مليكة الزراف أول أمرأة تقتحم مهنة “الطاكسي” بإقليم الحوز

مغربيات

في سابقة هي الأولى من نوعها توجهت مليكة الزراف نحو امتهان سياقة “التاكسي” من الحجم الكبير بمدينة تاحناوت بإقليم الحوز. مهنة ظلت لوقت طويل حكرا على الرجال، حيث لأول مرة سيكون لساكنة  تاحناوات موعد مع رحلة على متن سيارة أجرة كبيرة متوجهة نحر مراكش تقودها امرأة.

قبل أيام قليلة، أُقيم حفل بالمناسبة حضره مسؤولون من السلطات المحلية بالإقليم، حيث سلمت مفاتيح السيارة لمليكة التي بدت سعيدة للغاية وهي أخيرا تحقق أمنية راودتها لسنوات دون أن تمتلك الشجاعة و الجرأة الكافيتين من قبل لخوض هذه التجربة الفريدة.

عن هذه الخطوة مغربيات تواصلت مع مليكة الزراف (أم لثلاثة أطفال) للحديث عن أمنية قديمة تحققت لديها و عن كل التحديات التي تنتظرها في هذه المهنة..

منذ فترة توجهت مليكة المنحدرة من جماعة اوريكا صوب عمالة إقليم تاحناوت لوضع طلب للحصول على ترخيص يسمح لها بسياقة سيارة أجرة كبيرة، وهو ما تمت الاستجابة له كسابقة تعد الأولى بالإقليم بالنسبة لسائقة امرأة، حيث أقيم حفل بالمناسبة حضره مسؤولون بالمدينة و فاعلون ونشطاء اجتماعيون بالإقليم. تقول مليكة الزراف لمغربيات : شغفي بالسياقة هو ما دفعني للتفكير في امتهانها. لاقيت تشجيعا من كل أفراد عائلتي و صديقاتي اللواتي كن دائما يدفعنني للتفكير في الأمر، من خلال الثناء على تمكني من السياقة وحبي لها، وقلت لِمَ لا أخوض هذه التجربة كسائقة مهنية لسيارة الأجرة على غرار الرجال من أبناء جنسي“.

وعن الصعوبات و التحديات التي واجهتها تؤكد مليكة : في الحقيقة لم تكن هناك صعوبات تذكر، بالعكس، بالنسبة لزوجي فقد كان واحدا من الذين دعموني و شجعوني لخوض هذه المغامرة، وفعلا وجدته بجانبي في كل الخطوات سواء التي سبقت هذه المرحلة  أو حتى أثناءها، يشجعني و يدفع بي حتى لا أتراجع أو أخاف من التجربة.

أما بالنسبة لما يردده البعض من أن سائق التاكسي لا يعرف أية أقدار يمكنها أن تسوق له بعض الأشخاص الذين قد يكونوا غير لطفاء فتوضح مليكة : ” هناك شخص يدعى الكورتييعمل في المحطة التي تكون منها نقطة الانطلاق و نقطة الوصول. هذا الشخص هو من يقوم بتأمين الرحلة، سواء من خلال اختيار الأشخاص الذين سيرافقون السائق من جهة، أو عبر تأمين ثمن الرحلة من جهة أخرى، وهذا الأمر يجعل السائق عموما يقوم برحلته وهو مرتاح تماما دون خوف أو ارتياب.

رغم كل ما يقال و يقع في هذه المهنة من مخاطر قد تصاحب رحلة غير آمنة في بعض الأحيان، إلا أن ذلك لم ينتقص من عزيمة مليكة أو يدفعها للتراجع عن مزاولة مهنة أحبتها و آمنت بها، حيث تقول : الحمد لله لحد الآن كل الذين رافقوني سواء من تحناوت إلى غاية مراكش، أو العكس، أثنوا على هذه الخطوة و شجعوني، و تعاملوا معي بكل احترام وتقدير، و لم يسبق لي، طيلة الرحلات التي قمت بها، أن سجلت أي تجاوز من طرف أحدهم بتاتا.

تقطع مليكة مسافة تزيد عن 30 كيلومتر في كل رحلة تقوم بها من مدينة تحناوت إلى غاية حي سيدي ميمون بمراكش، لتعود في رحلة جديدة من مراكش إلى تاحناوت، وكلها أمل في أن تنجح في هذه التجربة التي دخلتها بحب و وفاء للسياقة التي تعشقها، كما تتمنى أن تكون الوجه المشرف لنساء منطقة الحوز.

About Post Author