اتحاد العمل النسائي بمراكش يسلط الضوء على مخاطر العنف ضد النساء
مغربيات
نظم اتحاد العمل النسائي، مساء أمس الثلاثاء 26 نونبر الجاري، لقاءا تحسيسيا حول مخاطر العنف ضد الفتيات و النساء، تحت شعار “أسرة متوازنة رافعة اساسية لكل تنمية مجتمعية”و ذلك تخليدا للأيام الأممية لمناهضة العنف.
و ذكرت رئيسة اتحاد العمل النسائي فرع مراكش سعيدة الوادي أن العنف الأسري ضد النساء و الفتيات بكل أشكاله الجسدي و النفسي و الاقتصادي يعتبر أبشع مظاهر المس بكرامتهن و انتهاكا صارخا لحقوقهن، لأنه يحد من قدرة النساء على التمتع بالحقوق و الحريات الفردية التي يقرها الدستور المغربي و القوانين و التشريعات الوطنية و المواثيق الدولية، كما أنه يعيق اندماجهن داخل المجتمع، بالإضافة إلى الآثار الجسيمة على صحتهن الجسدية و النفسية و التي تؤدي في نهاية المطاف إلى مشاركتهن في التنمية و في الاستفادة من ثمارها على قدم المساواة مع الرجل.
من جهتها و تزامنا مع ذكرى عيد الاستقلال الذي يصادف 18 نونبر الجاري، سلطت عضوة اتحاد العمل النسائي نعيمة أقداد الضوء على مسار واحدة من رموز الحركة النسائية و هي مليكة الفاسي، باعتبارها المرأة التي قدمت نموذجا مشرفا للمقاومة النسائية، فقد كانت المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال من بين 65 رجلا في 11 يناير سنة 1944.
و أشارت إلى أن مليكة الفاسي نشأت في أسرة فاسية مثقفة (في مدينة فاس)، حيث بدأت مسيرتها النضالية في سن الخامسة عشرة و كتبت أول ممقالاتها في مجلة “المغرب” عام 1934 بتوقيع “الفتاة”، ثم واصلت الكتابة بيومية “العلم” مستخدمة اسما آخر “الباحثة الحاضرة” عام 1943، مما جعلها تبرز في الصحافة النسائية، و كانت مقالاتها تهدف إلى تعزيز دور المرأة و تأثيرها في المجتمع.
بدورها أطرت الناشطة و الشاعرة فوزية رفيق الحيضوري جلسة بوح نسائي استعمت من خلالها لشهادات نساء و فتيات عانين من العنف المدرسي و الزوجي، مما كان له أثر بليغ على حياتهن.
و شاركت الناشطة من خلال تجربتها الطويلة و خبرتها في مجال الاستماع و التواصل مع التلاميذ و التلميذات و أوليائهم بالمؤسسة التي كانت تشتغل فيها بمراك، رحلتها الطويلة مع العديد ممن استطاعت أن تدعمهم و تواكبهم في رحلة التعافي و إثبات الذات.
و قالت كل إنسان له مطبات و أعطاب نفسية و غيرها لكن لابد من التسلح بالأمل، حيث الضربة التي لا تقتل تقوي، داعية النساء إلى الخروج من دائرة الضحية و تجاوز الأعطاب و البدء من جديد.
و شددت على ضرورة التواصل مع أسر التلاميذ و التلميذات لتجاوز المشاكل التي يعانون منها، إذ بدون إشراك كل الأطراف لا يمكن حل هذه المشاكل، التي قد تكون في بعض الأحيان بسيطة و لا تتطلب الكثير من الجهد لتجاوزها، بينما قد يدفع الطفل ثمنها مدى الحياة.