“الجمعية النسائية لريادة الأعمال” بمراكش تدعو النساء المقاولات للانخراط في برنامج “Techwomen”
مغربيات
نظمت الجمعية النسائية لريادة الأعمال لقاءا تواصليا لفائدة نساء مقاولات في مجال العلوم و الهندسة و التكنولوجيا، صباح أمس السبت، بمركز الأعمال الناشئة emerging Business factory”” بمراكش، بشراكة مع السفارة الأمريكية بالرباط.
حضرت هذا اللقاء نساء مقاولات في مجال العلوم و التكنولوجيا من أجل الاستفادة من برنامج الجمعية الأمريكية “Techwomen” الذي يهدف إلى تمكين ودعم الجيل القادم من القيادات النسائية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، من خلال تزويدهن بإمكانية الوصول والفرص اللازمة للنهوض بمهنهن و مقاولاتهن.
و قد شكل اللقاء فرصة مهمة لهن للالتقاء برائدات في المجال سبق لهن أن كن مستفيدات من برنامج ” Techwomen” عبر السفر إلى الولايات المتحدة الامريكية لمدة خمسة أسابيع، تلقين خلالها تكوينات مكثفة لدى مؤسسات في مجال اشتغالهن وتخصصهن، كما كانت لهن فرصة زيارة الشركات العالمية الكبرى في مجال الرقمنة “ديجيتال“(غوغل، مايكروسوفت..) وغيرها من الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.
و بالمناسبة قالت كريمة بوطالب رئيسة الجمعية النسائية لريادة الأعمال إن الجمعية اعتمدت في مرحلة أولى من تأسيسها شعار “عندها ما تقول“، مشيرة إلى أن النساء متواجدات في كل المجالات، حتى التي ظلت لوقت طويل حكرا على الرجال، و التي استطاعت النساء اقتحامها.
كما أعربت عن أسفها لكون المرأة تساهم بشكل فعال وقوي في النهوض بقطاع التكنولوجيا و غيره من القطاعات الحيوية، لكن الأرقام من حيث تمثيلية النساء تقول عكس ذلك بجهة مراكش آسفي، حيث يبقى المجهود الذي تبذله المقاولات بدون أي قيمة، وهو ما دفع العديد من المقاولات في ريادة الأعمال لتأسيس هذه الجمعية من أجل احتضان كل الكفاءات النسائية التي تطمح لتحقيق طموحاتها من خلال تشجيعهن و احتضانهن وتوفير كل السبل لدعمهن و مواكبتهن، وهو ما جعل الجمعية تفكر في تنظيم هذا اللقاء التواصلي الذي سيعطي فرصة لبعض النساء في مجال التكنولوجيا و العلوم و الرياضيات و الهندسة للاستفادة من هذا البرنامج.
و أضافت بوطالب أن الجمعية التي تراسها ترتكز على ثلاث محاور أساسية، يتمثل الأول في الدور التحسيسي و الذي يهدف إلى دعم النساء في التعرف على إمكاناتهن الذاتية من أجل خوض غمار تجربة المقاولة، أما المحور الثاني فيشمل التكوين، عبر تنظيم لقاءات وتدريبات مكثفة تمكنهن من إطلاق مشاريعهن الخاصة، ثم يأتي محور مواكبة المقاولات في تثبيت مشاريعهن و العمل على تطويرها.
وعن كيفية تحقيق هذه المحاور التي ترتكز عليها الجمعية، قالت المتحدثة إنهن اعتمدن على برامج سريعة و فعالة و ذات مردودية ناجعة، و من هنا جاء التفكير في برنامج ” Techwomen” الذي يستجيب لهذا الهدف، و الذي سيشكل فرصة سانحة للعديد من النساء من أجل تطوير كفاءاتهن و تقاسم خبراتهن مع نساء أخريات بعد الاستفادة من هذا البرنامج الذي يمتد لخمسة أسابيع بالولايات المتحدة الأمريكية.
كريمة بوطالب
وبدورها تحدثت سلمى الغرابي رئيسة شركة Business innovation”” “الابتكار في مجال الأعمال” المتخصصة في رقمنة المؤسسات و الشركات، عن تجربتها مع “techwomen” التي استفادت منها سنة 2019 ، وكانت آنذاك في الثامنة و العشرين من عمرها، و التي مكنتها من الانفتاح على تجارب رائدة في مجال التكنولوجيا و الرقمنة، من خلال اللقاء بخبراء دوليين في المجال، كما مكنتها من الانفتاح على ثقافات أخرى و تقبل الآخر المختلف، سيما و أن البرنامج موجه لنساء من إفريقيا ووسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط، مؤكدة أن المستفيدات اللواتي رافقنها تعرفن على تجارب نساء أخريات من بلدان مختلفة ، كما أشارت إلى أن مثل هذه التجارب من شأنها أن تساهم في دعم النساء اللواتي يرغبن في تطوير مهاراتهن في المجال.
