عزيز حرود ل”مغربيات” : في تاريخ الزلازل لم يحدث أن كانت الهزات الارتدادية بنفس قوة الضربة الأولى
مغربيات
يرى الباحث في الجيوفيزياء و علم الزلازل عزيز حرود أنه من المستبعد جدا أن تكون الهزات الارتدادية بنفس قوة الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز و النواحي ليلة الجمعة 8 شتنبر. و يضيف أنه لا يمكن إطلاقا التنبا بوقوع زلازال من عدمه، لافتا إلى أن الخبراء في المغرب و في العالم تفاجؤوا بحدوث زلازال بهذه القوة في إقليم الحوز.
مغربيات : كيف يمكن تفسير هذا الزلزال الذي لم تعرف له المنطقة له مثلا ؟
جيولوجيا ينبغي التأكيد على أن هذه المنطقة (الحوز) معروفة بالصدوع، فالفالق الذي يسمى بالصدع الجنوب أطلسي بات معروفا بوجود الصدوع ، كما أن هناك صدوع موازية له. المنطقة جيولوجيا مصنفة كواحدة من المناطق المتوسطة، و ليست من المناطق القوية، لذلك فقد فاجأنا حدوث هذا الزلزال بهذه القوة في هذه المنطقة.
هل كنت تتوقع حدوثه فيإقليم الحوز؟
بهذه القوة لا. لم نتوقع حدوثه إطلاقا، لا بالنسبة للخبراء و لا الباحثين، فبؤرة الزلزال تحديدا (منطقة إغيل ) معروفة بالصدوع جيولوجيا، لكن حقوق زلزال بهذه القوة التي سجلت لم يكن موقعا بالكل.
يعيش العديد من سكان المناطق المتضررة من الزلزال مثل الحوز و مراكش و تارودانت في خوف مستمر بسبب الهزات الارتدادية. هل تشكل هذه الهزات خطرا على حياة الناس؟
أريد هنا أن أطمئن الناس، لأنه في تاريخ الزلازل و في العالم كله، لم يسجل بتاتا أن كانت الهزات الارتدادية بنفس قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة أول مرة، (أي ليلة الجمعة 8 شتنبر). الهزات الإرتدادية تكون نسبيا قوية بالنسبة للمناطق القريبة من البؤرة (مركز الزلزال). أما بالنسبة لدينة مراكش فمن الصعب أن تعود الهزات بنفس قوة الزلزال الأول.
الملاحظ أنه في عدد من المناطق شعر الناس بهذه الهزات ..
في مراكش مثلا سجلت 3 درجات تقريبا، أما في أمزيميز و ثلاثنيعقوب و تيزينتاست فقد وصلت لخمس درجات. و شعور الناس بها بشكل أقوى شيء طبيعي لأنهم قريبون من البؤرة.
هل هذا يعني أنه لم يعد هناك من داع للخوف من هذه الهزات؟
كانت الحالة الوحيدة التي سجلت فيها درجات مرتفعة بعد الضربة الأولى هي تركيا. لم يسبق بتاتا أن سجلت الهزات الارتدادية درجات مرتفعة في العالم كله. الهزة الأولى هي التي تكون قوية. وهذا يمكن تفسيره بالرجوع إلى سلم ريختر الذي هو سلم لوغاريتمي، أي أنه بالمرور من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الخامسة فهناك عشر درجات، بمعنى أن الدرجة 7 التي سجلت في ليلة الجمعة تضاهي عشرين مرة الدرجة التي سجلت في الهزة الارتدادية سواء الألى أو الثانية، بينما في تاريخ الزلازل لم يسبق بتاتا أن كانت الهزات الارتدادية بنفس قوة الزلزال الأول.
و كيف تفسر ما وقع في تركيا؟
بالنسبة لتركيا لم يكن الأمر يتعلق بهزة ارتدادية بل بزلزال آخر منفصل عن الأول.
هل يمكن توقع ضربات أخرى منفصلة عن الأولى؟
لا يمكن لأي جهة كيفما كانت أن تتنبأ بوقوع زلزال. للأسف العلم لم يستطع لحد الآن أن يتوقع وقوع الزلزال. بالنسبة للمغرب فإن المختصين بصدد إنشاء ما يسمى بالخرائط السيسمية، و التي يتم من خلالها تصنيف كل منطقة، فمثلا منطقة الريف تصنف كواحدة من المناطق المعروفة بحدوث زلازل (زلازل مترددة،) وذلك الشأن بالنسبة لأكادير، أما بالنسبة للمراكش و النواحي فالمنطقة مصنفة ثابتة، ومع ذلك فزلزال الحسيمة و أكادير لم يسجل هذه الدرجة التي سجلت في إقليم الحوز (الدرجة 7).
كيف تفسر عدم تضرر البنايات في مدينة مراكش رغم الهزة العنيفة؟
نوع البناء في مراكش لعب دورا كبيرا في عدم التعرض للكثير من الأضرار. اللهم المدينة العتيقة، حيث المباني هشة وقديمة، و كذلك الشأن بالنسبة للدواوير حيث البيوت طينية لم تصمد أمام الهزة العنيفة التي سجلت.
بِمَ تفسر عدم انهيار المباني بمنطقة أغمات مثلا مقارنة بباقي مناطق إقليم الحوز؟
أظن أن الأمر يعود لكون اغمات تقع في منخفض أسفل الجبل، بينما المناطق الجبلية المرتفعة كانت أكثر تضررا، كما لا ننسى أن أغمات تبقى بعيدة نسبيا عن البؤرة.