مجلس لبابة يستحضر زلزال الحوز و يستضيف الناشطة الحقوقية زهرة إد علي

مغربيات

عقد مجلس “لبابة للإبداع و التنمية و التواصل” بمراكش لقاءا تواصليا خلال دورته 51 استضاف من خلالها الناشطة الحقوقية و رئيسة جمعية “أفولكي للنساء” لتسليط الضوء على معاناة سكان الحوز  إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من شتنبر الماضي. 

اللقاء الذي حلت عليه رئيسة جمعية “أفولكي للنساء” بإقليم الحوز زهرة إد للحديث عن معاناة الساطنة شكل فرصة كذلك للقراءات الشعرية التي استحضر من خلالها شعراء و أدباء الكارثة عبر قصائد مؤثرة في إطار ما يعرف بأدب الفاجعة. 

وقالت رئيسة مجلس لبابة للإبداع و التنمية و التواصل فاطة المعيزي إن اختيار الناشطة و الفاعلة الجمعوية زهرة إد علي جاء باعتبار أنها و منذ وقوع الكارثة حلت بالعديد من الدواوير المنكوبة، مما مكنها من الوقوف على حجم الكارثة و معاناة الساكنة، كما أنها تعمل لما يناهز 24 سنة في الميدان، وهو ما جعلها قريبة جدا من مشاكل سكان الحوز و معاناتهم.

و أضافت أن المجلس ارتأى استضافتها لتقاسم تجربتها الميديانية و للحديث عن تداعيات الزلزال على ساكنة إقليم الحوز.

من جهتها قالت زهرة إد علي إنها قامت برفقة نشطاء تابعين لمنظمات غير حكومية و إنسانية بمختلف المدن المغربية بزيارة لما يفوق 30 دوار  متضرر بالزلزال بإقليم الحوز موزعة على مختلف الجماعات الترابية بالإقليم طيلة الثلاث أسابيع منذ وقوع الكارثة، حيث وقفت على معاناة النساء و الأطفال بهاته المناطق، باعتبارهن الفئة الأكثر هشاشة و إقصاء حتى قبل وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي. 

و ذكرت إدعلي خلال هذا اللقاء الذي حلت ضيفة عليه، علي أنه و منذ اليومين الأولين وبعد الوقوف على حجم الكارثة التي حلت بأهالي الجبال تجندت فرق  توجهت إلى القرى النائية لتقديم الدعم النفسي لأهالي المناطق المنكوبة و مدهم بالإعانات من أغذية و ألبسة و أغطية و خيام وغيرها. 

و أضافت : “هناك معاناة كثيرة تعيشها النساء المتضررات لعل أبرزها  أنهن فقدن أهاليهن و بيوتهن. ففي ثانية واحدة أصبحن أرامل و يتيمات و بدون مأوى..” و تواصل :” ورغم ذلك لمسنا طيلة الزيارات التي قمنا بها لدى هؤلاء النساء تمسكهن بالقيم المترسخة في وجدان سكان المناطق الجبلية عموما، وهذه القيم و الأعراف التي ظلت راسخة رغم الزلزال لا يمكن الحفاظ عليها إلا بالوقوف إلى جانبهن و احتضانهن و التخفيف عنهن من أثر الكارثة التي حلت بهن”. 

و أشارت رئيسة  “أفولكي للنساء” أن الجمعية تتدخل على ثلاث مستويات، هناك المستوى الاستعجالي الذي يتطلب توفير المواد الغذائية  و الأغطية و الألبسة، ثم و المستوى المتوسط  الذي اتضح بعد مجالسة النساء و الاستماع لهن و الوقوف على مشاكلهن و معاناتهن،  و بعد تحديد مطالبهن و انتظاراتهن، تبين أنهن في حاجة إلى توفير مرافق صحية تراعي حميمية نساء هذه المناطق”.

و زادت بالقول : “تمكنا من إبرام شراكة مع منظمة فرنسية تدعى “Bonne lieu et santé”  لتنفيذ مشروع نموذجي يهم إنشاء حمام تقليدي خاص بالنساء و الرجال (يعمل بالتناوب)، يعتمد على الخشب كمصدر للطاقة و يراعي شروط البيئية السليمة، كما تم الشروع في إنشاء مراحيض خاصة بالنساء و أخرى للرجال مزودة بأحواض للاغتسال”.

و أضافت : ” ارتأينا أثناء تنفيذ المشروع أن نراعي حميمية و خصوصية نساء قرى ” أيت مركز”  و “أكرد” و “أنمر” من خلال هذا المشروع النموذجي الذي سيوفر المرافق الصحية و الحمام لسكان هذه القرى المتضررة، حيث أنه في حال نجحت التجربة سوف يتم الشروع في بناء قاعات للإيواء خاصة بالنساء و الأطفال و الرجال، في انتظار إعادة إعمار البيوت المتضررة”. 

وأكدت أن الظروف التي تعيشها نساء إقليم الحوز داخل الخيام جد قاسية، بحكم الطقس الحار الذي تتميز به جهة مراكش هذه الأيام، و الذي يجعل من العيش داخل الخيام التي تخصص للنوم و الطهي و غيره جحيما حقيقيا، كما أنها لا تحافظ على حميمية النساء و لا تتوفر فيها أدنى شروط العيش الكريم. 

و دعت إلى بناء العقول و تغيير العقليات و ليس الاكتفاء ببناء البيوت، لافتة إلى أن نساء إقليم الحوز كن يعانين في صمت بسبب التهميش و الإقصاء قبل وقوع الكارثة، و لا ينبغي تركهن لمصيرهن و معاناتهن في ظل الظروف الصعبة التي يجتزنها في الآونة الأخيرة. 

و طالبت الجهات المسؤولة بتوفير بيوت تحافظ على كرامة النساء و تراعي خصوصية المنطقة الجبلية و كذلك جمالية المنطقة و بيئتها، باعتبار أن إقليم الحوز يعد القلب النابض لمدينة مراكش وواجهتها السياحية بامتياز، و الذي ينبغي الحفاظ عليه بمعماره القريب من الطبعية الجبلية و جماليته المعهودة، حيث تظهر القرى كما لو أنها نحتت من الجبال مباشرة.   

بدورها أكدت الشاعرة و عضو مجلس لبابة للإبداع و التنمية و التواصل نعيمة أو همو أن المجلس الذي يستضيف في دورته ال51 الناشطة الحقوقية زهرة إد علي باعتبارها عملت لما يفوق العقدين بإقليم الحوز، و قد خبرت واقع النساء و الفتيات القرويات بالمنطقة. 

و أضافت أنها بحكم عملها كأستاذة لمادة الفنون التشكيلية بمؤسسة النخيل الإعدادية بمراكش، فقد وقفت على وضعية  150 تلميذة من القرى المتضررة من الزلزال التحقن حديثا بالمؤسسة، وهي الوضعية التي قالت إنها تدمي القلب بسبب ما تعرضن له. 

و أكدت بالقول : وجدت صعوبات فالتعامل معهن، لأنهم لا يكفين عن البكاء و هو ما جعلني أتفهم ظروفهن، لكونهن تركن أهاليهن و ذويهن هناك في بؤرة الزلزال و انتقلن للعيش في وضعية جديدة مع طلاب جدد و بيئة غريبة عنهن”.

كما لفتت إلى أن هؤلاء الطالبات يحتجن للدعم النفسي في أقرب وقت، لأن ما عشنه أثناء وقوع الكارثة و فقدانهن لأفراد من عائلاتهن و الموت الذي كان قريبا منهن ليست بأمور يمكن تجاوزها في وقت وجيز. 

About Post Author