مهرجان سلا لفيلم المرأة يسلط الضوء على مسار الممثلتين السعدية لاديب و داليا البحيري

مغربيات

 استعرضت الممثلة المغربية السعدية لاديب و الممثلة المصرية داليا البحيري تجربتهما الفنية، أمس الثلاثاء 24 شتنبر، خلال ندوة صحفية نظمت على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي تتواصل فعالياته لغاية 28 من نفس الشهر.  

و ذكرت الممثلة المغربية السعدية لاديب أن تجربتها الفنية التي تنوعت بين مسرح و سينما و تلفزيون اتسمت بتنوع أدوارها التي جسدت من خلالها المرأة التقليدية المتشبعة بالروح المغربية الأصيلة “تمغرابيت” و بين المرأة العصرية التواقة للحرية و المساواة و كذلك المرأة المتمردة و الثائرة على على التقاليد، الشيء الذي جعلها قريبة من الجمهور و مطلوبة من قبل العديد من المخرجين و المخرجات. 

و أضافت أن هذا التنوع في أداء الأدوار جعلها تنجح في خلق توليفة تناسب شخصيتها الفنية، حيث أنها تحرص على أداء أدوار مختلفة في جل الأعمال التي تقدمها، حتى مع نفس المخرجة أو المخرجة. 

و لفتت إلى أنها تحرص على عدم التنازل في وضع معايير في اختيار أدوارها، حيث أنها قد تمكث لسنوات دون شغل رغم عروض العمل التي تتلقاها، و أن ذلك نابع من حرصها على أداء أدوار متميزة تتناسب و قناعاتها حول قضايا مجتمعها. 

و أشارت إلى أنها تتمتع بحس نقدي للعمل الذي تتلقاه، حيث أنها تناقش مخرج العمل في كل التفاصيل حتى الصغيرة منها حتى يتناسب دورها بما تراه ملائما لشخصيتها و قناعاتها، لافتة إلى أنها تتميز بحظوة كبيرة لدى بعض المخرجين الذي يأخذون بآرائها، مما أكسبها ثقة كبيرة لديهم. 

و بشأن إنتاج أفلام خاصة لنجوم و نجمات بعينهم، أكدت الممثلة المغربية أننا لازلنا بعيدين عن صناعة أعمال سينمائية خاصة بنجمات و نجوم، بسبب مشاكل الإنتاج، حيث أن جل المخرجين و المخرجات يحاولون قدر الإمكان و بحسب الإمكانات المتاحة تنفيذ مشاريعهم الخاصة و رؤيتهم السينمائية في ظل قلة الموارد المالية الضخمة التي تتطلبها الأعمال السينمائية. 

وعن علاقتها بالمسرح، أشارت إلى أن أب الفنون هو الأصل و أنها تعد واحدة من الممثلات المغربيات اللواتي بقين وفيات لعشقهن للمسرح رغم تألقها في السينما و التلفزيون. 

و حول تكريمها خلال المهرجان، عبرت عن اعتزازها بهذه الالتفاتة، و اعتبرت أن تكريم الفنانين/ت ينبغي أن يكون في أوج عطائهم/ن، و تأسفت لكون بعض الفنانات ترحلن في صمت و منهن من لا تجد حتى ثمن الدواء. 

بدورها أوضحت الممثلة المصرية داليا البحيري أن ولوجها إلى عالم التمثيل لم يكن واردا بالنسبة لها و أنه جاء بالصدفة بعد أن اقترح عليها المخرج رأفت الميهي أن تشارك في فيلمه “علشان ربنا يحبك” سنة 2001، رغم أن أفلامه صنفت ضمن أفلام “الفنتازيا”. 

عن علاقتها بالتمثيل الذي دخلته صدفة قالت إن هذه المهنة النبيلة جعلتها تتقرب من المرأة و قضاياها و تتعرف عن قرب عن مشاكل العديد من النساء اللواتي كانت ترغب في دخول عوالمهن، لافتة إلى أن مهنة التمثيل مهنة شاقة عكس ما يعتقده العديد من الناس. 

وانتقدت بعض التصريحات التي صدرت عن أحد النقاد الذي اعتبر أن ممثلات من جيل داليا البحيري و الجيل الذي سبقها قد تم تجاوزهن، لافتة إلى أنها رفقة العديد من الممثلات يمكنهن أداء أدوار تناسب المرحلة العمرية التي أصبحن عليها، و أنها مستعدة لاداء دور الجدة دون أن تتخلى عن عشقها وشغفها بالتمثيل.

و أشارت إلى أن الفنان هو خط دفاع البلد و لسان حاله الذي يعبر عما تشهده من أحداث و تطورات، و أن الفن عموما هو مرآة المجتمع التي تعكس واقعه و تحولاته.    

و حول اشتغالها مع الممثل عادل إمام لمرتين مرة في فيلم “السفارة في العمارة” و مرة في مسلسل “فلنتينو” أكدت أنها معتزة بأدوارها معه مهما بدت بسيطة ، لافتة إلى أن هذا الممثل يتمتع بكاريزما غير عادية و هو يعتبر الهرم الأكبر في الفن المصري عموما و العمل إلى جانبه يعد حظوة بالنسبة لأي ممثل أو ممثلة. 

و ذكرت أنها كانت محظوظة بالعمل مع مخرجين كبار (من جيل الوسط) كانوا يتلمسون خطواتهم الأولى نحو النجاح مثل خيري بشارة و محمد ياسين و كاملة أبو ذكري و علي إدريس  و جمال عبد الحميد و قد كانوا مخرجين مساعدين للكبار من فطاحلة الجيل الأكبر.

وعن تأثرها بانتقال السينما إلى العالم الرقمي، قالت إن أساليب العمل القديمة لها سحرها الخاص و المميز و الذي لا يوجد في عالم الديجيتال، و قالت إنها سعيدة بكونها عاشت تجربتها السينمائية و التلفزيونية في الصناعة القديمة، رغم الإكراهات التي يتطلبها العمل بهذا الأسلوب على خلاف الصناعة الرقمية التي جعلت الممثل يعمل بأريحية أكبر لأنه يظل يعيد المشاهد كلما تطلب الأمر ذلك.  

وعن علاقتها بمهرجان يعنى بسينما المرأة و تكريمها من خلاله، أشارت إلى أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يعد واحدا من أهم المهرجانات التي تسلط الضوء على قضيا المرأة سواء من خلال تيمة المرأة نفسها أو العاملات في الحقل السينمائي، وهو ما جعلها تشعر بأنها في بيتها و ملعبها لكونها امرأة، و أن مهرجانا من هذا النوع من شأنه أن يغني النقاش حول قضايا المرأة و يسلط الضوء على إسهاماتهن الإبداعية. 

وتتواصل فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا لليوم الثالث على التوالي عبر العديد من الفقرات المتنوعة، حيث ستنظم ندوة حول “الناقدة السينمائية”، كما يستمر في عرض أفلام روائية طويلة و أفلام وثائقية و أفلام قصيرة تتناول تيمة المرأة بمختلف تجلياتها. 

About Post Author