عبد الله البوهالي ل”مغربيات” : رقصة “الحصادة” مستلهمة من موسم الحصاد (فيديو)
مغربيات
قدمت فرقة “الحصادة واحدا من أجمل العروض التي تميزت بها الدورة ال51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي نظم من 1 إلى 5 يوليوز الجاري بمراكش. تتميز هذه الفرقة برقصة متفردة مستلهمة من عملية الحصاد نفسها. “مغربيات“ التقت عبد الله البوهالي رئيس جمعية “المنية للفنون الشعبية و الثقافة و التنمية“ و رئيس الفرقة، على هامش المهرجان، الذي حدثنا عن هذا التراث الأصيل الذي تتميز به منطقة “الولجة” بضواحي طنجة.
مغربيات : قدمتم طيلة المهرجان عروضا مميزة أثارت إعجاب الكثيرين. ما الذي يميز فرقة “الحصادة“ عن غيرها من التراث الشعبي الذي تزخر به بلادنا؟
هذا التراث مستلهم تحديدا من موسم الحصاد، بحكم أن المنطقة هي منطقة فلاحية. فرقة “الحصادة“ تتميز بتقديم عروض فلكلورية تمتد إلى أجدادنا، هو موروث قديم جدا و لازال قائما إلى غاية اليوم. الرقصة التي يقدمها أعضاء الفرقة تعكس روح التضامن و التعاون بين الفلاحين، حيث يساعد الفلاحون بعضهم البعض في مواسم الحرث و الحصاد. مع بداية السبعينات دخلت الآلات المتطورة التي أصبح الفلاحون يعتمدونها للقيام بهذه المهام الشاقة التي تتطلب مجهودات مكثفة من طرف جميع الفلاحين، حيث كانوا في السابق يعتمدون المحراث الخشبي الذي تجره الدواب، أما في موسم الحصاد فكان الفلاحون يستعملون المنجل، و يجمع المحصول في شباك يتم نقلها عن طريق الخيول و البغال. ينتهي تجميع المحاصيل الزراعية عند نهاية يوليوز أو بداية غشت، وهو ما تزهره الرقصة بشكل واضح، ثم تاتي مرحلة “الدرس“ ، التي يشتغل فيها أشخاص يسمون “الخماسة“، منهم هؤلاء الحصادة الذين يقدمون رقصة “الحصادة“ التي تميز الفرقة. في سنة 1973 جاء نداء المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، بأن تحافظ كل منطقة من مناطق المغرب المتعددة على تراثها، حيث دعت السلطات الفلاحين بمنطقة “الولجة“ التي تشتهر بهذا التراث إلى المشاركة في موسم (مهرجان شعبي يقام سنويا في العديد من المناطق) ضم فرق “الحصادة“ و جيل جيلالي و عيساوي و كناوة و غيرها من الفرق الشعبية.
كيف استطاعت فرقة “الحصادة” أن تحافظ على هذا التراث من الاندثار؟ وهل تشاركون في مهرجانات أخرى؟
تتميز فرقة “الحصادة“ بتفردها، حيث بقيت لسنوات طويلة محافظة على شكلها. وقد كانت لها رموز هم شيوخ كبار سبق و أن التقيت بهم عند التحاقي بهذه الفرقة في السبعينيات من القرن الماضي و تعلمت على يدهم هذا الفن الأصيل. في سنة 2004 جئنا للمشاركة في هذا المهرجان هنا في مراكش، وفي سنة 2000 كانت لنا مشاركة في مهرجان بإسبانيا و في دولة الإمارات، كما أننا نحيي حفلات خاصة، إذا ما دعينا لها.
لماذا تغيب النساء عن الفرقة؟
فرقة “الحصادة“ تضم نساءا كذلك، لكنهن لم يحضرن معنا لأن منظمي هذا المهرجان طلبوا مني الاكتفاء ب12 عضوا فقط، و الفرقة تضم 20 عضوا، منهم 16 رجلا و أربع نساء.
لكن لماذا تم تغييب النساء، كان يمكن الاستغناء غن بعض الرجال و استقدام نساء الفرقة؟
لا يمكن الاستغناء عن هؤلاء الرجال جميعهم، لأن من بينهم عازفي “الغيطة“ و “الطبل“، بإلإضافة إلى الراقصين، إذا نقص منهم عضو واحد لا يمكن أن يكتمل العرض. النساء كذلك مهمات داخل الفرقة، وهن يؤدين “أعيوع“ وهي عبارة عن “عيوط“ جبلية، بالإضافة إلى رقصات جبلية، لكنني فضلت الاستغناء عنهن حتى لا يبتر العرض المقدم.
هل تكتفون دائما برقصة “الحصادة“ أم هناك رقصات أخرى غيرها؟
هناك طبعا العديد من اللوحات التي يمكن تقديمها، لكننا اكتفينا برقصة “الحصادة“ التي تحمل الفرقة اسمها، لأنها هي الأهم و لأن الوقت الذي منحونا إياه ضيق جدا، ما جعلنا نكتفي برقصة “الحصادة“. عندما أخبرني المنظمون باصطحاب 12 عضوا فقط و الاكتفاء بدقيقتين لتقديم العرض، قلت في نفسي لا بأس، المهم أن نشارك في المهرجان.
ماهي الصفات التي ينبغي أن تتوفر في رئيس الفرقة؟
أول شيء يجب أن يكون محبا لهذا الفن التراثي ومدركا لأهميته. كما يجب أن يكون على دراية تامة به و بتدبير الفرقة، مع ما يتطلبه ذلك من تحمل المسؤولية و القدرة على تدبير كل الأمور داخل الفرقة. وهذا طبعا يتوفر في العضو الأكبر سنا و الأكثر خبرة.
ماهي طموحاتكم و تطلعاتكم؟
نأمل أن يعاد لمقدمي هذا التراث الاعتبار، و تتم الالتفاتة لهم من قبل المسؤولين، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم هذا الفن الأصيل الذي يميز المنطقة، كما سيكون ذلك حافزا لشباب المنطقة للانضمام إلى الفرقة، خاصة بعد مغادرة شيوخ هذا التراث، لحفظه من الاندثار. كما نأمل أن تكثر العروض و المهرجانات و الملتقيات الثقافية، حتى نتمكن من تقديم هذا التراث و التعريف به، سواء داخل المغرب أو خارجه، خاصة بعد سنتين من التوقف بسبب ظروف الجائحة.
هل تلقيتم عروض مشاركة في مهرجانات أخرى؟
نعم سنشارك في مهرجان السعيدية المقبل.
فرقة “الحصادة”