نصائح لتشجيع الأطفال على القراءة بشكل أفضل !
مغربيات
إن قراءة النصوص المبسطة أو المختصرة، والتي أصبح ينجذب إليها أطفالنا بشكل عام اليوم، غالبا ما تؤدي في النهاية إلى إضعاف مستوياتهم ومهاراتهم في المادة. لكن وفقًا لأحد الخبراء، لدينا جميعًا كآباء دور مهم في منحهم طعم القراءة مرة أخرى.
هل أصبح أطفال اليوم قراء سيئين مقارنة بالجيل السابق؟
من المؤكد أن هناك اليوم حماسا حقيقيا لأنواع معينة من القراءة (المانجا والفانتازيا وغيرها)، فضلا عن زخم جديد يعطى على الشبكات الرقمية (بحسابات متخصصة)، ولكن استخدام الشاشات، والوقت القليل الذي يقضونه في الكتب أصبح ذا تأثير كبير عليهم: فالشباب يقرأون أقل وبأقل جودة من ذي قبل. ومع ذلك، وفقًا لأحد المتخصصين، لا يقتصر الأمر على النفور من الكتب فحسب، بل يقع اللوم أيضًا على المحتوى.
شبابنا أصبحوا “قراء متجنبين”، فخلال مقابلة مع الطلاب حول قراءاتهم، اكتشفت يلوليز دوجلاس، باحثة ومستشارة متخصصة في الكتابة، أن الطلاب يعتمدون أكثر على ملخصات الفيديو لشرح قراءاتهم، لأن النصوص الأكاديمية تستخدم “لغة معقدة للغاية، مما يجعلها أكثر صعوبة في القراءة بالنسبة لهم”.
ومع ذلك، فإن الواقع يبقى مختلفا تماما، حيث يواجه الطلاب صعوبة في القراءة… لأنهم “تجنبوا” القيام بذلك منذ المدرسة الإعدادية. وكلما تجنبوا ذلك، زادت المشاكل لديهم. وهذا ليس خطأهم بالكامل: فقد قام المعلمون أنفسهم بتقليل النصوص المقروءة وتعقيد تلك التي سيتم قراءتها في الصفوف الابتدائية والثانوية، ففقرات القراءة أقصر والملخصات متكررة وتفسد أيضًا متعة اكتشاف القصة.
ومن ناحية أخرى، فإن الأطفال الذين اعتادوا قراءة الروايات بأكملها، دون ملخص، يكتشفون متعة القراءة الغامرة. وهذه القراءة الغامرة تمنح حتى القراء المتجنبين المفردات الغنية التي يحتاجونها ليصبحوا قراء أفضل.
إن القراءة من أجل المتعة تتنبأ بالنجاح الأكاديمي
ومع ذلك، وبحسب استطلاع أمريكي، فإن تكرار القراءة يفسر 13% من التباين بين القراء الجيدين والقراء السيئين في المدارس الابتدائية، وهو الفارق الذي يرتفع إلى 30% في المدارس الثانوية و34% بين طلاب الجامعات.
عندما يقرأ الأطفال بشكل متكرر، يظهرون نشاطًا ملحوظًا في منطقة الدماغ التي تعتبر مركزا لفهم القراءة: القشرة الصدغية البطنية. باختصار، تصبح القراءة أكثر سلاسة،. حيث ووفقا لدراسة حديثة، فإن طلاقة القراءة تتنبأ بدرجات الطلاب وتحصيلهم في الصفوف الابتدائية والثانوية، ولذلك فمن الضروري أن نمنحهم طعم قراءة الكتب الكبيرة مرة أخرى!
إليك كيفية تحفيز أطفالك على قراءة المزيد!
إن الأمر متروك لنا، نحن الآباء، لخلق رغبة جديدة في القراءة. ويكفي، بحسب الخبير، الحد من الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة ومشاركتهم الكتب والقراءات التي يجدون فيها متعة. وكما كشفت الدراسات التي أجريت على أكثر من 7000 طالب، عندما يشارك الآباء الكتب مع أطفالهم، فإنهم يحسنون فهم الطلاب ويضمنون سهولة نطق المفردات لديهم. وتمتد هذه الفوائد إلى مكاسب في القراءة الفنية، حتى عندما يكون الآباء قد قرأوا الروايات مع أطفالهم فقط.
وهذا ليس كل شيء: وفقًا للخبراء، فإن الأطفال الذين يشجعون آباؤهم القراءة لديهم نتائج أفضل في فهم التجارب الاجتماعية والسلوك. حيث تعمل هذه التجربة على تزويد المراهقين بالمعرفة التي يحتاجونها لتقييم الآخرين والاستجابة لهم بشكل صحيح، وهو ما لا تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي.
لذا، هذا المساء، بدلًا من مشاهدة فيلم أو مسلسل، ماذا لو ذهبت وبحثت عن الكتب في المكتبة بدلاً من ذلك؟
عن “دوكتيسيمو” بتصرف