6 فائزات و 3 فائزين بجائزة أستاذ (ة) السنة في نسختها الثالثة في حفل حضره الوزير بنموسى

مغربيات

ذكر شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة أن المشاريع التي تقدم بها المشاركون و المشاركات من الفئات الثلاث في الدورة الثالثة لجائزة أستاذ (ة) السنة، تنم عن روح إبداعية في اختيار الأفكار و تحويلها إلى مشاريع عملية تساعد المتعلم على اكتساب معارف جديدة أو التغلب على صعوبات في التعلم.

و أضاف الوزير، خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزات و الفائزين بجائزة أستاذ (ة) السنة في نسختها الثالثة الذي نظمته وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، بشراكة مع مؤسسة الزهيد و بتنسيق مع جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، مساء أمس السبت بمراكش، أن مثل هذه المبادرات سيكون لها وقع إيجابي وكبير الفائدة على التعلمات و الارتقاء بالمنظومة التعليمية.

الوزير شكيب بنموسى

من جهتها قالت سعاد الزهيد نائبة رئيسة مؤسسة الزهيد في كلمة ألقتها بالمناسبة إن المؤسسة تستمد حماسها من انخراط رجال و نساء التعليم في هذه الجائزة، منذ انطلاقها سنة 2019، مشيرة إلى أن التحفيز متبادل، حيث أن هذا الحدث يعني كل المهتمين.

وذكرت الزهيد بكون الجائزة انطلقت إقليميا، ثم جهويا فوطنيا، حيث أضحت ذات أهمية تربوية، وذلك بفضل الأطر التربوية و الكفاءات المختلفة في مجال البيداغوجيا و الديدكتيك التي، تؤكد المتحدثة، على أنها آمنت بالجائزة و انخرطت فيها دون قيد أو شرط، منوهة بدعم الوزارة الوصية سواء من حيث الثقة التي منحتها للمشرفين عليها أو المواكبة، وكذا على الدور الهام الذي تلعبه جمعية أصدقاء المدرسة العمومية في دعم هذه المبادرة.

سعاد الزهيد

بدورها شددت ليلى بنسليمان رئيسة أصدقاء المدرسة العمومية على ضرورة الاشتغال على المدرسة و بناء الناشئة، مشيرة إلى أنه إذا كان التلوث و عدم الاشتغال على المجال البيئي يهدد بعض الكائنات بالانقراض، فإن إهمال المدرسة يهدد الكائن البشري بالانقراض.

و أبرزت بنسليمان أن الحديث عن المدرسة هو حديث عن أستاذ اليوم، مشيرة إلى ضرورة تقديم الشكر و العرفان لأطر التعليم الذين بذلوا قصارى جهدهم و وقتهم من أجل الناشئة، وكذلك لجن تحكيم الجائزة، فضلا عن مؤسسة الزهيد التي تعتبر مؤسسة مواطنة تتمتع بغيرة على المدرسة و على الوطن، و كذلك كريم قسي لحلو والي جهة مراكش ـ آسفي الذي واكب الجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى سنة 2019، إلى جانب الوزير شكيب بن موسى الذي دعم المشروع.

ليلى بنسليمان

وحصل على الجائزة الأولى للمدرس في نسختها الثالثة برسم سنة 2020 / 2021 في فئة التعليم الابتدائي العمومي خالد بيلا من أكاديمية جهة الدار البيضاء ـ سطات من مدرسة سيدي عبد الكريم إقليم سطات، فيما حصلت على الجائزة الثانية السعدية كرومي من أكاديمية مراكش ـ آسفي من مدرسة أبي هريرة مراكش، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب عبد الله وهبي من أكاديمية اكادير سوس ماسة.

و بالنسبة لمعاهد الترقية الاجتماعية و التعليمية، فقد حازت الجائزة الأولى فاطمة موسبق من أكاديمية بني ملال ـ خنيفرة و الجائزة الثانية جاءت من نصيب الحسين روال من أكاديمية بني ملال ـ خنيفرة ، فيما عادت الجائزة الثالثة لخديجة دادة من أكاديمية الرباط سلا ـ القنيطرة.

أما في صنف التربية الدامجة، فقد حصلت على الجائزة الأولى صفية الإفريقي من أكاديمية الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فيما عادت الأكاديمية لجائزة الثانية لأسماء الزبيدي من أكاديمية مراكش ـ آسفي، في حين جاءت الجائزة الثالثة من نصيب أمينة الداودي من أكاديمية الرباط ـ سلا ـ القنيطرة.

خالد بيلا الفائز بالجائزة الأولى برفقة الوزير بنموسى

محمد الزهيد يسلم إحدى الفائزات درع التكريم

وشارك في منافسات هذه الجائزة 135 أستاذة و أستاذا للتعليم الابتدائي العمومي ومعاهد التربية الاجتماعية و التعليمية و التربية الدامجة، قدموا خلالها مشاريع أقسام ذات الأثر الفعلي و المباشر على المتعلمين استهدفت أزيد من 5000 تلميذة و تلميذ.

وتأتي هذه المبادرة التي انطلقت نسختها الأولى سنة 2019 من إقليم الحوز، اعترافا و تشجيعا للمبادرات الرائدة في صفوف نساء و رجال التعليم و تشجيعا لهم و لتميزهم المهني، مجسدة بذلك التعاون بين المؤسسات التعليمية و فعاليات المجتمع المدني، من خلال رؤية مشتركة و تعاون بين الطرفين للارتقاء بالمؤسسات التعليمية.

