“لنكن أملهم في الحياة”.. شعار ترفعه الجمعية المغربية لمرضى السرطان بآسفي
مغربيات : حنان العريبي
ينخرط المغرب في شهر أكتوبر كل سنة مثله مثل باقي الدول، في المبادرة العالمية التي تعرف ب” الشهر الوردي“، والذي يتم خلاله بالتوعية و التحسيس بخطورة مرض سرطان الثدي، وأهمية التشخيص المبكر للنساء.
وتؤكد أرقام وزارة الصحة إصابة 40 ألف شخص بالسرطان سنويا، فيما يأتي سرطان الثدي على رأس قائمة السرطانات التي تصيب النساء، ففي سنة 2019 تم تشخيص أزيد من 10 آلاف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي.
وقد أحرز المغرب خلال السنوات الأخيرة، تقدما في مجال محاربة داء السرطان، بحيث يتراوح عدد الأطباء ما بين 200 و 250طبيبا مختصا، في حين تبلغ عدد المراكز المختصة في معالجة مرض السرطان ما يناهز 40 مركزا، ومعظمها يتواجد في المدن الكبرى، إلا أنه رغم ذلك يظل العدد غير كاف، ولا يواكب انتظارات المجتمع المدني، بحيث أن أغلبية الجمعيات التي تشتغل في مجال مساعدة مرضى داء السرطان تطالب بتقريب العلاج للمرضى.
ومن جهتها تسعى الجمعية المغربية لمرضى السرطان والتي يوجد مقرها بمدينة آسفي بالدفاع عن هذا الحق، كما تسعى إلى تنظيم حملات تحسيسية حول أهمية الفحص المبكر لمريضات سرطان الثدي، تقول مريم حاتيمي رئيسة الجمعية، وهي ناجية من مرض السرطان، في تصريحها ل “مغربيات” : نحن كجمعية، و خلال شهر أكتوبر، نكثف من الحملات، ورغم ذلك فعملنا لا يقتصر على هذا الشهر، بل نحاول توعية النساء بأهمية التشخيص المبكر طوال السنة، معربة أن الكشف المبكر مهم؛ لأن اكتشاف المرض في المراحل الأولى، يجعل المرأة تقبل على العلاج مبكرا، وبذلك تكون نسبة الشفاء جد عالية.
وعن فكرة تأسيس الجمعية المغربية للمصابين بالسرطان، أوضحت حاتيمي: كان ذلك بعد شفائي من المرض، خاصة بعدما أسست مجموعة عبر الواتساب تضم مريضات بداء السرطان، وكنا نقدم دعما نفسيا لبعضنا البعض، ونحاول أن نساعد النساء المعوزات على الحصول على بعض الأدوية.
وعن تجربتها مع سرطان الثدي تحكي مريم حاتيمي ل” مغربيات“، أنه في سنة 2018 ، و بعد أسبوع من فطامها لإبنها، ظهرت لديها كثلة في الثدي، ما دفعها إلى زيارة الطبيب من أجل التشخيص، فتأكدت إصابتها.
أما عن إحساسها آنذاك تقول: الخبر كان بالنسبة لي كالصاعقة، شكل لي صدمة، وكنت أعتقد أن السرطان يساوي الموت، لكن بعد انتهاء رحلة العلاج والتجاوب الذي لمسته عبر مواقع التواصل، فكرت بمعية الأخ والصديق عبد الجليل الدريوش الذي يشغل الآن منصب الكاتب العام تأسيس الجمعية المغربية لمرضى السرطان، التي تتخذ شعار ” لنكن أملهم في الحياة“.
وعن رسالتها لمريضات السرطان تصرح : الدعم النفسي ضروري، حيث أن معنويات المريضات لابد أن تكون مرتفعة خلال مراحل العلاج، وهنا يحضر دور الأسرة، تفسر حاتمي قائلة: معظم المريضات يغرقن في الأفكار السلبية بعد اكتشاف إصابتهن، لهذا لابد من مساعدتهن على التخلص من تلك الأفكار التي تتسبب لهن في إرهاق نفسي ، وهو ما نحاول كجمعية عمله.
ومن جهته يوضح عبد الجليل الدريوش كاتب عام الجمعية، أن من بين الإشكاليات التي تواجه الجمعية التي توجد في مدينة آسفي، أن المدينة لا تتوفر على مركز لعلاج أمراض السرطان، والمريضات يلزمهن التنقل إما إلى مدينة الدار البيضاء أو مراكش،الشيء الذي يصعب عليهن، ويفسر قائلا : نحن نعلم بالوضعية الصحية لمرضى السرطان، فبعد خضوعهن لحصص العلاج الكيماوي، يعانين من آثار جانبية مثل التعب و حالات التقيؤ.. إلخ، مما يحتم وجود وسيلة نقل ترافقهم خلال فترة لعلاج، وإلا فإننا سنكون أمام حقيقة وهي تعذر متابعة المرضى للعلاج، وبالتالي سنكون أمام كارثة حصد المزيد من الأرواح بسبب داء السرطان.
وختم الدريوش “لمغربيات” لقد راسلنا المسؤولين للوصول إلى مجانية العلاج وتقريب العلاج؛ و لدينا وعود بخلق مصحات من هذا النوع في المدينة ونحن ننتظر، ويبقى أملنا هو التجاوب مع مطالبنا لتقديم الدعم للمرضى ليس فقط في الشهر الوردي وإنما طوال السنة.
جانب من حملة تحسيسية لفائدة النساء
خلال ورشة للتوعية: مريم حاتمي