خديجة بو سعيد‫..‬ سفيرة الطلبة في المحافل الدولية

مغربيات

منذ مرحلة مبكرة من حياتها برزت لدى خديجة بو سعيد ميول قيادية و قدرة عجيبة على التواصل، ما أهلها لتمثل المغرب، في مناسبات عديدة، في محافل دولية‫.‬ بالإضافة الى التفوق الدراسي، حيث تدرس بالسنة الثانية شعبة الاقتصاد و التجارة بمركز ابن تيمية للأقسام التحضيرية بمراكش، فهي تتمتع بشخصية قوية و جرأة في التعبير عن أفكارها و إقناع الآخرين بما تراه مناسبا‫.‬ طموحها بلاحدود و سقف أحلامها لا يوازيه إلا هذا الشغف بالمعرفة و الرغبة في زعامة تنبئ بمستقبل واعد‫.‬

“‬مغربيات‫“‬ تواصلت مع الطالبة خديجة بو سعيد للحديث عن مشوارها الكبير رغم سنها الصغير، و طموحاتها المستقبلية‫..‬

لم يكن سنها يتجاوز أ‫ربعة عشر ربيعا، حين اقتحمت مؤتمرا بمدينة الجديدة التي كانت قد حلت بها خلال عطلة صيفية.‬تقدمت بشجاعة الكبار في اتجاه منظمي المؤتمر و طلبت ان تحضر أشغاله، وكانت تلك أول مرة ترى فيها سفراء و دبلوماسيين من مختلف بلدان القارة الأفريقية. منذ ذلك الحين قررت خديجة بو سعيد أن تهتم بالدبلوماسية التي أصبحت تعرف بعض تفاصيلها بعد حضور هذا المؤتمر الذي تابعت أشغاله مستغنية عن الترفيه الذي سافرت من أجله.

دعم الوالدين

خديجة أبو سعيد التي تتابع دراستها بالسنة الثانية بشعبة الاقتصاد و التجارة بمركز ابن تيمية للأقسام التحضيرية هي ابنة لأب يعمل مهندسا في الصيانة و أم كانت تعمل في مصلحة تقنية بإحدى المؤسسات قبل أن تترك العمل لتتفرغ لتربية خديجة و شقيقها الأكبر‫.‬ تقول خديجة ل‫“‬مغربيات‫“‬ ‫:‬ إن كان لأحد من فضل علي بعد الله سبحانة وتعالى فهو لوالدي اللذين منحاني الثقة التي اكتسبتها من خلال تشجيعي على المسرح و الأنشطة الثقافية، حيث كان أبي و أمي يكتبان يساعداني على كتابة نصوص مسرحية و يدرباني على أداء الأدوار‫.‬ هما من صقلا مواهبي عن طريق الثناء عليَ و التشجيع على إبرازها، و بدونهما لم أكن لأحقق شيئا مما أنا عليه اليوم‫“. قدرة فائقة على التواصل و التعبير عن الذات، صفات تميز خديجة أبو سعيد التي رغم صغر سنها (19 سنة) ، وهي من ساعدتها على إلقاء خطب، سواء باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية، كما مكنتها هذه الصفات من إيصال أفكارها بسهولة ملفتة.

أثناء إحدى مداخلاتها

في 2019، بينما كانت خديجة تتابع دراستها بالبكالوريا، ستعثر بالصدفة على صفحة على موقع ، و ف‫“‬فيسبوك‫“‬ تخص ‫جميعة شباب المغربو هي الجمعية التي ستنخرط فيها و تشتغل ضمن أعضائها لمدة ثلاث سنوات‫.‬

شغف بالمعرفة

كعادتها لم تفوت هذه الطالبة التي تعرف جيدا كيف تحدد أهدافها في كل خطوة تخطوها، الفرصة لتضيف رصيدا آخر لتجربة لا تلبث أن تغينها يوما بعد يوم‫.‬ دخولها للجمعية لم يكن اعتباطيا أو محض صدفة، بل إنها اختارت أن تعمل في صفوف الشباب حتى تتمكن من تسيير جمعية قد تفكر بإنشائها يوما، كما أن العمل داخلها مكنها من أن ترى النظريات التي قرأتها في شعبة الاقتصاد مجسدة على أرض الواقع‫.‬تقول خديجة :من خلال هذه التجربة تعلمت أن العمل الجماعي يكون أكثر فاعلية من غيره، لأن كل شخص يعمل من موقعه وحسب المهام المنوطة به، يشكل إضافة نوعية، وهو ما يجعل المسؤوليات محددة و النتائج جيدة‫. تعلمت ‬كذلك ‫ما ‬الذي ‫يمكننا أن نمنحه لأشخاص لمجردأن نبتسم في وجوههم“.‬

