“يودا” مشروع يروم تعزيز ولوج النساء الأمازيغيات للخدمات الأساسية

مغربيات

نظم الفضاء الجمعوي النسائي بجماعة أيت أورير (ضواحي مراكش)، مساء أمس الخميس 20 يوليوز الجاري لقاءا تواصليا لتقديم مشروع “يودا” وهو مبادرة محلية لولوج المرأة الأمازيغية إلى الخدمات الأساسية و المرافق العمومية. 

وقالت نجاة أوتغاردي رئيسة الفضاء الجمعوي النسائي إن هذا المشروع يندرج ضمن برنامج “أجيال المساواة” الذي تموله الخبرة الفرنسية، وهو مبادرة مدنية محلية لتمكين المرأة الأمازيغية من الخدمات الأساسية عبر تحقيق التغيير السوسيوثقافي و السياسي، فضلا عن تطوير المهارات الذاتية و المعرفية لدى النساء في العالم القروي بإقليم الحوز.

و أشارت إلى أن المشروع يسعى كذلك إلى دعم و إشراك مختلف الجهات المعنية للمساهمة في دمج النوع الاجتماعي بشكل أفضل في السياسات العمومية الترابية، وقضايا المساواة و دعم تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين. 

و أوضحت، أنه، و في هذا السياق،. يسعى هذا المشروع من خلال مجموعة من الأنشطة التكوينية و التحسيسية و التعبوية على مدار عام ونصف إلى المساهمة في بلورة و تنفيذ سياسات تنموية محلية دامجة لقضايا النوع الاجتماعي بما يمكن النساء بصفة عامة و النساء الأمازيغيات بصفة خاصة من التمتع بحقوقهن و الولوج إلى الخدمات الأساسية بإقليم الحوز. 

من جهتها أشارت المحامية بهيئة مراكش تورية البرجي إلى صعوبة الترجمة داخل المحاكم عندما يتعلق الأمر بمتقاضين أمازيغيين لا ينطقون العربية، لافتة إلى عدم وجود مترجمين متخصصين، حيث يتقدم أي شخص و يؤدي اليمين ثم ينخرط في الترجمة، دون التأكد من صحة ما يقوله و مطابقته لما يسمعه. 

و لفتت إلى أنها سبق و أن نابت عن موكلة أمازيغية كان يفترض بها أن تسلم ابنتها المحضونة لطليقها عن طريق تنفيذ حكم بصلة الرحم بين الابنة و والدها، إلا أنه بحكم عدم فهمها للغة العربية، عندما جاء منفذ الحكم لاستلام الطفلة منها، امتنعت عن تسليم الطفلة، لتجد نفسها معرضة لعقوبة سجنية و إسقاط الحضانة عنها.

 و شددت على ضرورة إيجاد حلول لتسهيل ولوج النساء الأمازيغيات لمرفق العدالة، خاصة في صفوف الأميات اللواتي لا يجدن قراءة حروف “التيفيناغ” الأمازيغية رغم أن المرافق العمومية أصبحت تحمل أسماء بالعربية و الأمازيغية معا، منذ أن أقر المغرب اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانية بعد العربية. 

بدورها قالت فطومة الباز رئيسة تعاونية الفضل بجماعة تغدوين إن المرأة الأمازيغية تعاني أكثر من غيرها من صعوبة الولوج إلى المرافق العمومية بسبب ضعف التواصل و مشكل اللغة.

و أضافت أنه على الرغم من ذلك  فقد استطاعت أن تخلق لنفسها مشاريع مدرة للدخل، رغم الصعوبات و العراقيل التي تواجهها، فمن جهة فهي تعيش في عالم قروي يعاني من الفقر و العزلة، و من جهة أخرى فهي تعاني من مشاكل في التواصل و اللغة مع محيطها. 

و أكدت أن النساء القرويات الأمازيغيات يحتجن للتمكين الاقتصادي، كما أنهن في حاجة إلى تعلم القراءة و الكتابة لأن ذلك من شأنه أن يمكنهن من ولوج الخدمات الأساسية. 

كما دعت إلى تكثيف مثل هذه المشاريع التي يمكنها أن تساعدهن على الخروج من عزلتهن و انخرطن في سوق الشغل. 

ونوهت الحاضرات بهذا المشروع الذي من شأنه أن يكشف عن العوائق الأساسية التي تحول دون حصول  النساء الأمازيغيات على حقوقهن الأساسية، من خلال المواكبة و التأطير، و الذي سيكشل مرجعية أساسية للمرافعة مع الجهات المعنية. 

و دعين إلى توفير و تسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية خاصة بالنسبة للنساء الأمازيغيات، عن طريق إنجاز دراسة تشخيصية تمكن من بلورة خطط و استراتيجيات تستجيب لحاجيات النساء الأمازيغيات و تتيح الفرص للولوج للمرافق العامة. 

About Post Author