شهادات مؤثرة لطلبة مغاربة عائدين من أوكرانيا..
مغربيات : ليلى جباري
يعيش الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا ظروفا نفسية واجتماعية صعبة، فبعد التجاوز الصعب لمحنة التهجير التي فرضتها الحرب وما عاشوه من صعوبات في رحلة الهروب الكبير من وطأة الحرب، وجدوا اليوم أنفسهم يواجهون مستقبلاً صعباً في ظل ضبابية الصورة في أوكرانيا واستحالة تواصل الدراسة إلى حدود اللحظة، وغياب أي آلية حكومية مغربية واضحة تنصف هؤلاء الطلبة الذين يتجاوز عددهم 8832 مغربياً.
أمام الظروف الصعبة التي يجتازها الطلبة العائدون من أوكرانيا، “مغربيات” تواصلت مع بعضهم و سألتهم عن ظروف عودتهم وانتظاراتهم..
(ك.ل 21 سنة) وهي طالبة مغربية كانت تدرس الصيدلة بأوكرانيا قبل الحرب. عادت مباشرة إلى أرض المغرب بعد نشر سفارة المغرب بكييف بلاغاً تحذر فيه المغاربة من تطور الأوضاع هناك، كانت كوثر تظن أن العودة ستكون مؤقتة فحسب وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها، ولم تتخيل أبداً أن الحي الذي كانت تقطن فيه رفقة صديقتيها سيتحول إلى ركام، وأن أحلامها في مواصلة دراستها هناك ستتعطل، وربما تتبخر. كوثر اليوم في ظل هذا الوضع القاتم تمني النفس بالتفاتة حكومية أصبحت تبدو مستحيلة تمكنها وزميلاتها من مواصلة دراستها بكليات الطب و الصيدلة بالمغرب، وهو الأمر الذي لم يلقَ ترحيباً من طلبة الطب المغاربة نظراً للاكتظاظ الكبير ولتفاوت معدلات الانتقاء بين الطلبة المغاربة الذين يدرسون بالمغرب وبين أقرانهم الذين يدرسون بأوكرانياَ.
بين أمل وألم تحكي إيمان بنكيران، 22 سنة ل“مغربيات“،أنها طالبة كانت تدرس طب الأسنان بمدينة “بولتافا“. عن قصة رجوعها من أوكرانيا، تؤكد إيمان أنها تعيشظروفا صعبة، بين آلام ما عاشته هناك والأمل في وعود قد تتحقق بالإدماج. تعيش كل يوم مترقبة أي جديد قد تحمله الأخبار والبلاغات، خاصة بعد تصريح الناطق الرسمي بالحكومة قبل يومين، والذي قال فيه إن الحكومة تدرس إمكانيات إدماج هؤلاء الطلبة مع دول مجاورة لأوكرانيا كرومانيا أوهنغاريا، ما يوحي بابتعاد فرضية الإدماج هنا في المغرب، ورغم أن الحكومة قد وضعت موقعا رهن إشارة هؤلاء الطلبة للتسجيل فيه قصد الإحصاء إلا أن الخطوة المقبلة لا زالت مجهولة والمستقبل مظلم ومبهم تقول إيمان.
إيمان بنكيران
وبنفس النبرة يحكي محمد بوشان –وهو طالب طب أسنان أيضاً– عن جحيم العودة من أوكرانيا ورحلة الرجوع الصعبة، ويبوح بنفسية مضطربة وغير مستقرة بما يخالجه كما يخالج زملاءه من مشاعر حيرة وضياع زاد من حدتها تصريح الناطق الرسمي للحكومةالمغربية وتوالي الأيام دون أي قرار أو تحرك رسمي قد ينفس ضغط هؤلاء الطلبة وضغط أولياء أمورهم.
بين الضغط والأمل، الحيرة والانتظار، يعيش أيضاً أولياء أمور الطلبة العائدين من أوكرانيا وضعا اجتماعيا ونفسيا صعباً فبين الارتياح الكبير لعودة فلذات أكبادهم سالمين وبين انتظار تحرك حكومي فعلي ورسمي، يقبع مستقبل أبنائهم دون أي تصور واضح أو أمل يبشر بإنقاذ مستقبلهم و انتشالهم من وضع فرض عليهم.