حارس اليمين.. بقلم سامية الصيباري

سامية الصيباري

حارس اليمين

ميلاد الأشياء الجميلة

تحدث صدفة

وما كنت يوما صدفة جميلة

الكدمة التي ترافقني

تلسع أهدابي

يسرقني الوقت اذ أمنحه قبضة من عمري

ماذا يمكن أن تفعله الصدفة

بولادة امراة بكاءة لا تتقن صناعة البهجة

ولادة تعسرت فيها الأقدار والمشيئة

وما كان الله قاسيا

الالام العظيمة التي تكبر خفية

مثل يرقات تنمو

قبل أن تصبح مشنقة

ثم تطير..

يجزع قلبي من كل هذا التيه

من النفاق الأبدي

ومن وهم العشيرة الأولى

لست الهة

لكن المجاديب والحمقى والأطفال

والقطط والحزانى

يجذبون لهالة النور .لبيت الروح

لست سوى روحا من الله

ريح الصالحين وبداية الخطيئة

خطيئة الأولين

حين كانوا ثمرة واحدة قبل أن تنشطر

وتقضم على عجل

تكبر الفراشات خفية في صدري

ويبقى أثرها عالقا في حلق جاف

كممت صوتي وروضته على الصمت

لكن قصائدي تفجرت

كل قصيدة دمعة متهالكة

سكبت بحرقة منفلتة من اللماذا

السؤال الذي لا يكف عن السؤال

عن الكدمة الزرقاء التي تطبع الخاصرة

عن انفلات الضحكات الحزينة

وهمسة حارس اليمين

لا تبك..

لم يربت أحد على كتفي

فاكتفيت بلمسه..

طوعت هذا الأسف على العادة

حين قالوا اسفين

نحن جنة الاله وأنت نارها الموصدة..

دخلت على استحياء هذه الحياة

دخلتها من وضعية السبب والنتيجة

فكنت أنا

صنيعة الأب الكبير المتقن لصنعته..

لست نقيصة

لكن كمالي ملتبس غير باد

لست سوى أضمومة من طرائد النسيان

من عتمة متكشف وضوحها

ذات العيون الناظرة..

مؤلم أن لا يراك احد

وأنت على هيئتك كامل

تروض البصيرة على الاغفاء

لكي تبرأ الخدوش الكثيرة

لكن الحدوس أبدا لا تنطق..

شاعرة من العرائش

About Post Author