وتخلل الحفل فقرات أثرت في الحاضرين، خاصة و أن أبطالها كانوا تلاميذ من المدرسة العمومية تفوقوا في تقديم فقرات غنية أبانت عن مستوى مميز في التحصيل و التعليم، مؤكدين أن المدرسة العمومية لازالت بخير و لازالت قادرة على إنتاج النخب التي يمكنها أن تقود البلاد في المستقبل.

ليلى بنسليمان برفقة الأطفال المشاركين

الطفل عمران يتحدث عن أهمية القراءة و الكتاب

و وجه فيليب ميريوالأستاذ الفرنسي في التربية و البيداغوجيا بجامعة “Lumiére ـ Lyon 2″ عبر رسالة بالصوت و الصورة لأطر التعليم المشاركة في الحفل، بعد أن تعذر عليه الحضور بدعوة من أصدقاء المدرسة العمومية، معتبرا أن منح جائزة التميز للأستاذ تعد مبادرة مميزة و هادفة، كونها من جهة تعبر عن أهمية المكانة التي يشغلها المدرس في المجتمع، حيث يسود الاعتقاد عادة بأن هذه الفئة هي أقل أهمية من السياسيين و الاقتصاديين و العسكريين وغيرهم، في حين أن المدرسين هم الأطر التي تصنع المستقبل.

و أكد الخبير الفرنسي على أن المدرسين و المدرسات ينبغي أن يفخروا بمهنتهم، ويكونوا واعين كذلك بأهميتها نظرا لأن مستقبل العالم بين أيديهم.

و أبرز الباحث أن هناك ثلاث أفكار أو منطلقات أساسية يرتكز عليها عمل المدرس، أولها هو النجاح في جعل القيم التي يتم تمريرها للمتعلمين مثل الحرية و التضامن سلوكا يوميا داخل الفصل، أما الفكرة الثانية فترتكز على أنه لينجح المدرس في خلق الانسجام بين القيم و الأفعال، يجب أن يكون ‪واضحا و مبتكرا‬، حيث من الضروري ابتكار بيداغوجيا، لأنه ببساطة المشاكل ليست متضمنة في النظريات، و الحلول يتم استنباطها انطلاقا من الوضعيات، أما الفكرة الثالثة فترتكز على عدم الانعزال، باعتبار أنه لا يمكن العمل على الابتكار و التخيل و التقييم، و الاحتفاظ بذلك دون تقاسمه مع الآخرين، و المدرس الجيد هو من يتقاسم ما توصل إليه من استنتاجات وحلول مع زملائه.

و اختتم الخبير رسالته التي وجهها للمشاركين من أطر التعليم أنه لا يوجد تلميذ مخفق و منذور للفشل، إذ لكل متعلم الحق في إبراز طاقته و بلوغ النجاح مهما كانت الظروف.

و شكل مشهد محمد البركي مدير مدرسة الأوادية بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة وهو يخفي دموعه عندما توجهت له ليلى بنسليمان رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية بالسؤال عن سبب حبه للتلاميذ، واحدا من أكثر المشاهد المؤثرة التي تم عرضها على الشاشة، و التي كانت واحدة من أقوى اللحظات التي أثارت مشاعر الحاضرين، خلال الحفل، حيث دأبت الجهة المنظمة للحفل على منح جائزة خفقة قلب، وهي الجائزة التي قالت ليلى بن سليمان بشأنها، أن الصدفة من قادتها رفقة شريكتها سعاد الزهيد إلى مدرسة الأوداية بالرباط، حيث تفاجئنا بالمستوى المدهش الذي توجد عليه المدرسة ما جعلهما مقتنعتين بكون هذه المؤسسة جعلت القلب يخفق بفضل وضعيتها المميزة، حيث حظي مديرها بجائزة خفقة قلب” ” Coup de Coeur”.

و أعرب محمد البركي عن اعتزازه بهذه الجائزة، داعيا نساء و رجال التعليم إلى عدم وضع الحواجز أمامهم، و فتح الأبواب ، حيث كل صعب يهون، فقط ينبغي التحلي بالعزيمة و الإرادة، مؤكدا أن نجاح مدرسة الأوداية يعود إلى روح الاشتغال وفقا لمبدأ الفريق.

محمد البركي الحائز على جائزة “خفقة قلب”

لحظة تكريم لمحمد البركي

على هامش الحفل تم توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة الوصية و مؤسسة الزهيد و جمعية أصدقاء المدرسة العمومية بشأن التنسيق و التنظيم لجائزة أستاذ (ة) السنة.

و في ختام الحفل، أكدت ليلى بن سليمان رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العموميةأن الشعار الذي تم اعتماده خلال هذه التظاهرة، وهو المدرسة مسؤوليتنا جميعاشعار يعكس مدى ضرورة انخراط الجميع في الارتقاء بالمدرسة، حيث حان الوقت لكي يسترجع المغاربة ثقتهم في المدرسة العمومية، قبل أن تطلب من المتطوعات اللواتي شاركن في تنظيم الحفل و حمل ذروع التتويج للفائزات و الفائزين أن يصعدن للمنصة، وقد شكل ذلك مفاجأة للحاضرين بعد أن قدمن أنفسهن، ليتبين أنهن طالبات بجامعة القاضي عياض و تلميذات بمؤسسات تعلمية بمراكش، يتحدثن لغات أجنبية بشكل جيد.

متطوعات يتحدثن عن مشاركتهن في تنظيم الحفل

About Post Author