“يللا روح”.. جديد الديفا و فخر الهوية المغربية الأفريقية
فوزية التدري
بدأت سميرة سعيد الغناء في سن صغيرة باللهجة المغربية لتنطلق بعد إنجاز عدد مهم من الأغاني المغربية نذكر منها أغنية “لقاء” المعروفة لدى جمهورها المغربي ب“كفاش تلاقينا” نحو مصر لتدشن مسارا فنيا غنيا وجادا أوصلها بفضل اجتهادها وقوة شخصيتها إلى الحصول على لقب الديفا باستحقاق.
بعد إصدارها لجديدها الذي طرحته في 25 ماي الجاري تحت عنوان “يلا روح“، حدثت المفاجأة لأن كلام الأغنية باللهجة المغربية ما يجعل المتلقي بعد تذوقه للاغنية الجميلة الخفيفة يتساءل عن سر غنائها باللهجة المغربية في هذا التوقيت بالضبط ؟ هل هو رغبة بينة في إتمام مسارها الفني بهذه اللهجة كما بدأت بها ؟ أم هو قرار في إطار انتشار ظاهرة التغني باللهجة المغربية من طرف مغنين عرب ؟أم هو منافسة شريفة للفنان سعد المجرد في نجاحه في نشره وتسويقه للأغنية المغربية في العالم العربي ؟
كما تجدر الإشارة إلى أن سميرة سعيد كانت ذكية في اختيار عنوان الأغنية باللهجة المصرية اعتبارا لجمهورها العربي رفقة الكلام بالمغربية وكأنها تقول للمتلقي العربي: اللهجة المغربية سهلة وقابلة للتعلم كما تعلمت الجماهير المغربية اللهجة المصرية من خلال الأعمال الفنية العربية على مختلف أنواعها.نعم إنها الديفا تقول للعالم العربي بأكمله اللهجة المغربية قابلة للتعلم من خلال حب سماعه لها وبالتالي عليه بذل مجهود في تعلم ما يحب سماعه.
الجميل في مسار سميرة هو كيف بدأت الغناء وهي شابة تجسد مشاعر المرأة عندما تحب ولا تود التنازل عن حبيبها فكان عملها“مش حتنازل عنك مهما يكون“سنة 1987 لتغني في عمر كبير أغاني تعبر من خلالها عن نضج المرأة عاطفيا وعن استعدادها للعيش في استقلالية تامة عن حبيب أو زوج خائن أو متسلط فغنت“ما حصلش حاجة” سنة 2015 ، واستمرت في هذا السياق حتى آخر عمل لها: “يلا روح” جديدها الحالي الذي ظهرت فيه بتسريحة إفريقية واكسسوارات إفريقية/أمازيغية مغربية وسط غابة يتوسطها جدول ماء وأشجار باسقة، كدلالة على قوة هذه المرأة ذات الجذور الإفريقية الصلبة وفي إشارة إلى أنها كفنانة مغربية غنت لعقود بغير لهجتها الأصلية بأنها شديدة الارتباط بأصلها وبأن غنى بلدها الحضاري هو مصدر قوة والهام وفخر أيضا لها، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في ارتدائها فستانا أحمر باكسسوارات أمازيغية وسط طبيعة خضراء كإشارة إلى العلم المغربي.
كما لا يخفى على أحد ذكاء سميرة سعيد واهتمامها بأدق تفاصيل أعمالها أشير إلى أنها اختارت إيقاع المقسوم الذي يحبه الجمهور العربي كدلالة على أن الموسيقى العربية توحد جماهير العالم العربي ولأن هذا الإيقاع البهيج يتماهى مع شخصية بطلة موضوع الأغنية، فهي غير عابئة برحيل شريكها بل تدعوه إلى الرحيل قائلة له بحزم وإصرار:”يللا روح“.