لمياء الصقلي .. من مصممة للقفطان المغربي إلى مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي
مغربيات
درست لمياء الصقلي القانون بفرنسا لخمس سنوات، لكن ما إن عادت إلى المغرب، حتى تفجرت لديها موهبة تصميم الأزياء، لتتخلى عن القانون و تلتحق بمعهد خاص لدراسة الأزياء، وتفتح فيما بعد محلا لبيع الملابس التقليدية الجاهزة (قفطان، جلابيب..) بمراكش. ما إن بدأت تتقاسم صورها و مقاطع فيديو من يومياتها، حتى لاقت مبادرتها متابعة من قبل الناس، لتصبح اليوم واحدة من أهم المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي..
“مغربيات“ تواصلت مع لمياء الصقلي أو “ليدي الصقلي” كما تطلق على صفحتها للحديث عن مسارها في الأزياء التقليدية و كيف تحولت إلى مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي..
مغربيات : حدثينا عن بدايتك في مجال تصميم الأزياء و كيف أصبحت مؤثرة؟
بدايتي كانت بدراسة القانون بفرنسا، حيث قضيت هناك خمس سنوات في دراسة القانون إلى أن حصلت على الدبلوم، بحكم أن والدي يشتغل محاميا؛ ثم عدت إلى المغرب، لكن بعد عودتي اكتشفت أن ميولاتي كانت في اتجاه تصميم الأزياء خاصة التقليدية، فالتحقت من جديد بمدرسة متخصصة في تعليم “تصميم الأزياء“، لكني غادرتها خلال السنة الثانية تقريبا بسبب ظروف الحمل. بعد وضع ابنتي فتحت محلا خاصا بي لخياطة الملابس التقليدية، و من ثم كانت البداية في عالم الأزياء. المحل لقي إقبالا كبيرا من طرف عاشقات القفطان و الأزياء التقليدية عموما، خاصة و أنني كنت أتقاسم الموديلات على صفحة خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، مما ساعدني على الانتشار.
لماذا ركزت على الأزياء التقليدية دون غيرها و بم تتميز الموديلات التي تصممينها؟
في الحقيقة لاحظت إقبالا كبيرا على الملابس التقليدية، خاصة خلال المناسبات الدينية، مثل شهر رمضان و الأعياد الدينية، وقد كنت أصمم سترات نسائية قصيرة (Petites vestes) مطرزة و قد لاقت طلبا من مختلف أنحاء المغرب، بل حتى من خارجه، و تزايد الطلب عليها. في الواقع تميزت تصاميمي بلمسة خاصة بفضل التطريز الذي أدخلته عليها.
متى بدأ مشوارك كمؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
في الحقيقة لم أخطط بتاتا لهذا الأمر. كل ما هنالك أنني بدأت أتقاسم مع الأصدقاء و أفراد من العائلة صورا و مقاطع فيديو أثناء الخرجات التي أقوم بها رفقة أسرتي و مع ابنتي خلال رحلات و أسفار، إلى أن أصبحت أتلقى طلبات من أشخاص ليست لي بهم معرفة بشكل شخصي، يطلبون مني نصائح كلما جاؤوا إلى مراكش، عن فضاءات جميلة يمكنهم أن يرتادوها؛ إذ كلما دخلت إلى صفحتي أجد رسائل من نوع “لمياء أنا قادم إلى مراكش رفقة عائلتي دليني على مطعم جميل يمكنني أن أتناول فيه وجبة الغذاء..“، أو “لمياء أرغب في الاحتفال بعيد ميلادي أين يمكنني أن أتوجه؟“.. بعد ذلك قلت في نفسي لما لا أخصص صفحة للأزياء و القفطان المغربي و صفحة أخرى لتبادل الصور ومقاطع الفيديو و التجربة.
كيف استطعت تطوير الصفحة الخاصة بتبادل الصور و الفيديوهات؟ هل كان ذلك بالاعتماد على جهة مختصة؟
نعم أكيد. لست وحدي من يدير الصفحة. في البداية استشرت مع أشخاص متخصصين في مجال التسويق “Marketing”، طبعا هم يقدمون لي النصائح التي أحتاجها و أنا أقدم المنتوج بالشكل الذي يرضيني و يعطيني لمسة خاصة بي لا تشبه باقي صفحات المؤثرين و المؤثرات.
