“كيفاش نشوف” معرض يبرز استحضار الأمهات الموهوبات لذاكرة المكان
مغربيات
تحتضن دار بلارج (مؤسسة تعنى بالثقافة و التراث) بمراكش معرضا وورشات للأمهات الموهوبات تحت شعار “كيفاش نشوف”، يستحضرن من خلاله ذاكرة المكان.
و قالت مديرة دار بلارج مها المادي إن الهدف من تنظيم هذا المعرض هو إبراز التصور الذي تحمله الأمهات الموهوبات حول ما تحتفظ به ذاكرتهن من مشاهد حول المكان، نظرا لما يكتسيه هذا الأخير من أهمية، باعتباره وجها من وجوه الحضارة و التراث المعماري و اللامادي للمدينة.
و أضافت ” اردنا من خلال هذا المعرض والورشات التمعن في تاريخ فضاء المنزل و كل الممارسات التي تدور في كنفه، و التي تمكن من إيصال المعرفة و الحكايات و الموروثات”.
و أطر فنانون تجمعهم علاقة تعاون و صداقة مع مؤسسة دار بلارج، هم الفنانة التشكيلية ليلى حدا و الفنانة ندى القادري و الفنان مروان العوينات، حيث تكلف كل منهم بجانب من الموروث الثقافي و اشتغل عليه مع الأمهات، من خلال ورشات مكثفة أفرزت هذه اللوحات و الأشكال التي أبدعتها الأمهات الموهوبات.
و أوضحت أن هذه الورشات مكنت المستفيدات من رؤية موروثهن الثقافي بمنظور آخر غير ذلك الذي اعتدن عليه، حيث تم الاشتغال على مكان استثنائي ومهم يوجد في كل بيت، وهو “الصالون”، هذا الركن “الممنوع المرغوب” الذي لا يسمح بالجلوس فيه و الاستمتاع بفضائه إلا في حضرة الضيف، حيث تقول :” في كل بيت مغربي هناك ركن مخصص للضيوف و لا يسمح بتاتا بقضاء وقت في رحابه، علما أنه يزخر بأفضل الأفرشة و المعدات و قد يحتل مساحة كبيرة من البيت، مقارنة مع باقي الغرف، هذه الثقافة التي لازالت العديد من الأسر المراكشية تحتفظ بها، فكرنا في تجسيدها و إبرازها عبر ورشة فنية انخرطت فيها الأمهات الموهوبات”.
و شمل المعرض مجموعة من الصور التي التقطتها عدسات الأمهات لفضاءات بأزقة مراكش شكلت المادة الخام للاشتغال، و أوضحت مها المادي : “عديدة و متباينة هي الأماكن المحيطة بنا، قد تكون خاصة و حميمية كالصالون المنزلي، و قد تكون فضاءات عامة معلومة بأزقتها وواجهات مبانيها و نافوراتها و أماكن العبادة فيها، لكنها تشترك في ذلك الزخم اللامتناهي من المرئيات و المحسوسات الذي يرشح منها”.
ويتخلل المعرض شريط حول ورشة “الحضرة” التي تؤطرها لالة خالة، هذه المرأة التي تجاوزت عقدها الثامن و لازالت تواكب النساء، كل خميس، تلقتهن أصول الحضرة حتى لا ينتدثر هذا الموروث الثقافي .