابقاً بكوفيد-19. فبينما قد يطوّر المتعافون من كوفيد-19 بعض المناعة الطبيعية ضد الفيروس،إلا أننا لا نعلم لغاية الآن كم تستمر هذه المناعة، أو ما مدى الحماية التي توفرها. وتوفر اللقاحات حماية أكثر موثوقية.
هل ينبغي أن يحصل طفلي على لقاح كوفيد-19؟
تختلف أنظمة المناعة لدى الأطفال عنها لدى البالغين، ويمكنها أن تتفاوت بشدة اعتماداً على العمر. وفي الوقت الحالي، وافقت منظمةالصحة العالمية على عدم التوصية بتقديم لقاحات كوفيد-19 لأي شخص يقل عمره عن 16–18 سنة (بحسب اللقاح المحدد)، حتى لو كانالأطفال مشمولين في فئة معرضة لخطر كبير. لم يتم شمول الأطفال في التجارب الأولية للقاحات كوفيد-19، لذا لا تتوفر حالياً سوى بياناتمحدودة، أو لا توجد بيانات إطلاقاً، بشأن سلامة اللقاحات وفاعليتها للأطفال دون سن 16 سنة. ويتعين إجراء المزيد من الأبحاث وسنقومبتحديث التوصيات مع إجراء التجارب وتوافر المزيد من المعلومات.
هل يمكن للقاحات كوفيد-19 التأثير على الحمض الخلوي الصبغي البشري (DNA) للمرء؟
لا، إذ لا يؤثر أي من لقاحات كوفيد-19 على الحمض الخلوي الصبغي أو يتفاعل معه بأي شكل من الأشكال. أما ما يقوم به لقاح الرناالمرسال فهو تعليم الخلايا كيفية صنع بروتين يحفّز استجابة من نظام المناعة في داخل الجسم. وهذه الاستجابة تُنتج أجساماً مضادة تحافظعلى حماية المرء من الفيروس. ويختلف لقاح الرنا المرسال عن الحمض الخلوي الصبغي، ولا يظل في داخل الخيلة سوى مدة 72 ساعة قبل أن يتحلل. مع ذلك، لا يخترق هذا النوع من اللقاح أبداً نواة الخلية التي يوجد فيها الحمض الخلوي الصبغي.
كيف يمكنني حماية أسرتي حتى نتلقّى جميعاً لقاحاً ضد كوفيد-19؟
إن تطوير لقاحات آمنة وفعالة هو إنجاز مهم يغير قواعد اللعبة، ولكن ما زال من غير الواضح إلى أي درجة يمكنها أن تحمينا من الإصابة و من العدوى. وفي الوقت الحالي، حتى بعد أن نتلقى اللقاح، علينا مواصلة الالتزام بالاحتياطات لحماية أنفسنا والآخرين. وهذا يشمل ارتداء الكمامات، والتباعد البدني، والغسل المنتظم لليدين.