و أوضحت أن الدافع إلى خوض غمار هذه التجربة التي ظلت تؤجلها كل سنة بسبب ظروف خاصة، كان هو المساهمة في تقدم وطنها المغرب و الذي شكل حافزا مهما للانخراط في تجربة بَصَمتْ مسارها المهني، معربة عن رغبتها في تقاسم تجربتها وخبرتها مع نساء أخريات.
و أكدت الغرابي على أن هذه التجربة جعلتها تقف على حقائق لم تكن تعرفها من قبل وهي صورة النساء العربيات أو اللواتي ينتمين لحوض البحر الأبيض المتوسط لدى الأميركيات، و اللواتي يرين فيهن قويات و قادرات على انتزاع حقوقهن، عكسهن، كما أن الفارق في الأجور بين الرجال و النساء هناك كبير جدا، في حين أن المرأة المغربية لها نفس الأجر الذي يتلقاه الرجل في نفس المنصب، اللهم استثناءات قليلة.
سلمى الغرابي
من جهتها أكدت سلمى العماني أستاذة الهندسة الكهربائية و الطاقات المتجددة بجامعة ابن زهر بورزازات أن تجربة “Techwomen”التي خاضتها في مرحلة مبكرة من حياتها سنة 2013، بإمكانها أن تغير حياة النساء إلى الأفضل، عبر منحهن خبرة ليس من السهل اكتسابها في مدة لا تتعدى خمسة أشهر، بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
و عن بداية تعرفها على هذه الجمعية، قالت المتحدثة إن ذلك كان سنة 2011، حين كانت تشتغل كاستاذة مساعدة بجامعة ابن زهربورزازات، لتلتقي بإحدى الأمريكيات التي قدمت عن طريق السفارة الامريكية بالرباط كأستاذة لتدريس اللغة الإنجليزية بنفس الجامعة لمدة سنة ونصف. وبعد تبادل الحديث بينهما سألتها الأستاذة الامركية إن كانت ترغب في الاستفادة من برنامج يسمى “techwomen” في نسخته الثالثة، حيث كان ينظم سنويا في مجال العلوم و الرياضيات و التكنولوجيا، و البرنامج سيسمح بقضاء شهر كامل داخل مؤسسة أو شركة تشتغل في نفس مجال تخصصها، فيما عشرة أيام الأخرى ستقضيها في واشنطن العاصمة، لتتحمس للفكرة خاصة و أن الجمعية ستتكلف بجميع مصاريف الإيواء و الأكل و الشرب و التنقل.
وأضافت العماني أن شروط الاستفادة ترتكز على تهييء مشروع في مجال التخصص و تقديمه للجنة متخصصة، تنتقي المرشحات، ثم بعد ذلك تخضع المرشحة لاختبار شفوي لمعرفة مدى التمكن من اللغة الإنجليزية و الحديث عن المشروع المقدم، مستحضرة تجربتها حين توصلت برسالة تخبرها بأنه تم قبول طلبها، لتسافر في أكتوبر 2013 إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتقضي شهرا داخل شركة متخصصة في الهندسة الكهربائية و الطاقات المتجددة.
ودعت المتحدثة النساء الحاضرات إلى الاستفادة من هذه التجربة لأنها حتما ستغير مسارهن إلى الأفضل، كما أنها ستتيح لهن فرصة لتقاسم الخبرة التي سيكتسبها بعد العودة مع نساء أخريات.
سلمى العماني
جانب من الحضور
وقالت فاطمة الزهراء المكي العلوي مهندسة دولة في الميكانيك وواحدة من الراغبات في الاستفادة من برنامج “Tchwomen” ل”مغربيات” : “حصلت على دبلوم الهندسة سنة 2017 و عملت بإحدى الشركات، لكن للأسف مع جائحة كورونا وجدت نفسي عاطلة عن العمل، و من تم فكرت في إنشاء مقاولتي الخاصة، من أجل استثمار كفاءتي و تجربتي المهنية، متخصصة في التصميم ثلاثي الأبعاد “conception 3D” التي تتيح صناعة الأطراف الاصطناعية و قطع غيار و أطقم أسنان، بشكل عام أدوات يحتاجها العديد من الأبناء من مختلف المهن. جئت اليوم لهذا اللقاء التواصلي للاستفادة من برنامج “Tchwomen” من أجل إغناء تجربتي و تطوير خبرتي، و من أجل الانفتاح على تجارب رائدة في المجال تمكنني من تطوير مشروعي، وكذلك لرغبتي في التواصل مع نساء أخريات رائدات في المجال الذي اخترت العمل فيه.