لطيفة أخرباش : لنا في الصورة و الكلمة و الفن أدوات ثمينة لتحرير المجتمع من عقليات التنقيص من المرأة
قالت لطيفة أخرباش رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إن “لنا في الصورة و في الكلمة و الإعلام و الثقافة و الإبداع أدوات ثمينة لتسريع وثيرة بناء مجتمع متحرر من عقليات النكوص و خطابات الكراهية و إيديولوجيات التنقيص من المرأة، لنستعمل جميعا كل من موقعه هذه الأدوات الثمينة حتى نساهم في بناء مجتمع مغربي قوي وثري بالاختلاف الطبيعي بين الرجال و النساء ومبني على الحقوق و المواطنة المتساوية“.
و أشارت رئيسة “الهاكا“، خلال الورشة التفاعلية التي نظمت على هامش المهرجان الدولي لفيلم المراة بسلا بشراكة مع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، حول “تمثلات المرأة في الأفلام السينمائية و الأعمال التلفزية“ إن الموضوع يحيل على إسهام الثقافة و الفن و الإبداع و الإعلام في دعم وتعزيز حقوق النساء وترسيخ ثقافة المساواة و المناصفة.
كما شددت أخرباش، على أنه لا جدوى و لا أفق لنقاش اليوم و لا مشاريع الغد، إذا لم نستحضر أن الغاية دوما هي الانتصار لحرية التعبير و حرية الإبداع، و أن هذه الحرية ليست شرطا تقنيا و لكنها أساس كل فعل إعلامي و فني، باعتبارها هي التي تتيح للفن و الثقافة عموما أن تكون موردا استراتيجيا لتحول كل المجتمعات.
و أكدت أن السير نحو الحداثة يتغدى من الفن المتجدد المنعش للنقاش العمومي و الكاشف للحقائق المؤلمة و الُمسائِل للمعايير المجتمعية و الموسع للوعي الديمقراطي و المعزز لثقافة التنوع و المجاهر بالمضمر.
كما أشارت إلى “أنه حان الأوان لكي ننأى عن التقييمات الانطباعية، إذ رغم كل التراكمات الجميلة التي حققناها، إلا أننا لازلنا بحاجة إلى إنجاز دراسات دقيقة بمواصفات علمية يكون موضوعها تقييم تأثير السينما و الأعمال التخييلية الوطنية على تمثل مجتمعنا لأعمال المرأة، لأحلامها، لجسدها، و لأدوارها، وهو موضوع لا يتحمل الانطباع بل يحتاج لدراسة دقيقة بمعايير علمية، لأنه موضوع يحيلنا على رهان الديمقراطية“.
وعلى الرغم من وجود تمثلات مُنمِطة للمرأة و الإنسان عموما في بعض الانتاجات الفنية و الإعلامية، إلا أن رئيسة “الهاكا“ تمنت المجهودات الملاحظة في أعمال الجيل الجديد من المبدعين و الإعلاميين و الفنانين، الذين يسكنهم توق فكري لتعزيز الوعي الحقوقي و الانخراط في دعم حقوق النساء بكل جرأة إبداعية فكرية، لكن رغم هذا التراكم الإيجابي للمجهود الذي ينأى عن الصور النمطية، تظل مسألة دعم النساء في بلدنا مطروحة و بإلحاح.
وتساءلت المتحدثة “من منا ينكر أن الصورة الذهنية التي استبطنها الجمهور، من خلال بعض المشاهدات الإعلامية و التلفزيونية و السينمائية هي صورة المرأة الخانعة، الضحية، المعفنة، البكاءة، المشعوذة، الماكرة، الكائدة، المتغنجة، المشيَأة، المهووسة بالأكسسوارات و الخلطات و الوصفات“.
و أضافت “من منا ينكر ندرة الأدوار النسائية الفذة و الطليعية المنخرطة في الشأن العام، و الفاعلة في الفضاء العمومي وو المتبوئة لمراكز السلطة و القيادة و اللاملازمة فقط للفضاء الخاص؟“.
وفي السياق ذاته انتقدت ما يروج على منصات مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات تكرس الصورة النمطية و الدونية للمرأة، و التي تتداول بشكل يجعلها قادرة على جعل الناس يطبعون بشكل كبير مع هذه الصور و التمثلات، مع كل ما يصاحبها من تعاليق تروم إلى شرعنة الخطاب التمييزي ضد النساء، وقد يؤثر ذلك على تمثل المرأة بنفسها لنفسها و لتطلعاتها و لقدراتها و مستقبلها.
وعن دور الهيأة في مسألة الزجر و المراقبة، قالت إن القرارات تصدر بناءا على الشكايات التي تصل الهيأة من طرف مواطنين مشتكين أو هيئات المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية أو النقابات، مؤكدة أن الهيأة تتدخل في حال لاحظت أن هناك مس بكرامة المرأة أو انتقاص منها و من أدوارها، مع الالتزام بالقوانين التي تؤطر عمل الهيأة بناءا على ما جاء في الدستور، وبعد ذلك يأخذ المجلس الأعلى قرارات زجرية، لكن مع الهدف الدائم الذي هو خدمة التحول الديمقراطي ببلادنا و الانتصار للحرية.