دنيا لحميدي “نوميديا”.. حضور متعدد في الساحة الفنية

بقلم أحمد سيجلماسي

انجذبت دنيا لحميدي (نوميديا) إلى التشخيص المسرحي والتنشيط الثقافي والفني منذ طفولتها، حيث شاركت في العديد من الأنشطة الفنية المدرسية وغيرها، في مراحل الإبتدائي والثانوي والجامعي.

لعل انفتاحها المبكر على الساحة الفنية محليا واحتكاكها بممثلين ومخرجين مسرحيين متمكنين وغيرهم، قبل وبعد حصولها على إجازة في الدراسات الإسبانية سنة 2012 من الكلية متعددة التخصصات بالناظور، هو الذي جعل موهبتها في التشخيص تصقل رويدا رويدا إلى أن فرضت نفسها في مجموعة من الأعمال الدرامية التلفزيونية الأمازيغية من قبيل مسلسلات “ميمونت” (2014) لجيلالي فرحاتي و”حياة” (2016) لسعيد آزر و”مغريضو” (2020) و”رسائل مرزوق” (2023) لطارق الإدريسي و”افذار” (2023) لحميد زيان… وأصبحت وجها مألوفا لدى عشاق ومتتبعي إنتاجات قناتنا الثامنة (الأمازيغية).

يحفل ريبيرتوار الممثلة نوميديا بمسرحيات من قبيل “أرماس” (2010) لفخر الدين العمراني و”إجديس أو غاليد” (2013) لفاروق أزنابط و”رفيهام ن جحا” (2019) لطارق الصالحي و”بوتراخي” (2023) ليوسف العرقوبي، وقد شاركت هذه المسرحية الأخيرة في المهرجان الوطني للمسرح بتطوان إلى جانب مسرحيات أخرى من مختلف مناطق المملكة…

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن أول لقاء لها مع السينما كان في فيلم جميل وممتع من توقيع المخرج الريفي المرهف الإحساس محمد أمين بنعمراوي، يتعلق الأمر بالفيلم/التحفة “وداعا كارمن” (2013)، الذي فاز عن جدارة واستحقاق بجائزة العمل الأول في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وبتنويهات وجوائز معتبرة من مهرجانات سينمائية أخرى داخل الوطن وخارجه.

شخصت نوميديا في هذا الفيلم، بتلقائية ملحوظة، دور أم شابة اضطرتها ظروف العيش داخل مجتمع ذكوري محافظ إلى قبول الزواج مرة ثانية برجل مقيم بأروبا والرحيل معه تاركة وراءها فلذة كبدها الطفل عمار للعيش مع خاله السكير والعنيف.

سننتظر حوالي ثلاث سنوات لنشاهدها في فيلم “إبيريتا” (2016) للمخرج الريفي محمد بوزكو، وهو روائي طويل آخر لا يقل قيمة عن فيلم بنعمراوي، لكن هذه المرة بشكل مغاير تماما أي في دور ابنة مدير مدرسة ابتدائية في قرية ريفية نائية تعجب بمعلم جديد وترغب في الإرتباط به. وقد تم تتويجها عن هذا الدور مناصفة، رفقة زميلتها ابتسام العباسي (مازيليا)، بجائزة التشخيص إناثا بالمهرجان الدولي السادس للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور سنة 2017.

من أفلامها السينمائية الأخرى نذكر الفيلم الروائي الطويل “سليمان” (2013) للمخرج الريفي محمد البدوي والفيلم القصير “فكانصي” (2016) لمحمد بوزكو. وقد انتهت مؤخرا من تصوير دور جديد لها في الفيلم الروائي الطويل الجديد “مدينة بدون ملامح” للمخرج الريفي محمد فوزي، المقيم بالديار الأمريكية والمشهور بلقب “أكسيل”، وهو الثاني له بعد فيلمه السينمائي الأول “وحوش” (2018).

لقد شخصت هذه الممثلة الناظورية الشابة، المقيمة حاليا بالحسيمة مع زوجها الفنان المتعدد الإهتمامات طارق الصالحي، الذي تقاسم معها بطولة مسلسل “ميمونت”، أدوارا كوميدية وتراجيدية متنوعة وأمتعت عشاقها بأدائها الصادق وبخفة دمها وابتسامتها البريئة براءة الأطفال. كما تألقت في تقديمها وتنشيطها لمجموعة من السهرات الفنية والتلفزيونية وحفلات افتتاح واختتام بعض المهرجانات السينمائية، خصوصا المنظمة بمدينتي الحسيمة والناظور، وغيرها من اللقاءات.

ولعل حضورها المتعدد على الركح وخلف ميكروفونات الإذاعة وأمام الشاشتين الصغيرة والكبيرة هو الذي أهلها لتحظى بتكريمات وهي في أوج عطائها سواء من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2021 أو في حفل افتتاح الدورة 12 للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور سنة 2023 أو في مناسبات أخرى داخل الوطن وخارجه.

About Post Author