مهرجان الفليم التربوي يسلط الضوء على مخاطر الصورة و التدفق الرقمي

 

و.م.ع

أكدت رئيسة جمعية “صورة للتراث الثقافي” نادية أقراوش، أن التربية على الصورة وتعزيز الوعي الرقمي في صفوف الناشئة يصنع الفارق في ما يتعلق بمواجهة التحديات التي بات يطرحها التدفق الرقمي.

وقالت أقرواش  بمناسبة الدورة السابعة لمهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات الصيفية الذي نظمته الجمعية الأسبوع المنصرم بعدد من مخيمات جهتي الرباط والدار البيضاء، إن الصورة باتت تهيمن على الحياة اليومية حيث يستهلكها الناس عامة، والناشئة على الخصوص، دون الانتباه غالبا إلى مصادرها وصحتها ورسائلها.

وأبرزت في هذا الصدد أن الجمعية تراهن على التوجه إلى العينة الأولى المعنية بالتحسيس بمخاطر الصور التي تتدفق بوفرة اليوم، وهي فئة الأطفال والشباب الذين يتهددهم خطر الإدمان عليها، وتقليد منتجيها من “المؤثرين المشاهير” دون وعي بالسلبيات التي قد ينطوي عليها ذلك بما في ذلك إضعاف قدراتهم على القراءة والكتابة والتواصل الشفهي المباشر.

وقالت أقرواش إن “التربية على الصورة تصنع الفارق” في هذا الإطار، ذلك أن “التجربة علمتنا أن الانخراط في الورشات التربوية التي يشرف عليها فنانون متخصصون، يساعد على التعاطي الإيجابي مع الصورة، وخاصة الاهتمام بالمحتويات الجيدة والإيجابية”.

وأضافت بالقول “لمسنا لدى المنخرطين في أنشطتنا الأثر المباشر على تغير نظرتهم لما يستهلكونه”، مبرزة أن الأفلام التربوية التي أنتجتها الجمعية منذ السنة الماضية تعد بمثابة “النموذج العملي الذي نقدمه للمستفيدات والمستفيدين من برنامجنا”.

وبالحديث عن الأفلام التربوية التي تنتجها الجمعية خلال دورات مهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات التربوية، قالت مديرة المهرجان إن الأمر يتعلق بأفلام تربوية تعليمية تعلُّمية يتم من خلالها الربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي.

وشددت في هدا الصدد على أنه “لا يمكن أن نجسد ما يجري في الورشات التي ننظمها دون إنجاز هاته الأعمال”، مضيفة أن قيمة هذه الأفلام التي يسهر عليها  فريق مكون من تقنيين وفنيين وأساتذة متخصصين يشرف عليه المستشار التربوي والمدير الفني للمهرجان، محمد اشويكة، تكمن في الرسائل التربوية التي تشيعها، وفي انخراط أطفال وشباب المخيمات في إنجازها من الفكرة إلى العرض الذي يتم في نهاية عروض الليل إبان فعاليات المهرجان.

وقالت أقرواش “نحن نراهن من خلال ذلك على الخروج من مجرد الاستهلاك إلى الفهم والإنجاز، وهذه معادلة ليست بالصعبة، بالرغم من محدودية مواردنا المادية”.

من جهة أخرى، أكدت مديرة مهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات الصيفية أن هذه التظاهرة باتت تعرف مشاركة مكثفة للفئة المستهدفة، “بل كنا لا نستطيع في بعض الأحيان تلبية جميع الطلبات نظرا لضيق الوقت وضغط برنامج المخيمات”.

وأشارت في هذا الصدد إلى استفادة أزيد من 600 طفل وطفلة وشاب وشابة في العروض الليلية للأفلام بمحطة مخيم طماريس بالدار البيضاء برسم دورة هذه السنة، فيما سجل حفل اختتام الدورة الثانية للمهرجان بمخيم “الحوزية” قرابة ألف من الجمهور الناشئ.

وعن خطط الجمعية لتوسيع نطاق المهرجان ليشمل مدنا أخرى، قالت أقرواش إن الأمر تكتنفه بعض التحديات بسبب محدودية الإمكانات، مؤكدة في المقابل أن الجمعية تحدوها الرغبة في التنقل إلى كل المخيمات الصيفية بالمملكة على اعتبار أن المهرجان متنقل بطبعه.

وبعدما أبرزت حجم التعطش للتعرف على تقنيات الصورة وفهمها في صفوف الناشئة خلال فعاليات الدورات السابقة والدورة الحالية خلال أجواء التكوين والتحسيس والمناقشة والحوار الذي يلي عروض الأفلام المشاركة فيها، خلصت أقرواش إلى القول إنه “صحيح أن طموحنا كبير، لكن التحديات كبيرة أيضا”، وهو ما يتطلب تعزيز الدعم لهذا النوع من التظاهرات.

About Post Author