دنيا بوطازوت ل”مغربيات” : شخصية “الشيخة” مستوحاة من داخل المجتمع و ليست مستوردة من “المريخ”
مغربيات
أحبها المغاربة في دور “الشعبية“ في سلسلة “الكوبل” إلى جانب الفنان حسن الفد، لكن دنيا بوطازوت سوف تحلق في سماء التشخيص بأدوار مميزة بعد ذلك ، تخطت بها عتبة الإكتفاء بهذا الدور، و كان آخرها دور “حليمة” بمسلسل “المكتوب” الذي جسدت من خلاله شخصية “الشيخة”، و الذي لاقى نجاحا مبهرا، رغم التشويش الذي رافقه من قبل “التيار المحافظ”. مهما بدا الدور بسيطا أو “عاديا“ إلا وجعلته الممثلة القديرة دنيا بوطازوت مميزا عالقا بذاكرة المغاربة. التوابل و البهارات التي تضيفها هذه الممثلة على الأدوار و الشخصيات التي تتقمصها، حتى عندما يتعلق الأمر ب“السيتكومات“ الرمضانية التي يراها المغاربة غارقة في “الحموضة“، تجعل منها أدوارا مميزة و ناجحة.
“مغربيات“ تواصلت مع الممثلة المميزة دنيا بوطازوت للحديث عن دورها في مسلسل “المكتوب“ و عن مشاركتها في مسابقة “للاالعروسة” في موسمه 16، و عن مشاريعها القادمة..
مغربيات : بداية دعيني أهنئك على دورك في مسلسل “المكتوب“ الذي تم عرضه خلال شهر رمضان الأخير و لاقى نجاحا كبيرا، في حيث أشاد الكثيرون بدور “حليمة“ فيه. هل لازلت تعيشين في أجواء هذا المسلسل ؟
الحمد لله. نجاح مسلسل “المكتوب“ لم يأت لوحده، لكن رافقه تظافر و تراكم العديد من الأدوار لفنانين آخرين محترفين، بالإضافة إلى السيناريو و شركة الإنتاج. هذا النجاح اشتركت فيه مع عدد من زملائي، و أتمنى أن نبقى دائما عند حسن ظن الجمهور المغربي.
كيف تنظيرين لهذا الدور و ما مكانته في مشوارك الفني؟
أرى أن دور “حليمة” (الشيخة) مثله مثل جميع الأدوار التي جسدتها من قبل خلال مسيرتي الفنية القصيرة جدا (لا تتجاوز 10 سنوات).أكيد أنني سعيدة بهذا الدور الذي يعتبر فارقا في مشواري، خاصة حين يتعلق الأمر بشخصية قريبة من الناس و من مشاكلهم. شخصية “الشيخة“ هي شخصية من داخل المجتمع و ليست مستوردة أو مستوحاة من كوكب المريخ، فأكيد أن الاداء الجيد للدور و البحث فيه من خلال الغوص في عمق الشخصية لا يمكن إلا أن يؤدي للنجاح، إذ لا يمكن الاكتفاء بالتعرف عبى الشخصية من خلال الورق (السيناريو)، بل يجب على الممثل أن يجتهد ليكون مقنعا للجمهور الذي يشاهده، سيما أن الجمهور المغربي ليس عاديا، بل هو جمهور ذكي جدا. الحمد لله أنني وفقت في أداء الدور و حصلت على جائزة “أحسن ممثلة لسنة 2022“ و لقبني الجمهور ب“سيدة الشاشة المغربية“ فهو شيء مشرف و ذو قيمة كبيرة بالنسبة لي.
تتويج دنيا بوطازوت “أحسن ممثلة لسنة 2022”
قمت بالعديد من الأدوار في أعمال كثيرة و جلها كانت ناجحة. ما هو الدور الذي أثر فيك بشكل كبير ضمن كل ما قدمته في مسيرتك الفنية؟
كما سبق و قلت لك قدمت العديد من الأدوار خلال مسيرتي الفنية التي يمكن أن أقول عنها إنها ليست طويلة. الحمد لله في كل مرة هناك دور مختلف عن سابقيه. لا أفضل أيا منها على الأحر، لسبب بسيط هو أنني أنا من أقوم باختيار الأدوار التي تليق بي و أرى أنها تناسبني و يمكنني أن أجسدها، كل الأدوار التي لعبتها لها نفس المكانة في قلبي. ما يهم بالنسبة لي هو أن أنجح في تقمص الشخصية التي ألعبها.
