خبراء و آباء يتدارسون اضطرابات التعلم من التعليم الأولي إلى التعليم العالي بمراكش

مغربيات

نظمت جمعية الأمل الأطفال ذوي صعوبات في التعلمبجهة مراكش آسفي الملتقى الأول لاضطرابات التعلم تحت شعار اضطرابات التعلم من التعليم الأولي إلى التعليم العالي، صباح أمس الأربعاء بمراكش، و ذلك بمشاركة مجموعة من الأطر التابعة لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و وزارة التعليم العالي و مكتب التكوين و إنعاش الشغل و ممثلين عن الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بمراكش و كذا وزارة الصحة.

و ذكرت عتيقة السدري رئيسة جمعية الأمل أن أعضاء الجمعية، إلى جانب شركائها، كان لهم الفضل في الكشف، من خلال العمل لوقت طويل، عن اضطرابات التعلم لدى بعض المتعلمين في العديد من المؤسسات التعليمية العمومية و الخاصة ، على صعيد جهة مراكش، آسفي، و كذا جهات أخرى، خاصة جهة سوس ماسة، و جهة الدار البيضاء.

و أضافت أن هدف الجمعية كان و لازال يرتكز على التعريف بهذه الصعوبات و الاضطرابات، سيما و أن عدم تشخيصها و التعرف عليها يعرض الأطفال للإهمال و التهميش من طرف الأسر، و كذا بعض الأساتذة الذين يجهلون مشاكل التلاميذ مع صعوبات التعلم، حيث غالبا ما يتم نعت هؤلاء الأطفال بأوصاف تمس بكرامتهم، و تعرضهم للإهانة و التحقير، ما يؤدي بهم إلى السقوط في الإحباط و فقدان الثقة في أنفسهم.

و دعت المتحدثة إلى تكثيف حملات الكشف و التشخيص عبر تنظيم دورات تحسيسية وتوعوية في أوساط الأطر التربوية و الآباء و أمهات التلاميذ و المجتمع المدني.

عتيقة السدري رئيسة جمعية الأمل

بدوره أوضح هشام الغزولي ممثل الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة مراكش، آسفي أن سياق هذا اللقاء يندرج في إطار البرنامج الوطني للتربية الدامجة الذي خصصت له الوزارة الوصية على القطاع مشروعا من مشاريع قانون إطار 51/17، و هو المشروع الذي يرمي إلى تمكين جميع التلميذات و التلاميذ في وضعية إعاقة و الذين في وضعية خاصة من التمدرس إسوة بأقرانهم، وهو اعتراف صريح بالمكانة التي يوليها المسؤولون عن القطاع لهذه الفئة.

أما عائشة لطفي الطبيبة بوزارة الصحة فأكدت أن التكفل بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم هي عملية تشاركية لكل القطاعات، مشيرة إلى أن وزارة الصحة انخرطت في المشروع من خلال الصحة المدرسية، حيث تعد من بين أهدافها القيام سنويا بتشخيص الأمراض، سواء الحادة أو المزمنة، إلى جانب الشق المرتبط بالصحة النفسية لدى الطفل، و التي تهم كذلك اضطرابات التعلم و اضطرابات التعامل، مؤكدة أن الصحة النفسية للأطفال هي مسؤولية المدرسة، و الأسر و وزارة الصحة.

و أبرزت دور الأطر الصحية في مواكبة الأسر التي تعاني مع أبناء يشكون من اضطرابات التعلم، سيما و أن الأسر تقضي أكبر وقت مع الأطفال قبل أن يغادروا في اتجاه المدرسة.

و أشارت إلى دور أطر الصحة كذلك في مساعدة الأسر على فهم و استيعاب هذه الاضطرابات التي يعاني منها الأبناء، إلى جانب الحرص على التنسيق بين كافة الشركاء.

الدكتورة عائشة لطفي

من جانبها شددت إيمان أبو الخير الطبيبة المختصة في الطب النفسي للأطفال على ضرورة توفير عمل شمولي تكاملي بين كافة الأطراف المعنية بهذا الموضوع، فمن جهة هناك المدرسة ووزارة الصحة، ثم الأسرة و المجتمع المدني.

و دعت المختصة إلى ضرورة التشخيص المبكر الذي يشمل تخصصات مختلفة “pluridisciplinaire”، كما تحدثت عن الاضطرابات النوعية التي يعاني منها بعض الأطفال و التي تتوزع بين اضطرابات الكلام ثم عسر القراءة و الكتابة و الحساب و اضطراب تشتت الانتباه و فرط الحركية و ما إلى غير ذلك، مبرزة أنه ينبغي بداية معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في الكلام أو الحركية قبل الانتقال إلى اضطرابات التعلم التي تظهر بعد سن 8 سنوات، إذ بعد التشخيص يتم تحديد حدتها، إن كانت خفيفة، متوسطة أو حادة.

و أشارت أبو الخير إلى أنه بعد التشخيص يتم تحديد نوع التدخل و الجهات المسؤولة عليه.

و بشأن الإنجازات التي قامت بها الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة مراكش، آسفي، قالت أسماء الزبيدي أستاذة التربية الدامجة و ممثلة المديرية الجهوية للتربية و التكوين، في حديثها عن الإنجازات التي قامت بها الأكاديمية أنه تم تجويد التعلمات و الخدمات و تجهيز قاعات الاستقبال بالوسائل الضرورية، و انتقال الأساتذة المشرفين على هذه القاعات.

و أكدت المتحدثة أنه سيتم إضافة 18 قاعة إضافية هذه السنة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة داخل المؤسسات العمومية.

وفي مجال التكوينات قالت الزبيدي إنه تم تكوين 1600 أستاذ عامل بالسلك الابتدائي، بالإضافة إلى تكوين شمل مديري المؤسسات التعليمية الابتدائية الذين استفادوا من دورات تكوينية في التربية الدامجة، في حين أن السلك الإعدادي و الثانوي انطلقت به سلسلة تكوينات منذ الأسبوع الماضي، حيث استفاد جميع المفتشين من هذا التكوين، كما تم إبرام شراكات مع الجمعيات التي تهتم بالأطفال في وضعية إعاقة، حيث بلغ العدد 25 جمعية شريكة.

و تخلل اللقاء، الذي شكل مناسبة للنقاش و طرح الأسئلة التي تهم المتعلمين من ذوي الإعاقات و الصعوبات في التعلم من طرف المهتمين و المشتغلين في المجال إلى جانب الأسر، توقيع اتفاقية شراكة جمعت بين جمعية الأمل الأطفال ذوي صعوبات في التعلم بجهة مراكش آسفي و الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين من أجل العمل المشترك بينهما في هذا المجال.

وشاركت في اللقاء أمهات لأطفال يعانون من اضطرابات التعلم أغنين بتدخلاتها النقاش، حيث طرحن العديد من الأسئلة من بينها عدم الاستفادة من التغطية الصحية في العديد من التدخلات الطبية التي يحتاجها الطفل في هذه الوضعية، ثم منح بعض الأطباء لأدوية لا يعرف ما غذا كانت تساعد على تخطي مشاكل اضطرابات التعلم.

About Post Author