دراسة : الشبكات الاجتماعية تزيد من حساسية المراهقين تجاه محيطهم

مغربيات
وفقا لدراسة أمريكية، فإن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يجعل المراهقين الشباب أكثر حساسية لما يعتقده الناس عنهم. ولكن إلى أي حد؟
هل تشعر بالسعادة لأنك أب للمراهق؟ لا بد من أنك قد طرحت على نفسك السؤال التالي : هل يمكن لوجهه الملتصق بشاشة هاتفه الذكي، و تفقده المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، أن يكون له عواقب أكثر أو أقل خطورة على دماغه ؟ للتحقق من هذا الأمر قام فريق من العلماء الأمريكيين بدراسة تعد الأولى من نوعها حول التطور العصبي للمراهقين واستخدام التكنولوجيا.
و قد استنتج الفريق الذي أنجز الدراسة أن تفحص الهاتف لأكثر من 20 مرة خلال اليوم من شأنه أن يزيد من حساسية الشخص.
ذلك ما استنتجه فريق من الباحثين بجامعة شمال كارولينا في “تشابل هيل”، بعد أن تابعوا 169 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، تم توظيفهم لهذا الغرض من المدارس المتوسطة العامة لمدة ثلاث سنوات، حيث أشار كل مشارك إلى عدد المرات التي زار فيها ثلاث منصات تواصل اجتماعي شهيرة : “فيسبوك” و “أنستغرام” و “سناب شات”، وتراوحت استجاباتهم في أقل من مرة إلى أكثر من 20 مرة في اليوم.
بعد ذلك، خضع المشاركون لجلسات تصوير دماغ سنوية، تم خلالها قياس نشاط الدماغ المتعلق بالتفاعلات الاجتماعية، حيث كشفت الدراسة، التي نشرت، بعد ذلك في “JAMA Pediatrics”، أن أدمغة المراهقين الذين يتفقدون هواتفهم في كثير من الأحيان قد يصبحون أكثر حساسية لبيئتهم الاجتماعية.
و قالت مؤلفة الدراسة “إيفا تيلزر” في هذا الصدد “تشير النتائج إلى أن الأطفال الذين يكبرون وهم يتفقدون وسائل التواصل الاجتماعي يصبحون في كثير من الأحيان شديدي الحساسية تجاه تعليقات أقرانهم”.
وبالتالي، فإن محتوى الشبكات الاجتماعية ذاته يمكن أن يلعب دوراً في بناء شخصية المراهقين الصغار من خلال توفير تدفق مستمر وغير متوقع من ردود الفعل الاجتماعية، في شكل إعجابات وتعليقات وإشعارات ورسائل. “هذا الانخراط الاجتماعي متكرر وغير متناسق، وغالبًا ما يكون مُرضيا، مما يجعله محفزا قويا يدفع المستخدمين بشكل خاص إلى تفقد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر،” وفقًا للمؤلفة المشاركة في الدراسة “كارا فوكس”.
بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة أخرى ينبغي التعامل معها خلال الأزمة التي يمر منها المراهقون، إذ أنه “على الرغم من أن هذه الحساسية المتزايدة للتعليقات الاجتماعية قد تعزز الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها يمكن أن تعكس أيضًا السلوك التكيفي المحتمل الذي سيسمح للمراهقين بالتنقل في عالم رقمي متزايد”، كما توضح “ماريا مازا” مؤلفة أخرى للدراسة.
الهاتف الذكي ليس بالضرورة هو العامل الأساسي
بالنسبة لنوال عبوب، دكتورة في العلوم المعرفية، فإنها لا تتفق تماما مع هذه الملاحظة التي ترى أنها تفتقر إلى الدقة.
“من المؤكد أن الدراسة هنا تشير إلى أن المراهقين الذين يقضون وقتًا على هواتفهم هم أكثر حساسية للتعليقات والمصادقة الاجتماعية من حولهم، وأن هذا يحفز النشاط الدماغي في مناطق معينة من الدماغ. ولكن لا يمكننا أن نجزم بأنه “سببي”. وهذا يعني أننا لا نعرف ما إذا كان هؤلاء المراهقون الذين شملتهم الدراسة لديهم بالفعل حساسية، عندما كانوا أطفالا قلقين على سبيل المثال.
“إن المراهقين الذين سيظهرون ضعفًا أكبر، وزيادة في الحساسية المرتبطة بالبيئة الأسرية، أو بما يحدث في المدرسة، أو بمستوى رفاهيتهم، سيكونون أيضًا أكثر إغراءً للتحقق من هواتفهم في كثير من الأحيان ويكونون، في الواقع، أكثر حساسية للنقد،” كما أوضحت الباحثة.
و خلصت إلى أن الدراسة المنشورة في JAMA، والتي تتطلب بلا شك مزيدًا من البحث، تبقى مع ذلك مفيدة وفقًا لدكتورة العلوم المعرفية.
“ومع ذلك، فإن هذا يدل على أن الأطفال ليسوا متساوين عندما يتعلق الأمر بالشبكات الاجتماعية وأنه يجب علينا أن نكون يقظين. عندما تواجه مراهقًا متوترًا أمام هاتفه، عليك أن تطرح عليه الأسئلة، وتعلمه كيفية حماية نفسه، وليس الكشف عن نفسه أكثر من اللازم. ومحاولة فهم سبب وجود هذا القلق.