بالإضافة لعزيمة لا تقهر و إرادة من حديد تملكها خديجة، هناك جانب صوفي في شخصيتها، حيث إنها تؤمن أن حب الناس ودعوة صادقة من قلب إنسان قدمت له يد المساعدة يوما من شأنه أن يغير مسارا أو قدرا بأكمله‬، ولها في ذلك الكثير من المواقف‫.

رفقة الوزير السابق سعيد أمزازي

في سنة 2020 سوف يتم اختيارها من قبل ديوان الوزير السابق سعيد أمزازي لتمثل المغرب، باقتراح من مدير الأكاديمية الجهوية بمراكش، خلال المؤتمر الدولي الثالث و الثلاثين حول موضوع “‬ فعاليات التدريس و التمدرس في العالم القروي، وهو المؤتمر الذي نظم بمراكش، ساعدها في ذلك أنها سبق و مثلت المغرب ضمن فعاليات مؤتمر دولي نُظمَ بدولة ماليزيا حول الهدر المدرسي‫، ورغم أنه طلب منها التحدث عن الوضعية داخل دولة أخرى، إلا أنها استطاعت أن تقنع المنظمين بالحديث عن بلدها المغرب، حيث انصبت مداخلتها على السياسة التي ينهجها المغرب للحد من الهدر المدرسي، و كانت مداخلتها بطبيعة الحال باللغة الإنجليزية‬.

خديجة بو سعيد خلال مؤتمر ماليزيا

كان يفترض أن تسافر خديجة إلى مصر في 17 من دجنبر الجاري لتمثيل المغرب ضمن فعاليات المؤتمر النموذجي العالمي الأفريقي للأمم المتحدة الذي كان سينظم خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و 20 دجنبر الجاري، لكن تعذر عليها السفر بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة أخيرا بسبب الجائحة.‬

صورة تذكارية من ماليزيا

شخصية قيادية ‬

منذ مرحلة مبكرة من حياتها برزت لدى خديجة الشخصية القيادية، حيث لم تكن تقبل إلا أن تكون القائدة من بين الأطفال أثناء اللعب، كما أنها كانت تمتلك قدرة رهيبة في إقناع الآخرين بما تريد له أن يتحقق من أهداف، ليست بالضرورة شخصية، لكنها تتوافق مع ما تراه ملائما لكل وضعية، وكلما كبرت إلا وبرزت لديها هذه الميول، ليقتنع المحيطون بها، و على رأسهم والداها بأنها شخصية قيادية و إنما ولدت لتكون قائدة‫.‬

تدرك خديجة أن ما تقوم به من تمثيل بلدها في محافل دولية يدخل ضمن الدبلوماسية الموازية، لذلك فهي تتطلع لأن تعمل في السلك الدبلوماسي أو ما شابه لإيمانها العميق بقدرتها على إعطاء صورة مشرفة عن بلدها.

و لأن المشوار لازال أمامها طويلا وهي بعد في 19 من عمرها، فلازالت تعمل على تثقيف نفسها من خلال الاطلاع و الرغبة في المعرفة، كما أنها لا تفوت فرصة إلا وتقرر أن تسير ندوة نظمها المركز حيث تدرس بمراكش‫، لتترك الحاضرين مشدوهين لقدرة هذه الصغيرة على الضبط و الإلمام بمجريات الحديث و إعادة النقاش إلى صلب الموضوع كلما زاغ أحدهم عن فحواه، بجرأة وشجاعة قل نظيرها.‬

تطمح خديجة في الحصول على نقط عالية تؤهلها لولوج واحدة من أكبر المدارس في مجال التجارة بفرنسا، لكن هذا الهدف يشكل فقط جسر عبور لما هو أكبر من ذلك، فهذه الفتاة ورغم صغر سنها، إلا أن طموحها لا حدود له. ‬

أثناء المؤتمر الدولي حول التدريس

About Post Author