ما الذي يعنيه لك أن تتقاسمي تفاصيل يومك مع أشخاص لا تعرفينهم؟
في الواقع لم أخطط لذلك، كما أخبرتك سابقا. كل ما هنالك أنني أفكر أن هناك أشياء قمت بها أو أماكن اكتشفتها و وجدت رغبة في تقاسمها مع الناس من أجل المتعة و الإفادة، ومن هنا أصبح الناس يتابعونني على صفحتي، و أصبحت مطالبة بإعطاء كل يوم الجديد الذي لا يخلو من إفادة بطبيعة الحال. قد أعثر أحيانا على ملابس للأطفال جميلة و بثمن مناسب و قد أرتاد مكانا لم يسبق لي أن ارتدته و أجد أنه رائع، ثم أتقاسمه مع الناس لكي يكتشفوه و يستمتعوا مثل ما وقع معي بالضبط، ومن هنا أصبحت مؤثرة دون أن يكون أي توجيه لهذه المسألة.
ألم تجدي اعتراضا من طرف المقربين منك؟ هل ينتقدون مثلا كونك تتقاسمين تفاصيل من حياتك اليومية مع أشخاص غرباء؟
لا أبدا بالعكس. وجدت الكثير من الدعم و المساندة من قبل العائلة. كما أنني تربيت في وسط يدفعك لكي تتحملي مسؤولية جميع اختياراتك في الحياة. نعم هناك النصائح كأن يقول لي أقربائي مثلا : هذا اللباس غير مناسب لك أو كنت بدون ماكياج أجمل و نفضل أن تبقي على طبيعتك.. لكن أن يعترضوا على ما أقوم به، فلم يسبق لأحدهم أن أبدى رفضه للصفحة.
متى لاحظت أن هناك آلاف الأشخاص يتابعونك على صفحتك بالأنستغرام؟
في البداية كان هناك اشخاص يتابعونني كمصممة، أي أنهم يهتمون بالملابس التقليدية التي أنشر تصاميمها على صفحتي، وهم ليسوا بالضرورة أشخاص يهتمون بي كإنسانة، لكن مع تقاسم الصور و مقاطع الفيدو و بالاستشارة مع أشخاص متخصصين بدأ الناس يهتمون لما أقدم لهم من صور و تفاصيل عن يومياتي و بدأوا يدخلون على صفحتي الخاصة.
كم استغرق الأمر من الوقت لتصبحي مؤثرة و كم وصلت من المتابعين؟
منذ ثلاث سنوات تقريبا بدأت الصفحة تلقى إقبالا وتتبعا من طرف الناس. اليوم يتابعني 123 ألف شخص على صفحتي بالانستغرام.
كيف ترين هذه الظاهرة التي تتعلق بانتشار مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي؟
بالنسبة لي فهذا ليس هو عملي الرئيسي. أنا مصممة أزياء تقليدية، أما فيما يتعلق بالتأثير فقد جاء بشكل تلقائي دون تخطيط مسبق، و أمارسه بدافع الاستمتاع فقط. أحب أن أتقاسم مع الناس صوري و تفاصيل من يومياتي، لكن شرط أن تكون إفادة. هناك العديد من المؤثرات اللواتي استطعن ان يحققن شهرة كبيرة و يتابعهن أشخاص بالآلاف، من أمثال منية الصنهاجي و صوفيا بلكامل و دوجا بلخياط وغيرهن كثيرات،أصبح الآلاف يتابعوهن على صفحاتهن، لكل واحدة منهن أسلوبها الخاص الذي يميزها عن الأخريات.
ما هو ردك على الذين ينتقدون المحتوى الذي يقدمه بعض المؤثرين خاصة المؤثرات و يرون أنه تافه؟
يجب أن نعترف بأن إدارة صفحة و التأثير على الناس و كسب المتابعين هي مهنة شاقة، ليس كما تصورها الناس، و ليس من السهل على أي أحد أن ينجح في أن يصبح مؤثرا. ما لا يعرفه الناس هو أن هناك مجهود كبير خلف الكاميرا يقوم به المؤثر أو المؤثرة يتطلب مهارة عالية و تكاليف. أغلب المؤثرين الناجحين اليوم هم أشخاص لهم دبلومات مهمة في التسويق و في فن التواصل وهي مهارات تم استثمارها بشكل جيد لكي يصلوا إلى أهدافهم.
من تصاميم لمياء الصقلي