سامية أقريو : انتقالي لكتابة السيناريو و الإخراج يدخل في نطاق حرية الإبداع
قالت الممثلة و السيناريست المغربية سامية أقريو، إن ممارستها للإخراج و كتابة السيناريو تدخل في نطاق حرية الإبداع، وهي عموما ظاهرة موجودة في العالم كله، حيث العديد من الممثلين انتقلوا من التمثيل إلى الإخراج، مبرزة أنها لم تفتح عيادة طبية وادعت ممارسة الطب حتى تتم مهاجمتها.
و أضافت أقريو، في ندوة صحافية نظمت على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة صباح اليوم الثلاثاء، بمناسبة تكريمها في حفل الافتتاح ، و التي أدار حوارها الكاتب و الناقد حسن النرايس، أنها لم تفكر في كتابة السيناريو فعليا إلا عندما قضت في مهنة التمثيل مدة ليست بالهينة، تعلمت خلالها العديد من الأشياء و التقنيات في كتابة السيناريو، أما عن الإخراج فكان حلما يراودها منذ صغرها بأن تكون لها تلك النظرة الشاملة للأمور، و أن تكون لها إمكانية إعادة المشاهد كل مرة، وهو أمر لا يتسنى إلا بممارسة الإخراج.
و أوضحت أن أول ما يتطلب كتابة السيناريو هو وجود قصة تستحق أن تروى، مشيرة لتجربتها رفقة رفيقتها نورة الصقلي في المسلسل التلفزيوني “بنات للا منانة“ الذي تعاونتا فيه مع العديد من كتاب السيناريو المتخصصين، إلا أن النتيجة جاءت بعيدة جدا عن الرسالة التي تريدان إيصالها للجمهور من خلال سرد هذه الحكاية، ليخلصتا في الأخير إلى تنظيم ورشة للكتابة تضمنتهما إلى جانب آخرين.
وتحدثت الفنانة سامية أقريو عن بداياتها حين كانت طالبة بأحد المعاهد بفرنسا، ليتم استقدامها للمشاركة في فيلم “للا حبي“ من إخراج عبد الرحمان التازي سنة 1996، وهو الفيلم الذي أثار انتقادات واسعة بسبب لهجة سامية الشمالية لكونها ابنة مدينة شفشاون، مؤكدة أن ذلك جعلها تتشبث أكثر بلهجتها و تفرضها في جل أعمالها، الشي الذي جعلها تتميز بهذه اللهجة و يتقبلها الجمهور المغربي العريض.
و عن ظاهرة إقحام العديد من الوجوه البارزة في مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الفن، ردت سامية بالقول “ابتلينا بهذه الظاهرة و ما عسانا نفعل“ معتبرة أنها ظاهرة منتشرة في العالم كله و لا تقتصر على المغرب فقط، و أن ذلك راجع للمنتجين الذين يفرضون مشاركة بعض الوجوه المشهورة أو المؤثرة بمجال “السوشيال ميديا“ و ما على الممثل إلا أن يمتثل لهذه الإختيارات.
و أوصت، في هذا الصدد، بدعم هذه الفئة من الوجوه الجديدة على المجال الفني، عبر تكوينها و تأهيلها لكي تكون قادرة على الوقوف أمام الكاميرا، كما أكدت على ضرورة التكوين لدى الفنان و التكثيف من القراءة، حتى يتمكن من تطوير آلياته و إمكاناته.
و أشار الناقد السينمائي عمر الخمار إلى كون توجه الممثل للإخراج أو كتابة السيناريو، لا يعيببه في شيء، شريطة أن تكون له المؤهلات و الموهبة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لا علاقة لها بمجال التخصص، حيث يمكن أن نجد أستاذ يدرس السيناريو في المعهد غير قادر على كتابته أو أستاذا يدرس الموسيقى، و لا يمكنه أن يؤلف قطعة موسيقية، وهذا لا يكون في متناول إلا الشخص المبدع و الذي يمتلك موهبة حتى و إن كان حِرفيا أو بعيدا عن احتراف الفن أو غير دارس.
ومن جهتها دعت الفنانة سامية أقريو إلى ضرورة التسلح بالمعرفة و التكوين من قبل الفنان، كما ذكرت أنها تستاء من بعض الشباب الذين يتوجهون لهذا المجال، أي التمثيل، وعندما يواجهون بسؤال بديهي هل سبق لك و قرأت نصا مسرحيا تكون الإجابة صادمة “لا“، وهنا حثت الممثلة و السيناريست على أهمية القراءة و الإطلاع، حتى و إن كانت الموهبة، لأنه بدون ذلك يبقى الفنان محدودا مهما برزت موهبته.