مولاي الصديق الرباج.. أستاذ جعل تلاميذ مراكش يحتفون بالكتاب
مغربيات
في 25 من دجنبر الجاري، سيكون لتلاميذ العديد من المؤسسات التعلمية بمراكش موعد مع الكاتبة و الصحفية لبنى السراج، من أجل مناقشة روايتها الأخيرة “شريطة أن يكون بمزاج جيد“ “pourvu qu il soit de Bonne humeur” وهي الرواية التي صدرت طبعتها الثالثة عن دار النشر “أو ديابل فوفير“ لسنة 2021، كما فازت بجائزة “اورانج للكتاب“ في إفريقيا في نفس السنة (2021) ، المنظمة من طرف مؤسسة “اورانج” بشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي.
مناسبة هذا اللقاء هو فوز الرواية الأخيرة للكاتبة لبنى السراج باختيار التلاميذ لها من بين ست روايات لكتاب آخرين، دأب نادي القراءة الذي أنشأه أستاذ اللغة الفرنسية مولاي الصديق الرباج، بمعية مجموعة من الأساتذة بعدد من المؤسسات التعليمية بمراكش، لتشجيع وحث التلاميذ و التلميذات على القراءة.
المبادرة التي صدرت، بداية، عن الأستاذ الرباج دفعته للتفكير في خلق نادي للقراءة لفائدة تلاميذ المؤسسة التي يشتغل بها بحي المسيرة بمراكش، قبل أن تعمم المبادرة وتشمل العديد من المؤسسات التعليمية الأخرى بمدينة مراكش.
وقال مولاي الصديق الرباج صاحب المبادرة ل“مغربيات“ : إنه على امتداد السنوات التي عملت فيها كأستاذ للغة الفرنسية لاحظت أن التلاميذ لا يبدون أي حماس تجاه النصوص أو الروايات التي تعتمدها الوزارة في المقرر الدراسي، في المستويات الثلاث للتعليم الثانوي، لأنها لا تتماشى و محيطهم السوسيوثقافي، فهي إما نصوص فرنسية تعود للقرن الثامن عشر أو ما قبل ذلك، و إما روايات لكتاب مغاربة يكتبون باللغة الفرنسية و تحكي عن أحداث وقعت في العشرينيات من القرن الماضي رغم كونها نشرت في الخمسينيات من نفس القرن (مثل “صندوق العجب“ لأحمد الصفريوي)، وهو ما دفعني للتفكير في أختيا نصوص قادرة على أن تستفزهم وتثير فيهم الفضول المعرفي و الرغبة في المناقشة، خاصة حين يتعلق الأمر بنصوص ذات راهنية بالواقع المغربي وتحديدا واقعهم.
و عن اللجنة المكلفة باقتناء الكتب التي يصوت التلاميذ، بعد قراءتها، للكتاب الذي وقع عليه اختيارهم ، أوضح الرباج أن هذه الأخيرة مكونة من أساتذة اللغة الفرنسية و بعض التلاميذ القدامى الذين التحقوا بالتعليم العالي وظلت تربطهم علاقة متينة بالنادي. يقوم أعضاء اللجنة بقراءة كل الإصدارات الجديدة للسنة، معتمدين على إمكانياتهم الشخصية وبعض المساعدات من جمعية آباء و أولياء التلاميذ و بعض مديري المؤسسات، لاقتناء الكتب المنتقاة و توزيعها على تلاميذ النادي للتصويت للكتاب الفائز.
و أكد مولاي الصديق الرباج أن المبادرة لاقت تعاونا من قبل بعض الناشرين الذين لم يترددوا في إرسال بعض الكتب مجانا لتشجيع التلاميذ، فيما يقوم الأساتذة بالاعتماد على إمكاناتهم الذاتية أحيانا لاقتناء نسخ وتوزيعها على كل التلاميذ الذين يصل عددهم اليوم ل200 تلميذ وتلميذة، فيما بلغ عدد التلاميذ المشاركين في النادي برسم السنة الماضية 100 تلميذ و تلميذة على مستوى الثانوية التي يدرس بها مولاي الصديق الرباج
وعن المعايير التي تعتمدها اللجنة في اختيار تلك الكتب قال الرباج ينبغي ألا تخرج عن الإطار التربوي الذي يتماشى مع مستوى التلاميذ، بعيدا عن كتب الاغراء أو ما شابه، حيث يتم تحفيزهم على القراءة بتخصيص ساعة واحدة في اليوم قبل النوم، وهو ما يدفعهم للانتهاء من قراءة الكتاب الواحد في ظرف أسبوعين تقريبا أو أقل أحيانا، حسب استعداد كل تلميذ.
للإشارة فإن مولاي الصديق الرباج بالإضافة لكونه أستاذا للغة الفرنسية بثانوية صلاح الدين الأيوبي بمراكش فهو كاتب كذلك حيث صدرت له مجموعة من الروايات باللغة الفرنسية منها “المصارع” سنة 2015 و “مختلف” سنة 2021 عن دار النشر “الفنك“و التي تعد سادس عمل روائي له بإلإضافة إلى مجموعات قصصية.