ما أعظم الكتابة!
بقلم فوزية التدري
عندما بدأت أقرأ وأنا يافعة أتطلع نحو العالم وأبحث عن أجوبة لأسئلة بدأت تدق رأسي ، كنت أقرأ كل ما أصادفه بمكتبة أخي الأكبر أو عند الأهل والأصدقاء حتى لو لم أفهم كثيرا محتوى تلك الكتب.
لا زلت أذكر جيدا كم كانت فرحتي كبيرة ، عندما أهداني أخي مجموعة قصصية لمكسيم غوركي حصل عليها وقتها من ميناء آسفي! كانت المجموعة رائعة ، من خلال شخصية” كونوفالوف ” تعرفت على بؤس الإنسان الروسي في ذلك العهد. قرأت عن الثلج والفقر والخمر الرخيص والبطالة والعمل بأجر زهيد وعن الحب المستحيل مع بؤس الواقع. أذكر جيدا أنني أعدت قراءة القصة أكثر من مرة وندمت كثيرا عندما أعرت الكتاب لصديقة لم ترجعه لي، ليس بخلا مني ، بل لأنني كنت أجد في الكتاب نوافذ واسعة على عالم بعيد ، يحكى بحروف من ذهب ونار.
كلما قرأت لكاتب أجنبي ، يراودني سؤال ساذج وفي نفس الوقت عميق : هل يعلم الكاتب بأنني أقرأ له من بلد بعيد ؟