الآن أنت تقومين بتجربة جديدة من خلال تقديمك لبرنامج “للا العروسة“، ألا تخافين أن تنقص هذه التجربة من رصيد نجاحك لدى الجمهور؟
الحمد لله تجربتي في برنامج “لالة العروسة“ في موسمه 16 كانت ناجحة و أعطت أكلها، فهو البرنامج الأكثر مشاهدة بحسب تقييم “ماروك ميتري“. لقي البرايم الأول منه نسبة مشاهدة عالية، و مشاركتي فيه أعتبرها إضافة نوعية و مهمة بالنسبة لتجربتي الفنية، خاصة أن البرنامج له جمهور عريض. أعتبر هذه التجربة فرصة لاختبار مجال دراستي، حيث درست الصحافة و الإعلام و إن كنت لم أنتقل إلى مجال التطبيق و الممارسة، لذلك فتقديم “للا العروسة“ في موسمه 16 منحني فرصة حاولت من خلالها أن أجمع بين دنيا الإعلامية و الصحافية الدارسة لمجال الصحافة و دنيا الفنانة التي أحبها الجمهور المغربي، وإن كانت الفنانة هي الأكثر بروزا فيه. الحمد لله أعتبر أنني وفقت في أداء هذه المهمة.
هل تشاهدين الأعمال التي تشاركين فيها؟ كيف ترين أداءك؟ إذا طلبنا منك انتقاد أدوارك، ماذا يمكنك أن تقولي بهذا الشأن؟
لم يسبق لي أن اعتبرت، من خلال مشاهدتي للأدوار التي أجسدها على الشاشة، أن هذا الدور وُفقت فيه و ذاك لم أوفق فيه. ما أقوم به هو أنني أجتهد في فهم و استيعاب جميع الجوانب المحيطة بالشخصية التي ألعبها. أحيانا يكون العمل غير مكتمل العناصر ومع ذلك أحاول دائما أن أظهر بشكل جيد. هناك عمل سبق و أن لعبته و لا أرغب في ذكره، لأنني كنت صغيرة في بداياتي. في الواقع في كثير من الأحيان أنتقد أدائي أثناء التصوير، و ليس فقط بعد المشاهدة، لذلك سبق و قلت إنني أدرس الدور جيدا قبل التصوير. هناك أشياء أستطيع رؤيتها بذكاء و ملكة منحني الله سبحانه و تعالى إياها فضلا منه، بفضل حبي لمهنتي و إخلاصي لها أصبحت أدرك جيدا مدى نجاح الدور من فشله.
ماهي الأدوار التي لازلت تحلمين بأدائها و لم تسنح لك الفرصة بعد لتقديمها على الشاشة؟
هناك العديد من الأدوار التي لم ألعبها بعد، لكني أعتقد أن الفرصة لن تكون دائما متاحة للعب كل الأدوار التي أحلم بأدائها. نحن كممثلين نتعامل مع ما يقدم لنا من اقتراحات، لأنه ببساطة لازلنا في المغرب لا نكتب أدوارا لمثل بعينه. ما يقع هو أن الأعمال تكتب بشكل عام و يتم، بعد ذلك، اختيار الممثلين من خلال إجراء “كاستينغ“. هناك ممثلون يصلحون لأدوار و هناك آخرون لا تناسبهم تلك الأدوار. لا أعرف إطلاقا ماهي الأدوار القادمة التي سألعبها و ليست لدي أي فكرة عنها، ذلك راجع لما سيقدم لي..
تلقائيتك و عفويتك شكلا عاملا مهما في نجاحك و تقريبك من الجمهور المغربي، ما هي حدود الأدوار التي يمكن أن تؤديها؟ بمعنى آخر هل يمكن أن نرى دنيا بوطازوت في أدوار جريئة في السينما مثلا؟
لا.. المسألة محسومة بالنسبة لي. الأدوار الجريئة لم يسبق لي تأديتها و أنا غير مرتبطة، فمابلك و أنا زوجة اليوم و أم كذلك..
هل سبق و قلت “لم أوفق في هذا الدور؟“ متى و كيف؟
مثلما قلت سابقا، لا يوجد أي دور لست راضية عنه، لأنني لا أختار أدواري إلا بعد تأن ومراجعة، و ما دمت قبلت بالدور و بالشخصية ووقعت عقدا مع الشركة المنتجة إلا و إنني راضية عنه.