نساء شغوفات بتصوير الحياة البرية..
مغربيات
هن خمس نساء جمعهن الشغف بتصوير الحياة البرية، فحملن آلات التصوير و انطلقن جائلات في البراري يقتفين أثر الطيور و الكائنات البرية. لكل واحدة منهن تجربتها الخاصة و لمستها الفنية المتفردة التي تميزها، حتى أن الصور التي تلتقطنها باتت تحمل توقيع صاحبتها من دون النظر لاسمها عليها.
“مغربيات“ تواصلت مع نساء استثنائيات للحديث عن تجربتهن و شغفهن بفن تصوير الحياة البرية ..
ليلى بنشقرون : فنانة تشكيلية عاشقة لتصوير الحياة البرية
دخلت ليلى بنشقرون الفن الفوتوغرافي من باب الفن التشكيلي لكونهما متكاملين ولهما عدة نقط مشتركة كالظل و الإضاءة و الألوان و قاعدة التثليث ولهما هدف مشترك و هو نقل قيم الجمال و الرفع من الذوق الفني لدى المشاهد.
انخراطها في الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية شكل لها دعما قويا في تطوير قدراتها و مهاراتها في فن التصوير، مع اكتشاف كمهائل من التنوع البيولوجي الذي تزخر به بلادنا و التي تتميز بأشكال و ألوان متناسقة ومتناغمة كان مصدر إلهام بالنسبة لها، إضافة إلىمزايا أخرى كالإحساس بالمتعة و التغلب على التوترات اليومية و بلوغ الراحة النفسية و تنمية القدرة على التركيز و المساهمة في تكريسالثقافة البصرية بالمغرب.
حليمة بوصديق : استاذة علوم الحياة و الأرض الشغوفة بتصوير الطيور
تعتبر حليمة بوصديق أول امرأة مغربية اقتحمت عالم تصوير الحياة البرية لثوثيقها للحيوانات و النباتات بمختلف ربوع وطنها ثم بمختلف الدول المعروفة بغناها من حيث التنوع الإحيائي كالسينغال ( المنتزه الوطني دجودج Djoujj ) و الهند ( المنتزه الوطني : keoladeo Bharathpur) و موريتانيا ( المنتزه الوطني Diawling) و فرنسا ( Camargue ) و كينيا ( ماساي مارا) .
شغوفة بتصوير الطيور على الأخص حيث تجد فيها متعة كبيرة لتنوعها و اختلافها من موطن الى آخر. اخذت على عاتقها توظيف فن الصورة لأجل نشر قيم الجمال و محاربة الامية البصرية و نشر الوعي بضرورة احترام البيئة و الانخراط في المحافظة عليها، من خلال برامج الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية التي تترأسها، بعد مسار طويل في مجال تنشيط الاندية البيئية بالمؤسسات التعليمية منذ الثمانينات. تصبو و بكل حزم للتعريف بالاوساط الطبيعية بالمغرب و كذا الأنواع الحيوانية و النياتية التي تستوطنه.
سعيدة بونا : أستاذة التربية البدنية التي عشقت فن التصوير
هي المكناسية النشأة التي انتقلت للعيش في مختلف مدن المغرب، مما جعلها تنفتح على التنوع الثقافي و الجغرافي الذي تتميز به كل منطقة و تتشبع بثقافة احترام الاختلاف، كونها أستاذة للتربية البدنية والرياضية لم يمنعها ذلك من التطلع إلى عوالم أخرى، من أهمها اهتمامها بالعلوم الطبيعية و بتربية تلامذتها على احترام البيئة. انخرطت في عدة جمعيات لها أهداف منسجمة معمبادئها. و كانت أولى بداياتها في مجال التصوير الفوتوغرافي تعود لسنة 2005 ، عندما تلقت آلة تصوير رقمية صغيرة الحجم كهدية،حيث كانت لا تفارقها لتخليد سويعات الفرح خلال التجمعات العائلية، أو مناظر طبيعية خلال زياراتها للأوساط الطبيعية، و قد انصب اهتمامها بالتنوع البيولوجي بعد انخراطها بالجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية التي تشغل مهمة التنسيق بها، بوحدة مراكش آسفي ونذرت صورها لأجل خدمة وطنها عبر جمالية الصورة و لغتها التي لا تخطئ الهدف.
وفاء المهدي : من تصوير “التبوريدة“ إلى الحياة البرية
وفاء المهدي فنانة مرهفة الإحساس تتحف متتبعيها بمناظر طبيعية قل نظيرها و تُعَرف بما يزخر به المغرب من خيرات من خلال عدستها الرائقة. تطل علينا عبر روعة المجنحات التي شغفت بها منذ انضمامها للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية في أبريل 2019 ، فتنقل لنا بصدق جمال أنواعها و أهميتها في التنوع البيولوجي بالمغرب. فنانتنا من مواليد مدينة الدار البيضاء المغربية، حاصلة على إجازة في الأدب الفرنسي و مدرسة للغة الفرنسية بمدينة فاس. مصورة هاوية منذ سنوات وعضوة بالمكتب الوطني للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية, تعلمت القواعد الأولى للتصوير منذ نعومة أظفارها على يد أبيها الفنان المصور الأكاديمي، المهدي عبد الله، من مؤسسي أول جمعية للفن الفوتوغرافي بالمغرب في ثمانينيات القرن الماضي، ثم صقلت موهبتها بالممارسة و استفادت من قنوات التعلم التي توفرها قنوات التواصل الاجتماعي في هذا المجال. بدايتها في التصوير كانت مع محاور الطبيعة التي تعشقها بكل تجلياتها، ومع تراث متجدد في التاريخ وهو فن التبوريدة الذي يشهد على نخوة و أصالة الفارس المغربي.
شاركت وفاء المهدي في عدة معارض حقيقية و افتراضية مع مجموعة من المصورين المغاربة و بصمت المراحل السبعة من المعارض التي أقامتها الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية في مختلف ربوع المملكة ببصمة خاصة و متميزة.
أنيسة الخطابي : عاشقة التصوير و موثقة جمعية مصوري الحياة البرية
للفنانة المتميزة أنيسة الخطابي مسيرة حافلة بالعطاء، فهي أستاذة علوم الحياة و الأرض المتفانية في خدمة تلامذتها و تأدية واجبها على أحسن وجه و عضو نشيط بالجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية، وحدة الشمال و الغرب. تكوينها العلمي هو مصدر شغفها بالطيور، التي تقضي معظم أوقات فراغها بملاحظتها وتوثيقها مهتمة بالدرجة الأولى بالجانب العلمي. وهي بذلك تسدي خدمة جليلة للجمعية فيما يخص التعريف بالأنواع وسلوكياتها. انكبت الفنانة انيسة منذ سنوات على توثيق الأنواع من المجنحات خصوصا بواد مارتيل و الواد المالح حيث وثقت أنواعا نادرة بهذين الموقعين و تتبعت مراحل حياة العديد من الطيور بهذه المناطق الرطبة.
.