نجاة مختار..ابنة تاونات التي وصلت للوكالة الدولية للطاقة الذرية
مغربيات : حميد الأبيض
الترقي لأعلى درجات التفوق قد يكون في متناول كل إنسان طموح يرسم خارطة طريق نجاحه، وبدرجة أقل لمن تعثر ظروفه الاجتماعية طموحه في غياب إمكانيات كافية لبلورته. لكن ذلك لا يمنع من وجود الاستثناء لأشخاص نبتوا من تربة الفقر وتسلقوا سلالم التفوق حتى اعتلوا أعلى الدرجات فيها.
نجاة مختار ابنة قرية “با محمد” بإقليم تاونات، واحدة من هؤلاء الذين تفوق طموحهم على ظروفهم. عاشت حيث حظوظ الإفلات من قبضة الفقر والأمية ضئيلة، وكابدت إلى أن أصبحت الٱن أول سيدة أفريقية وعربية تتقلد منصب نائبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، منصب بوأها مكانة علمية وعالمية استحقت عليها تكريمات اعترافا بما حققته، و كان ٱخرها في فيينا وفي ليلة تكريم رائدات مغربيات بالرباط.
نجاة ليست أول مغربية أو مغربي يتقلد هذا المنصب، بل سبقها ابن الإقليم نفسه، الخمار المرابط ابن مولاي بوشتى الخمار المستشار البرلماني الحالي عن الأصالة والمعاصرة. لكن لتكليفها بالمهمة، طعم خاص باعتبارها امرأة مغربية نبتت موهبتها من تربة جافة، لكن أصيلة أصالة قبائل شراكة، بلد الفلاحة والتفوق كما كل شبر بهذا الإقليم الذي ليس غريبا عنه إنجاب النوابغ.
في الفاتح من يناير قبل 3 سنوات عينت نجاة نائبة للمدير العام بهذه الوكالة ورئيسة لإدارة العلوم والتطبيقات النووية، بعد مدة قصيرة من شغلها منصب مديرة شعبة آسيا والمحيط الهادئ في إدارة التعاون التقني. هذا المنصب جاء بعد تعيينها مسؤولة تقنية في الوكالة طيلة 6 سنوات بدءاً من سنة 2001، بعد مسار علمي حافل استحقت إثره تبوأ أعلى الدرجات في هذه الوكالة الشاهدة على نبوغ مغاربة قبلها.
الخبيرة نجاة مختار حاصلة على درجة دكتوراه في التغذية وعلم الغدد الصماء من جامعة “لافال“ الكندية ودرجة “دكتوراه في علوم الأغذية من جامعة “ديجون“ الفرنسية، قبل أن تتم تدريبا بعد ذلك في إطار زمالة مؤسسة “فولبرايت بجامعة “جونز هوبكنز“ بالولايات المتحدة الأمريكية. هذه المؤهلات فتحت لها ٱفاقا واسعة لتشغل مناصب مهمة أولها بدءاً من سنة 2010 تاريخ تعيينها في منصب مديرة العلوم والتقنيات بالمغرب، وبعدها في منصب مديرة العلوم والتقنيات في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات في المغرب، إذ تولت مهمة تنسيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم والبحوث.
وبدءاً من سنة 2012 وطيلة سنتين ستشغل منصب رئيسة قسم الدراسات البيئية المتعلقة بالتغذية والصحة في شعبة الصحة البشرية، لتنضاف المهمة لعملها طيلة أكثر من عقدين أستاذة جامعية ومديرة للبحوث في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، دون أن يتوقف طموحها عند هذا الحد، ولا حتى بتعيينها نائبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، منذ 3 سنوات خلت، لتصبح واحدة من الأدمغة والكفاءات المغربية في المهجر التي تنحدر من إقليم تاونات وتواصل مسلسل تألقها في عدد من المجالات خاصة العلمية.