صلاح الدين بنموسى.. تجربة فنية عمرها ستون سنة
بقلم : أحمد سيجلماسي
بمناسبة تكريمه في حفل افتتاح الدورة 12 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، أخيرا بالمركز الثقافي محمد المنوني، إلى جانب الممثلة القديرة راوية، هذه شهادة بحقه يقدمها الكاتب و الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي..
صلاح الدين بنموسى، المزداد بالدار البيضاء يوم 28 مارس 1945، من الممثلين المغاربة القلائل الذين ظل حضورهم قائما منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي إلى الآن، في المسرح والتلفزيون أولا، ثم بعد ذلك في السينما ابتداء من فيلم “أحداث بلا دلالة” (1974) لمصطفى الدرقاوي.
شارك على امتداد ستة عقود بالتمام والكمال في العديد من الأعمال الفنية، التي يصعب حصرها وتذكرها كلها، وذلك بأدوار متنوعة ومختلفة تفاوتت قيمتها من عمل لآخر. من أفلامه السينمائية الأخيرة نذكر على سبيل المثال العناوين التالية: “الإخوان” (2022) لمحمد أمين الأحمر و”أناطو” (2021) لفاطمة بوبكدي و”الميمات الثلاث، قصة ناقصة” (2019) لسعد الشرايبي… ومن أعماله التلفزيونية الكثيرة نشير إلى ما يلي: سلسلات “راطراباج” (2023) لإلهام العلمي و”حديدان وبنت الحراز” (2021) لمحمد نصرات و”حديدان عند الفراعنة” (2019) و”حديدان في كليز” (2017) لإبراهيم شكيري و”مرحبا بصحابي” (2016) لعلي الطاهري، وفيلم “رضات الوالدين” (2017) لإبراهيم شكيري…
يذكر أن المسيرة الفنية لصلاح الدين بنموسى انطلقت سنة 1962 وهو طالب بالسنة الأولى بالمعهد البلدي بالدار البيضاء، حيث كتب مونولوغا وعمره 17 سنة وأداه مباشرة أمام كاميرا التلفزيون. بعد ذلك التحق فور تخرجه من المعهد المذكور بفرقة المسرح البلدي سنة 1964، التي كان يشرف عليها الرائد الطيب الصديقي (1938- 2016)، وشارك كممثل في بعض مسرحيات هذا الأخير ك”ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب” و”مدينة النحاس” وغيرهما، الشيء الذي سيؤهله لاحقا لدخول عالمي مسرح الهواة ومسرح الإحتراف من بابهما الواسع.
لم يكتف بنموسى بالتشخيص فحسب، بل مارس أيضا الإقتباس والتأليف للمسرح والتلفزيون منذ سنة 1962، تشهد على ذلك مسرحيته التي نشر نصها مؤخرا بعنوان “بوراس” والعديد من السكيتشات التي كتبها رفقة الكوميديان مصطفى دسوكين ونور الدين بكر (1952- 2022) وتم بثها على شاشة التلفزيون ضمن برامج رمضان من الستينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي. كما مارس الإخراج المسرحي وشارك كممثل في مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الأجنبية المصورة داخل المغرب وخارجه من قبيل “ذراعي أفروديت” (1978) للمخرج الروماني ميرسيا دراغان و”شوف شوف حبيبي” (2004) للمخرج الهولاندي آلبيرت دي هيرت وغيرهما…
تجدر الإشارة إلى أن صلاح الدين سبق تتويجه مسرحيا في التشخيص (1971) والإخراج (1978) وعروض الأطفال (1983)، كما مارس تدريس اللغة الفرنسية بالتعليم الإبتدائي، قبل أن يستقيل من وظيفته كمعلم ليلتحق بفرقة الطيب الصديقي، بطلب من هذا الأخير، هذا بالإضافة إلى اضطلاعه بمهمة أستاذ ومدير للمدرسة الوطنية للموسيقى والفنون الدرامية بالدار البيضاء (1973- 1980) التابعة آنذاك لوزارة الثقافة.
حظي الفنان صلاح الدين بنموسى في السنوات الأخيرة بمجموعة من التكريمات هنا وهناك، من بينها تكريمه سنة 2012 بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وسنة 2014 بمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، وسنة 2022 بمهرجان الرشيدية السينمائي، فهنيئا له بهذا التكريم الجديد في الدورة 12 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية.