هل يؤثر الترتيب بين الإخوة على شخصية الطفل؟
مغربيات
مسؤول ، مستقل، مرتاح أو اتكالي .. هل هذه السمات الشخصية ترتبط حقا بترتيبنا بين الإخوة ؟ ” لوري إيغسيان” المختصة النفسانية تكشف لنا ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا.
“هذا سلوك ينم عن شخص مسؤول” ، “يظهر أنك الأكبر من بين إخوتك لأنك حقا مسؤول” … لاشك أن العديد منا سمع مثل هذا الكلام وعبارات أخرى غيره، فمن المؤكد عموما لدى الكثيرين أن الشخصية تتشكل انطلاقا من ترتيبنا بين الأشقاء.
لذلك لن تكون لدينا نفس الشخصية إذا نظرنا إلى ما إذا كنا الأكبر أو الأوسط أو الأصغر سنا. وهكذا يُنظر إلى الأكبرسنا على أنهم أشخاص مسؤولون ، وخاصة بالنسبة لتعاملهم مع من هم أصغر سنا، إذ يبدون ناضجين بشكل عام. قد يجد الأبناء أحيانًا صعوبة في العثور على مكانهم إذاكانوا في الوسط ، لكنهم يكونون أكثر استرخاء وسخاءا ، حيث لم يسبق لهم أن عرفوا أبدا وضع الطفل الوحيد. أخيرا ، فإن الأصغر سنا غالبًا مايكون أكثر تدليلًا، وبالتالي فهو أقل استقلالية من آخرته الكبار.
ترى هل لا تزال هذه النظرية صحيحة؟ هل الترتيب بين الأشقاء يحدد الشخصية حقًا؟ أسئلة ضمن أخرى تجيب عنها عالمة النفس السريري الفرنسية “لوري إيغسيان“.
شخصية الطفل : الدور الرئيسي للوالدين
بالنسبة ل“لوري إيغسيان“، فإن مكانة الطفل من بين الإخوة ليست هي ما يحدد شخصيته، بل سلوك والديه فيما يتعلق بهذه المكانة. و في هذا الصدد توضح الخبيرة أنه “دون وعي وعلى المستوى الوراثي، ينقل الوالدان جزءا من شخصياتهم للأبناء ويمكنهم التموقع فيما يتعلق بتجربتهم في الخطاب الموجه للطفل“. وبالتالي ، فإن أحد الوالدين الذي كان أكبر إخوته و لديه مسؤوليات كبيرة يعيد إنتاج ما عاشه ويتوقع من طفله أن يكون مسؤولا وناضجا، أو على العكس.
تنبه “لوري إيغسيان” من أن الأطفال يميلون إلى التوافق، دون وعي منهم، مع رغبات والديهم : “سيتكيف بعضهم و البعض الآخر سيكونون تعساء بسبب ذلك، حيث أنه ليس طبيعيا أن نتوقع منهم نوعا معينا من السلوك بناءا على مكانهم بين أشقائهم. ينبغي عدم قبول هذا الأمر و أخذ المسافة في العلاقة مع الوالدين. قد يفتقر بعض الأطفال أيضا إلى الثقة بالنفس. و لذلك يجب احترام الطفل في تفرده وعدم انتظار أن يتوافق مع السلوك المنتظر من الأكبر سنا أو الأصغر “. هذه هي الطريقة التي يمكنك بها رؤية الشخصية الحقيقية لطفلك.
الأخ الأكبر..مكانة متميزة
إذا إذا كانت لوري إيغسيان ترى أنه من التقصير قليلاً وضع الأطفال في “خانات“ وفقا لمكانهم بين أشقائهم ، فإنها تدرك أن الآباء غالبا ما يتصرفون بشكل مختلف مع الأخ الأكبر سنا دونا عن الآخرين. و الحقيقة “أن طريقة تربية البن البكر تكون مختلفة بالضرورة، لأن الوالدين يفتقرلمعالم واضحة في التربية، كما أنهما يخشيان أن يتصرفا بشكل سيء، أو يغفلان أمرا ما، إذ غالبا ما يشعران بالتوتر وهما يضغطان على أنفسهما من أجل القيام بالمهمة بشكل جيد“، تلخص لوري. “الطفل الأول يمسح اختبارات الوالدين ويمكن أن يكون“ الحاضنة ” بما أن كل الاهتمام يكون منصبا عليه وهكذا ، عندما يكون لدى البكر إخوة أو أخوات صغار، فغالبا ما يتم تكليفه بالمسؤوليات ، وخاصة تجاه الأصغر منه ، مما يجبره على إظهار نضج معين. ومهما يكن فإن لديه مكان خاص من بين أشقائه.
للأخ الأصغر أو الأوسط شخصيتان مختلفتان عن الشقيق الأكبر؟
تعد مكانة الأخ الأصغر متفردة، وهي تهم العديد من الأبناء، خاصة داخل أسرة مكونة من أربعة أبناء أو أكثر. “هناك صعوبة للعثور على مكان بالنسبة للأخ الأوسط“. تشير المختصة. فالذي يحدد مع ذلك أن “بعض الأطفال أكثر ثقة واسترخاء هو كون الابن البكر يكون قد مر من قبل وعانى من بعض المشكلات“، كما أنه يمكن أن يكون لدى الأصغر سنا الإحساس بالتقاسم ، لأنه لم يدرك أبدا وضعية الطفل الوحيد.
ماذا عن الأصغر؟ يمكن القول إن آخر العنقود كما نسميه في كثير من الأحيان يكون أكثر تدليلا ، لأن لديه والدين ، ولكن أيضا إخوانا وأخواتا يعتنون به. من الشائع أيضا أن يمكث الأصغر سنا في المنزل لفترة أطول ، مما قد يؤدي به إلى ضعف في الاستقلالية. غالبا ما يكونون أشخاصا أقل توترا لأن الضغط كان أقل على أكتافهم.
عن “أو فيمينان” بتصرف
.